تداولت تقارير صحفية تركية أن الجيش التركي نقل يوم الجمعة، نظام دفاع جوي أميركي الصنع إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وأشارت تلك التقارير إلى أن أنقرة أرسلت نظام دفاع جوي متوسط المدى من طراز “MIMi – 23 Hawk” أميركي الصنع، إلى المنطقة التي عايشت توتراً متصاعدًا خلال الأسابيع الماضية بعد أن قتل جنود أتراك بغارة جوية للنظام السوري.
إلى ذلك.. تناقل ناشطون مقاطع مصورة تظهر الجيش التركي وهو يقوم بتحريك نظام الدفاع الجوي عبر محافظة إدلب. حيث يعتبر هذه التحريك هو المرة الثانية التي يقوم بها الأتراك بنشر هذه النوع من المعدات في المنطقة خلال هذا الشهر.
بدورها، اعتبرت وسائل إعلام تركية أن نشر أنظمة الدفاع الجوي الأميركية يوحي بأن الجيش التركي لن يحتاج بعد الآن إلى الاعتماد على مقاتلاته من أجل إسقاط الطائرات الحربية السورية.
يذكر هنا أن الجيش التركي سبق وأقام منطقة حظر جوي “مبسط” على أجزاء من محافظة إدلب هذا الشهر، لمنع قوات النظام السوري من شن غارات قرب الحدود التركية مثل تلك التي قتلت 33 جنديًا تركيًا منذ أسابيع.
يضاف لذلك فإن النقاط العسكرية التركية امتدت من مناطق واقعة غرب حلب، مروراً بريف إدلب الجنوبي والشرقي، وريف إدلب الغربي، وصولاً إلى جبل التركمان ومنطقة الزعينة (غرب اللاذقية). حيث تتمركز ضمن هذه النقاط آليات عسكرية، منها دبابات من طراز “ليوبارد 2” و”التاي”، وعربات مصفحة وناقلات مشاة، وعربات هجومية من نوع “كيربي”، وأنظمة مدفعية من نوع “تي آي – 155” ذاتية الحركة، وكذلك من طراز “يافوز”، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي وأنظمة تشويش، ونحو 3500 جندي تركي من القوات الخاصة وقوات التدخل السريع (كوماندوز).
وقد أقامت القوات التركية عدة مشافٍ ميدانية، منها في مطار تفتناز ومناطق الزعينية، وأخرى حدودية، وتجهيزها بطواقم ووحدات طبية كبيرة من عربات الإسعاف، وتحصينها بسواتر ترابية وكتل أسمنتية ضخمة، لحمايتها من مختلف الهجمات.
قوات النظام والمليشيات الموالية لها، من جهتها، استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها في إدلب. وذكرت مصادر إعلامية، أن التعزيزات الجديدة وصلت خلال الساعات الماضية إلى محور سراقب ومحاور أخرى شرق مدينة إدلب على مقربة من الحدود الإدارية مع محافظة حلب.
وذكر ناشطون أن قوات النظام والميليشيات أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة لمناطق كفرنبل ومعرة حرمة والدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي. حيث ترصد الفصائل المرابطة في المنطقة منذ أكثر من أسبوع وصول ناقلات جند ودبابات ومدافع للمنطقة.
جاء ذلك في الوقت الذي تكررت خروق وقف إطلاق النار في إدلب خصوصًا من قبل قوات النظام السوري. فقد شهدت المنطقة السبت، اشتباكات بالرشاشات المتوسطة والخفيفة، بين الفصائل المعارضة وقوات النظام على محوري الفطيرة وكفرنبل جنوب إدلب، بعد هجوم لقوات النظام على المنطقة وسط قصف صاروخي متجدد.
ونقل موقع “زمان الوصل” عن مصدر عسكري أن الفرقة “25 مهام خاصة” المتمركزة في مدينة كفرنبل وبلدة حزارين جنوب إدلب حاولت التقدم صباح السبت، على نقاط عديدة على أطراف بلدتي الفطيرة وسفوهن في جبل الزاوية.
ليؤكد المصدر أن قوات النظام تستهدف وبشكل يومي معظم قرى وبلدات جبل الزاوية وسهل الغاب والمتاخمة لخطوط التماس، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، بالتزامن مع حشود عسكرية مستمرة منذ أسابيع “للفرقة 25 مهام خاصة” التي تحظى بدعم روسي كامل.
في سياق متصل، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير، أن القوات الروسية ارتكبت قبيل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، مجزرة بحق النازحين في بلدة معرة مصرين. وتسبَّب الهجوم بحسب التقرير بمقتل 15 مدنياً، بينهم طفلان اثنان وسبع سيدات، وجرح ما لا يقل عن 19 آخرين.
حيث وثق تقرير الشبكة مقتل387 مدنياً، بينهم 104 أطفال و62 إمرأة. وجرى ارتكاب 15 مجزرة، على يد قوات النظام وحليفه الروسي في منطقة إدلب، منذ 12 كانون الثاني/يناير حتى 27 آذار / مارس.
وأوضح التقرير أن قوات النظام قتلت 174 مدنياً، بينهم 40 طفلاً، و18 سيدة، وارتكبت 4 مجازر، أما القوات الروسية فقد قتلت 213 مدنياً، بينهم 64 طفلاً، و44 سيدة، وارتكبت 11 مجزرة.
من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها أمس، إن الجيش التركي أبطل مفعول ألغام ومتفجرات في المنطقة “نبع السلام” شمال شرقي سورية. وأكد البيان أن القوات التركية دمرت 14 لغمًا، منها 3 ألغام مضادة للدبابات، وعثرت على 5 كيلوغرامات من المتفجرات، مشيرًا إلى أن الجيش التركي يواصل أعمال التمشيط في المنطقة.