أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف “عدنان الزرفي” اعتذاره عن تشكيل الحكومة، مقدماً استقالته للرئيس العراقي “برهم صالح”، الذي أصدر كتاب تكليف آخر باسم رئيس المخابرات “مصطفى الكاظمي” لتشكيل حكومة جديدة، في تطورٍ هو الثالث من نوعه خلال شهرين، بعد تكليف كل من “محمد توفيق علاوي” و”عدنان الزرفي”.
وأضاف “الزرفي” في كتاب الاستقالة: “اقدم اعتذاري أولا لكل من وضع ثقته بنا منتظرا منا تحقيق ما يصبو إليه الجميع، واعتذاري عن الاستمرار بالتكليف جاء للحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا”، موجها الشكر للذين ساندوا ودعموا ترشيحه وتحملوا كل التهديدات التي حملتها “بيانات مشبوهة”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
إلى جانب ذلك، أشارت مصادر عراقية إلى أن تكليف “كاظمي” تم بحضور عدد من القيادات السياسية، في مقدمتهم رئيس تيار الحكمة “عمار الحكيم” ورئيس تحالف الفتح “هادي العامري” ورئيس البرلمان “محمد الحلبوسي”.
وتأتي استقالة “الزرفي” بعد ساعات قليلة من إعلانه أمس – الأربعاء، عدم وجود نية لديه للانسحاب أو الاعتذار عن التكليف الصادر باسمه، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية: “أتيت للمنصب بتكليف وأغلبية نيابية، لن أخالف أي إجماع يصل إليه القادة الشيعة، ورؤيتي لإدارة الدولة تتطلب وجودي على رأس الحكومة، والعراق بحاجة إلى حكومة أشبه بالصقور لمواجھة إشكالياته المعقدة”.
كما سبق لمصادر عراقية مطلعة، أن أعلنت عن وجود تبدلٍ في مواقف العديد من الكتل الشيعية الرئيسية الممثلة في البرلمان حيال قضية ترشيح رئيس المخابرات العراقية “مصطفى كاظمي” لمنصب رئيس الحكومة بديلا للمرشح الحالي “عدنان الزرفي”، لافتةً إلى أن التيارات الموالية إيران بدأت تتقبل بإيجابية اسم “كاظمي” بعد أن هاجمته خلال الأيام القليلة الماضية، ورفضت ترشيحه.
كما أوضحت المصادر في تصريحات صحافية، أن “كاظمي” بات يحظى اليوم بدعم قوي من تيار الحكمة بزعامة “عمار الحكيم” وائتلاف الفتح بزعامة “هادي العامري” وائتلاف دولة القانون بزعامة “نوري المالكي”، كاشفةً ان الثلاثة عقدوا اجتماعاً الأحد الماضي، تباحثوا خلاله مسألة دعم “كاظمي” لمواجهة حكومة “الزرفي”، الذي يرون فيه مرشح أمريكي ومحسوب على المعسكر المعارض للنفوذ الإيراني.
سيرة ذاتية
مصطفى الكاظمي، كان قد تسلم منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي في يونيو عام 2016، بعد أن حاز مكانة مرموقة كوسيط سياسي متمرس بين الأطراف العراقية المختلفة وسط الأزمات المتلاحقة.
كان الكاظمي، وفق وسائل إعلام متعددة، معارضا ناشطا ضد نظام صدام حسين وعاش سنوات في المنفى، لكنه لم ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية العراقية، حيث منحه دوره كمدير تنفيذي لمؤسسة “الذاكرة العراقية”، وهي منظمة تأسست لغرض توثيق جرائم نظام صدام حسين، فرصة التخصص في الاستراتيجيات الأرشيفية، واكتسب خبرة شمولية في توثيق الشهادات وجمع الأفلام عن ضحايا النظام السابق على أساس المسؤولية في حفظ الحدث العراقي كوثيقة تاريخية، بالإضافة إلى الإشراف على عمل فرق متعددة في دول عدة.
ويتبع للكاظمي عدد من الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي تروج له بقوة وتطرح اسمه بين فترة وأخرى، ومنها مؤسسة إعلامية عراقية تتخذ من كردستان العراق مقرّا لها، وأعلى منصب شغله الكاظمي حتى الآن هو رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي منذ عام 2016 إبان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من العراق.