عاد التصعيد العسكري في العراق ضد التواجد الأمريكي والغربي فيه، حيث أكد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عن هجوم صاروخي جديد استهدف معسكر التاجي، وأشار التحالف الدولي إلى وقوع مصابين في صفوف قواته جراء هجوم صاروخي ثان خلال أيام يستهدف معسكر التاجي في العراق.
المتحدث الرسمي باسم التحالف مايلز بي. كاغينز على “تويتر”، أكد سقوط 25 صاروخا على الأقل من عيار 107 مم في الساعة الـ10:51 من صباح اليوم على المعسكر الذي تتمركز فيه قوات التحالف.
وذكر المتحدث أن الهجوم أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر التحالف وعراقيين اثنين، وأن “التحقيق مستمر”، في حين كشف مصدر عسكري عراقي، أن وحدات من قوات الأمن العراقية، عثرت على منصة إطلاق الصوايخ، التي استهدفت معسكر التاجي، في الهجوم، الذي أسفر عن مقتل جنديان أمريكيان وبريطاني.
وأكد المصدر أن القوات العراقية لم تعثر حتى الأشخاص المسؤولين عن إطلاق الصواريخ أو الجهة، التي تقف وراءهم، وذلك في وقتٍ تشير فيه أصابع الاتهام إلى ميليشيات موالية لإيران.
تزامناً، ذكر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، “تحسين الخفاجي” أن الهجوم على قاعدة التاجي خلف مصابين اثنين من مرتبات الدفاع الجوي العراقية، لافتاً إلى أن العنصرين بحالة حرجة للغاية.
وتأتي تصريحات “الخفاجي” في حين حملت الولايات المتحدة ميليشيات حزب الله العراقي، الموالي لإيران، المسؤولية عن الهجوم، حيث شن الطيران الحربي الأمريكية سلسلة غارات استهدفت مواقع الميليشيات في كل من سوريا والعراق.
وسط تهديدات بشن المزيد من العمليات العسكرية ضد الميليشيات بسبب استهدافها المتكرر للمصالح والمنشآت الأمريكية في العراق، وفقاً لما جاء في بيان لوزراة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، عقب الهجوم على قاعدة التاجي.
تزامناً، بثت وسائل إعلامية صوراً لما قالت إنه حجم الدمار الذي خلفته الضربات الأميركية على مواقع تابع ميليشيا حزب الله العراقي في منطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل، والذي تعرض لخمس غارات نفذتها طائرات مسيرة أمريكية، فجر أمس – الجمعة.
حيث أظهرت الصور عشرات العربات العسكرية والمدافع وقاذفات الصواريخ التي تم اعطابها نتيجة الغارات إلى جانب بعض الأبنية التي تم تدميرها بشكل كامل.
في غضون ذلك، لم تكشف أي جهة حتى الآن سواء من ناحية الجيش الأمريكي أو الميليشيات عن حجم الخسائر البشرية الناجمة عن الغارات الأمريكية، على مواقع الميليشيات في العراق وسوريا.
وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال “كينث ماكينزي” قد أكد أن مليشيا حزب الله العراقي تقف وراء الهجوم الذي استهدف قاعدة التاجي شمال بغداد، حيث كتب في تغريدة له على تويتر: “لدينا معلومات تؤكد أن كتائب حزب الله العراقي قامت بالهجمات الصاروخية على معسكر التاجي التي أسفرت عن مقتل ثلاثة من أعضاء التحالف وإصابة أربعة عشر آخرين”.
وأوضح الجنرال الأمريكي أن الكتائب شنت 12 هجوماً صاروخياً على قوات التحالف خلال الأشهر الستة الماضية.
قاعدة التاجي
تقع قاعدة التاجي حوالي 85 كم شمال مدينة بغداد، يوجد فيها مطار وقاعدة عسكرية ضخمة كانت في الأصل تابعة للحرس الجمهوري العراقي بنيت في عهد صدام. يقال ان انها كانت مركز لتصنيع الأسلحة الكيميائية. التاجي كان أيضا به أكبر موقع صيانة للدبابات في العراق.
وثمة نحو خمسة آلاف جندي أمريكي ومئات الجنود من دول أخرى في العراق. ونُشرت كل هذه القوات بناء على طلب الحكومة العراقية، لكن البرلمان العراقي بعد مقتل سليماني مرّر مشروع قانون يطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.
وفي العراق، اشتدت التوترات بين الأمريكيين والإيرانيين العام الماضي، بعد أن استهدف مقاتلو الحشد الشعبي، والميليشيات المدعومة من إيران، مدنيين وعسكريين أمريكيين في سلسلة من الهجمات الصاروخية. كما كانت هناك ضربات جوية مجهولة استهدفت مواقع للميليشيات والمسؤولين الإيرانيين في العراق.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، أدى هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية إلى مقتل مقاول مدني أمريكي، وألقت الولايات المتحدة وفق شبكة بي بي سي، باللوم على ميليشيا كتائب حزب الله العراقية، وهي جزء من قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية. وشنت واشنطن غارات جوية على قواعدها في غرب العراق وشرق سوريا خلفت 25 قتيلا على الأقل.
وفي الثالث من يناير/ كانون الثاني، أمر ترامب بشن هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد أسفر عن مقتل سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ومهندس السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، وكذلك أحد قادة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.