أثار استقبال الرئيس التونسي، “قيس سعيد”، لستة أطفال من أيتام عناصر تنظيم داعش الإرهابي، حملة انتقادات واسعة وجدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من ذوي العناصر الأمنية التونسية، الذين قتلوا في عمليات إرهابية تبناها التنظيم المتطرف، خلال السنوات الماضية في تونس.
كما تعرض الرئيس “سعيد” لهجوم حاد، اتهم خلاله بالاهتمام بأبناء إرهابيي التنظيم، وسط تجاهل تام لمن وصفوهم بـ “أيتام عناصر الشرطة والأمن التونسيين”، لا سيما في ظل توصياته، بتوفير الرعاية الكاملة للأيتام الستة، قبيل إعادتهم إلى عوائلهم مجدداً.
من جهته، تسائل المحامي التونسي، “الحبيب عاشور”، عن الرسالة التي أراد الرئيس “سعيد” إيصالها والجهة التي حاول مخاطبتها، من خلال الظهور كراعي لهذه الشريحة من الأطفال، مضيفاً: “الأطفال هؤلاء لا يتحملون مسؤولية أوليائهم، ولكن بإمكان الرئيس أن يسدي تعليماته للسلطات المختصة بالإحاطة بأولئك الأطفال دون تغطية إعلامية مميزة على شاشة القناة الوطنية”.
واعتبر “عاشور” في تعليقه، أن موقف الرئيس قد يبعث الطمأنينة في قلوب العناصر المتطرفة على أبنائهم، موضحاً أن ما ظهر من رعاية للأطفال وبشكل علني، قد تفهمه العناصر المتطرفة كرسالة مفادها: “إذهبو إلى الحرب ولا تخشوا على أبنائكم، نحن نهتم بهم ونرعاهم ولا نخشى في ذلك لومة لائم”.
كما أضاف المحامي التونسي: “ألم يكن الأجدر أن يهتم الرئيس بأيتام ضعاف الحال وفاقدي السند من الفقراء والمسحوقين اجتماعيا؟ وأن يكون لهؤلاء الأولوية في الرعاية والإحاطة والعناية؟ وأن يبرز هكذا للتونسيين وللسلط أولوياته وخياراته ويحثهم على السير على خطاه؟ فعلا، قيس سعيد أمره محيّر”.
من جهتها، شنت الوزير السابقة، “ماجدولين الشارني”، شقيقة الضابط “سقراط الشارني”، الذي قتل على يد مجموعة إرهابية، هجوماً على خطوة الرئيس “سعيد”، حيث كتبت على صفحتها في موقع فيسبوك: “أتعلم أن من استقبلهم هم أبناء إرهابيين؟ أتعلم أن البيان الرسمي الذي أصدرته فيه مغالطة للرأي العام وتعمّد استعمال عبارات أخرى للاستعطاف؟ أكيد هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم، وهناك الآلاف من ضحايا الحرب والإرهاب في سوريا والعراق وليبيا، والاعتناء بهم جميعا واجب الدولة، لكن أن يتم تنظيم استقبال رسمي لأبناء الإرهابيين دون غيرهم فهذا غير معقول”.
وتابعت الشارني “باعتبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة أكيد أنك تعلم أن الحرب على الإرهاب تقوم على الحرب النفسية بالأساس للحفاظ على المعنويات العالية للقوات الحاملة للسلاح، أتعلم سيدي الرئيس أن جميع البلدان التي تحارب الإرهاب لم يستقبل أي من رؤسائها أبناء الإرهابيين”.
وكانت السلطات التونسية قد أعلنت في وقتٍ سابق، أن نظيرتها الليبية، سلمتها 6 من أيتام عناصر داعش، الذين قتلوا خلال الحرب على التنيظم في مدينة سرت عام 2016.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.