تناولت صحف غربية، صوراً لمصابين أكراد شمال سوريا خلال عملية “نبع السلام” التركية التي تستهدف مناطق انتشار ميليشيات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ”قسد” شرق الفرات، والمستمرة منذ أيام.
صحيفة التايمز البريطانية من جهتها، واعتماداً على الصور المنشورة اتهمت القوات التركية باستخدام أسلحة محرمة دولياً، وعلى رأسها الفوسفور الأبيض خلال هجماتها على مواقع المسلحين الأكراد، ما أدى إلى إصابة الكثير من المدنيين بحروق بالغة، بينهم أطفال.
ونشرت الصحيفة في مقالها، صورةً للطفل “محمد” البالغ من العمر 13 عاماً، الذي أصيب بإحدى الغارات التركية على مدينة رأس العين بريف الحسكة، حيث كشفت الصورة عن إصابة الطفل بحروق شديدة في كافة أنحاء جسده، مشيرةً إلى أنه يصارع الموت حالياً، مؤكدة في الوقت ذاته أن الحروق ناجمة عن مادة الفوسفور الأبيض.
الصحيفة نقلت عن الأطباء المعالجين قولهم إن الطفل يعاني من حروق تزيد عن 70 في المائة من جسمه، ومن غير المرجح أن يعيش دون علاج متخصص، في ظل عدم وجود أي وسيلة لنقله إلى مكان آخر لتلقي العلاج.
كما نقلت الصحيفة عن الطبيب “إبراهيم علي” أحد المشرفين على علاج الطفل قوله: “ليس لدينا التسهيلات اللازمة لعلاجه هو يعاني من هذا المستوى من الحروق ما لم يتم نقله إلى مستشفى في دمشق، أو في أي مكان آخر في الخارج، فإن فرصه في النجاة ضئيلة”.
أما والد “محمد” فقد أكد أنه لن يوفر أي طريقة لنقل ولده إلى مكان آخر للعلاج، مضيفاً: “إذا كان لا يزال على قيد الحياة في الصباح، فسآخذه بعيدًا من هنا في سيارتي الخاصة وأجد مكانًا آخر لعلاجه”.
تقرير “التايمز” وصورة “محمد” أدت إلى إشعال موجة غضب كبيرة في الشارع الأوروبي، لا سيما مع انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب الكثير من المعلقين بمحاكمة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بارتكاب جرائم حرب وعمليات التطهير العرقي ضد الأكراد، في شمال سوريا.
وكان قادة الاتحاد الأوروبي قد طالبوا مجدداً، تركيا بوقف العملية العسكرية التي أطلقتها ضد قوات سورية الديمقراطية، شمال شرق سورية، على الرغم من إعلان أنقرة تعليق عمليتها العسكرية، بعد الإتفاق الذي تم بين أنقرة وواشنطن، مشددين على أن هذه العملية تهدد الأمن الأوروبي.
جاء ذلك في بيان القادة الأوروبيين قالوا فيه: “المجلس الأوروبي أخذ علما بالإعلان التركي الأميركي الليلة بوقف كل العمليات العسكرية، وهو يحض تركيا مجددا على إنهاء عملياتها العسكرية وسحب قواتها واحترام القانون الإنساني الدولي”.
من جهته، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى: “تركيا تعهدت للولايات المتحدة بأن تكون “المنطقة الآمنة” التي تم الاتفاق عليها في شمال سورية مؤقتة، وبأنها لن تتسبب بنزوح جماعي للسكان”، مضيفاً: “نحن أساسا نبذل أقصى جهودنا لحمل مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية على الانسحاب، مستخدمين العقوبات التي بحوزتنا وسياسة العصا والجزرة”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.