المجتمع والثقافة الصوفية
كانت الصوفية ظاهرةً اجتماعيةً، اختلف موقف الدول منها حسب موافقتها أو مخالفتها لسياسة الدولة وأهدافها. على الصعيد الاجتماعي؛ لم يهتم الصوفيون كثيراً في أمور العمارة والبناء، فغالباً كانوا منعزلين اجتماعياً، في خلواتهم وتكاياهم، وغالباً لا يمتهنون مهنةً خارج الأساسيات التي تعينهم على البقاء أحياء. وهم خلوقون ومهذبون جداً؛ ويقسم المجتمع عموماً إلى سالكين أو عاشقين أو مريدين وشيوخٍ معلمين؛ حيث يبقى الصنف الأول في خدمة الشيوخ طيلة فترة تعلم الطريقة.
ويتصف الصوفيون بالزهد، والأخلاق، والصفاء من الكدر، ومجاهدة النفس، والالتزام بالشريعة، والتسليم الكامل لله، وإخلاص الغاية لله، والارتباط الروحي بالله، وترك التكلف والشكليات، والطريقة الخاصة لمن يسلكها. والصوفيون يتقشفون بالأكل، ويهتمون بالعلم بأنواعه، لكنهم لا يندمجون اجتماعياً، فغالبا تنحصر حياتهم في تكاياهم وبين محيطهم الضيق، ولهم دورٌ مهمٌ في التكافل الاجتماعي، والتعليمي، والإرشاد الأخلاقي، وهم إنسانيون في تعاملهم مع كافة الموجودات “نبات، جماد، حيوان، إنسان”.