هيئة التحرير
مع دخول الانقلاب الحوثي على السلطة في اليمن عامه السادس، يكشف مصدر يمني مطلع لمرصد مينا، عن وجود مخطط لدى الميليشيات، لتكرار تجربة أشبال الخلافة، التي طبقها تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، لافتاً إلى أن الميليشيا أقرت مشروع لتكوين جيل جديد من المقاتلين العقائديين، اعتماداً على الأطفال اليمنيين.
وتأتي تصريحات المصدر، بالتزامن مع تحذيرات الحكومة اليمنية الشرعية مما أسمته “المعسكرات الصيفية”، التي تقيمها الميليشيات للأطفال في اليمن، والتي يتخللها عمليات غسل للأدمغة عبر محاضرات عقائدية مرتبطة بالنهج الحوثي، وعمليات تدريب عسكري.
اللعب على وتر الوقت واستنساخ التجارب
عملية تجنيد الأطفال، التي تتبعها الميليشيات، يربطها المصدر برغبة الحوثيين بتشكيل جيش جديد يكون أكثر التصاقا بأفكارها وعقيدتها وأهدافها، خاصة وأن الكثير من عناصرها الحاليين انضموا اليها بسبب الرغبة في الحصول على السلطة والمال دون وجود إيمان عقائدي كامل بها، مضيفاً: “الخطة الحوثية تستهدف فعلياً قيام جيش عقائدي يؤمن بأهدافها وتطلعاتها، خاصة وأن الميليشيا تتبنى أفكاراً غريبة عن المجتمع اليمني ومستوردة من خلف الحدود”.
كما يلفت المصدر إلى أن الميليشيا بدأت تلعب على وتر الوقت، لتجهيز جيشها الجديد، الذي يحتاج بعد لسنوات حتى يكون قادراً على حمل مشروعها، كاشفاً أن الميليشيا تعاني من نقص كبير في المقاتلين بشكل عام بسبب تصاعد العمليات العسكرية، التي يشنها الجيش اليمن وتحالف دعم الشرعية، وهو ما يجبرها في بعض الأوقات، على إرسال مجموعات من المراهقين والأطفال إلى ساحات القتال في وقتٍ مبكر.
وكان المنتدى العربي الأوروبي لحقوق الإنسان قد كشف عن تجنيد ميليشيات الحوثي ما يصل إلى 23 ألف طفل يمني في البلاد، للقتال إلى جانب قواته على جبهات المعارك.
إلى جانب ذلك، يذهب المصدر إلى أن ما تقوم به الميليشيا هو استنساخ فعلي لتجربة الباسيج الإيراني، الذي يعتبر اليد الضاربة للمرشد الأعلى، وأشبال الخلافة في تنظيم داعش، الذين صنفتهم تقارير استخباراتية على أنهم أخطر ما خلفه التنظيم، موضحاً: “الجيش الجديد والأطفال المجندين ستكون مهمتهم في المستقبل ترسيخ حكم الحوثيين في الداخل، أكثر من المشاركة في الحرب الخارجية، بالإضافة إلى الضرب بوحشية على يد كل من يعرض الحوثيين بوصفه كافر أو معارض لحكم الله، والولي الفقيه، كما هو الحال في إيران حالياً”.
فكر طائفي استعلائي ومجاميع ثقافية
خطورة تجنيد الأطفال من قبل الميليشيات، تعبر عنها الناشطة السياسية “وسام باسندوة” بأنها تتزامن مع عملية غسل الأدمعة وتعبئتها بالأفكار العنصرية والطائفية والإرهابية، ما يؤثر بشكل مباشر على نشوء الطفل وسويته، مشيرةً إلى أن آخر الإحصائيات تشير إلى تجنيد أكثر من 30 ألف طفل يمني تحت سن 15 عاماً.
أما عن عمليات التجنيد وتهيئة الأطفال، فتشير رئيسة مؤسسة تمكين المرأة اليمنية، “زعفران زايد” إلى أن الميليشيا تعتمد على المدارس وبعض المنشآت الأخرى خلال فترة الصيف، لتطبيقمشروعها في تخزين الاسلحة وتدريب الأطفال على القتال والعنف خلال فترة الانشطة الصيفية والمحاضرات الطائفية.
وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية، ميليشيات الحوثي بمحاولة تطبيق غزو ثقافي إيراني للمجتمع اليمني، ليس فقط من خلال عمليات التجنيد، وإنما من خلال تعديل المناهج الدراسية بما يتناسب مع النهج الإيراني، واستبدال النشيد الوطني اليمني بعبارات وشعارات تمجد ثورة “خميني” في ايران، على حد قولها.
في السياق ذاته، تذهب الناشطة الحقوقية “اروى الخطابي”، إلى أن اتهام الميلشيا ببناء مجاميع عقائدي إرهابية لا تختلف عن داعش والقاعدة وطريقة تفكيرها، مشيرةً إلى أن طرق واساليب المليشيا الحوثية في تجنيد الأطفال والزج بهم في الصراعات المسلحة، ستؤدي إلى كارثة كبيرة تؤسس لها المليشيا في البلاد.
معلمون يمنيون أكدوا في وقتٍ سابق، وقبيل انتهاء السنةا الدراسية، أن الميليشيات أجبرت مديري المدارس على اختيار 15 طالباً من كل مدرسة حكومية في العاصمة؛ لأخذهم إلى جبهات القتال دون علم أهاليهم، تعويضاً للنقص العددي في صفوف مقاتليها، لافتين إلى أن العديد من الصفوف الدراسية باتت خالية تماماً.