أعلن رئيس الحكومة اللبناني “سعد الحريري” عصر اليوم الثلاثاء، استقالة الحكومة اللبنانية، على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد طيلة الأيام الماضية، والتي نجحت حتى الآن بتنفيذ إضرابات واعتصامات دفعت السلطات إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات والتدابير الساعية لنزع فتيل الأزمة.
وبين “الحريري” في خطاب مقتضب أنه سيتجه إلى قصر بعبدا، لتقديم استقالته لرئيس الجمهورية “ميشال عون”، لافتاً إلى أن المسؤولية اليوم تتطلب حماية لبنان وعدم السماح للحرائق بأن تصل إلى البلاد.
وأضاف “الحريري”: “الكرامة أهم من المناصب، المناصب تذهب وتأتي وتبقى الكرامة، وليحمي الله لبنان”.
وكانت مصادر من داخل الحكومة قد أشارت في وقت سابق من اليوم إلى أن “الحريري” كان يتجه نحو إستقالة الحكومة، إلا أن رئيس مجلس النواب “نبيه بري” حاول ثنيه عن الخطوة، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة رفض أمس الدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراءـ واصفاً تلك الخطوة بأنها استفزاز للشارع المنتفض.
وفي تطورٍ متزامن، اعتدى عناصر تابعون لحزب الله اللبناني على المتظاهرين في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، وأصابوا عدداً منهم، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويجبرهم على التراجع.
وكان “الحريري” قد تقدم مع انطلاق الحركات الاحتجاجية بورقة إصلاحٍ اقتصادية، رفضها الشارع اللبناني، الذي تمسك بمطلب اسقاط النظام بأكمله، داعين لانتخابات نيابية مبكرة.
إلى جانب ذلك، وسائل إعلام لبنانية كانت قد اتهمت الرئيس اللبناني “ميشال عون” وصهره وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” بالعمل على عرقلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي كان ينوي الحريري تطبيقها ومن بينها تعديل وزاري يشمل إقالة باسيل من منصبه وتشكيل حكومة تكنوقراط، إلا أن الرئيس اللبناني رفض إقالة “باسيل”.
هجمات
أقدم أشخاص مجهولون، يوم الاثنين، على إطلاق النار باتجاه تجمع المتظاهرين في قرية غزة، في منطقة البقاع اللبناني، ولم يذكر وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين.
إلى ذلك، صرحت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأن هؤلاء المجهولين قاموا بإطلاق الأعيرة النارية على خيمة المعتصمين على الطريق العام للبلدة، كما أنهم استهدفوا خزان المياه الرئيسي والذي يغذي البلدة، مما أحدث حالة من الذعر لدى جميع الناس المتواجدين في الساحة والمنطقة.
كما نوهت الوكالة اللبنانية إلى أن مطلقي الأعيرة النارية هربوا بسيارة باتجاه بلدة “لوسي” المجاورة لبلدة غزة، ومن ثم ذهبوا إلى جهة مجهولة، وتواروا عن الأنظار، ولم يعرف مكانهم.
ويشهد لبنان مظاهرات حاشدة للأسبوع الثالث على التوالي، بعد أن رُفضت ورقة الإصلاحات التي تقدم بها رئيس الحكومة “سعد الحريري” وارتفعت مطالب المتظاهرين إلى إسقاط النظام السياسي للدولة اللبنانية بالكامل.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.