تعيش كواليس السياسة العراقية إشكالية تكليف “عدنان الزرفي” رئيساً للحكومة العراقية وسعيه لاستكمال التشكيلة الوزارية في ظل رفض شيعي علني لهذا التكليف حيث رفضت كتل نيابية “شيعية” عديدة اختياره كرئيس للوزراء خلفاً لعبد المهدي الذي استقالت حكومته تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ تشرين أكتوبر / تشرين أول الماضي.. حيث رفض ائتلاف دولة القانون (26 مقعداً في البرلمان من أصل 329)، وتحالف الفتح (48 مقعداً)، وكتلة العقد الوطني (18 مقعداً)، وبالإضافة لكتلة النهج الوطني (8 مقاعد)، وتيار الحكمة الوطني (19 مقعداً)، وواصلت حواراتها بهدف الاتفاق على تقديم مرشح جديد إلى رئيس الجمهورية بديلًاًعن الزرفي، معللين ذلك بآلية اختياره وبأنها مخالفة للدستور.
انقلاب عسكري
نقل تقرير لصحيفة “الجريدة الكويتية”، عن مصدر في فيلق القدس الإيراني قوله، إن “الحرس الثوري والفصائل الموالية له بالعراق، وفي مقدمتها هيئة الحشد الشعبي، أعلنت حالة التأهب بجميع القوات؛ تحسباً لانقلاب عسكري يدبّره الأمريكيون للسيطرة على السلطة في بغداد”.
وأضافت أن “الأجهزة الأمنية الإيرانية حصلت على معلومات استخباراتية بأن الأمريكيين أبلغوا حلفاءهم في بغداد أن الاعتماد على منظمات المجتمع المدني لم يعد مُجدياً، ولن ينجح، دون تحرك موازٍ للقوات المسلحة الموالية لواشنطن للإجهاز على طهران وحلفائها بالعراق”.
تحالف الفتح.. الانقلاب إشاعة
اعتبرت كتلة الفتح النيابية، اليوم الاثنين، الحديث عن حدوث انقلاب عسكري في العراق، ورقة ضغط على القوى الشيعية تجبرها على القبول برئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي.
فقد قال النائب عن الكتلة عباس الزاملي في حديث صحفي مع وكالة “شفق نيوز”، إن “الحديث عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم بعض الجهات لإقامة انقلاب عسكري في العاصمة بغداد عار عن الصحة”.
ليؤكد البرلماني أن “الغاية من نشر هكذا أخبار هي بمثابة ورقة ضغط على القوى الشيعية الرافضة رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي من أجل الموافقة على توليه رئاسة الحكومة العراقية”، معتبراً أن “الحديث عن إقامة انقلاب في العراق أمر مستبعد ولا يمكن قبوله”.
وجهة نظر مغايرة
أشارت الصحيفة الكويتية أمس الأحد، إلى تخطيط أمريكي لتنفيذ انقلاب عسكري في العراق للسيطرة على السلطة في بغداد.
وذكرت الصحيفة نقلًاً عن المصدر إلى أن “التركيبة السياسية الموجودة بالعراق لا تسمح للأمريكيين بوصول رئيس وزراء موالٍ لهم إلى السلطة، إلا في حال وقوع انقلاب عسكري موالٍ لواشنطن للسيطرة على السلطة”.
إيران لها رأيها
المصدر الذي استندت إليه الجريدة ذكر أن “الإيرانيين فتحوا قنوات اتصال مكثفة مع أطراف سنية وكردية عراقية لتشكيل تحالف يواجه “الخطط الأمريكية” الجديدة، خصوصاً في ظل محاولة واشنطن استغلال انشغال طهران بمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، لتمرير تلك المخططات.
وأوضح المصدر أن “الإيرانيين يحاولون إقناع جميع الأطراف السياسية العراقية بأن مصلحة الجميع تقتضي أن يستطيع رئيس وزراء مدني السيطرة على السلطة، بأي شكل من الأشكال، وأن أي “انقلاب عسكري”، في حال حدوثه، سيعني خسارة الجميع لكل مكاسبهم، وربما عودة العراق إلى ما كان الأمر عليه في ظل حكم صدام حسين”.
كما أشار المصدر إلى أن “تصفية واشنطن لقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد» أبومهدي المهندس شكلت بداية التحرك الأمريكي للانقضاض على السلطة بالعراق، حيث أن الأميركيين كانوا على علم بأن سليماني يملك اتصالات وثيقة مع العديد من السياسيين العراقيين، وكان بإمكانه قلب الطاولة عليهم – أي الأمريكان – في أي لحظة”.
ونوّه مصدر خبر الانقلاب والمخططات الأمريكية بأن “طهران تلقت ضربة كبيرة بخسارتها سليماني، حيث لم تتمكن، إلى الآن، من سد الفراغ الذي تركه بشخصية تملك “الكاريزما” اللازمة للتأثير على جميع حلفاء إيران بالمنطقة “.