تتجه العلاقات الإماراتية الألمانية نحو المزيد من التقدم والدفء في عهد الحكومة الألمانية الحالية التي تتكون من تحالف يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الليبرالي، وظهر ذلك بعد أشهر قليلة من بدء الحكومة لعملها منذ ديسمبر 2021، ويبدو أن السعي المشترك بين الدولتين نحو تحقيق هدف الحياد المناخي، هو مجال التعاون الأكثر أهمية، حيث يشكل هذا الملف أولوية بالنسبة لحزب الخضر الذي يتولى حقيبة الخارجية.
وتهدف ألمانيا إلى أن تكون محايدة مناخياً بحلول عام 2045. ومع هدفها المعلن المتمثل في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، تنتهج دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا استراتيجية استدامة واضحة، وبحسب صحيفة (Zeitung für Kommunale Wirtschaft) الألمانية في 11 فبراير 2022، فإن الوزارة الاتحادية الألمانية للاقتصاد على اقتناع بأن التعاون بين الدول يمكن أن يساهم في تحقيق الأهداف المناخية وزيادة الطموحات، مضيفةً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بإمكانيات كبيرة للطاقة المتجددة وبالتالي ظروف ممتازة لتصدير كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر.
وفي ظل التطور الحاصل في مجال صناعة طاقة الرياح في ألمانيا، قررت شركتا “مصدر” الإماراتية و”إبيردرولا” الإسبانية الاستثمار لتطوير محطة رياح بقدرة 476 ميغاواط في بحر البلطيق بألمانيا. ووقعت الشركتان الرائدتان بقطاع الطاقة النظيفة اتفاقية إستراتيجية للاستثمار في محطة “إيغل بحر البلطيق”، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإماراتية (وام). ومن المتوقع أن يدخل المشروع حيز التشغيل المبدئي في أواخر عام 2024، مع حد أدنى للتعرفة المعتمدة يبلغ 64.6 يورو (71.54 دولارًا) /ميغاواط/ساعة لأول 20 عامًا.
تبحث هذه الدراسة في أهم الملفات التي تجمع البلدين ويمكن تعزيز التعاون بخصوصها؟ وما أهمية التنسيق بين الطرفين في ظل الحكومة الألمانية الحالية؟ وما هي آفاق العلاقات والتعاون خاصة في مجالات الطاقة النظيفة والاستدامة؟
ملف الطاقة النظيفة والبيئة
يأتي التعاون في ملف الطاقة النظيفة على رأس قائمة أولويات الحكومة الألمانية الحالية، خاصةً أن ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا والأكثر كثافة سكانية، الأمر الذي جعلها في مقدمة الدول الأوروبية من ناحية الانبعاثات المضرة بالبيئة، وهذا ما يدفعها إلى العمل بجد أكبر من أجل تحقيق هدف الحياد الكربوني، بالمقابل كانت دولة الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي، وفقاً لصحيفة (الاتحاد الإماراتية) في 24 يناير 2022.
وفي إطار شراكة الطاقة الألمانية الإماراتية، كان ووزير الطاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة سهيل المزروعي، ووزير الدولة السابق للشؤون الاقتصادية في ألمانيا أندرياس فيشت، قد وقعا إعلان نوايا مشترك في دبي بشأن إنشاء فريق العمل الإماراتي الألماني من أجل الهيدروجين والوقود الصناعي.
ووفقًا للإعلان، تعمل الشركات الألمانية والإماراتية الآن بشكل وثيق معاً في العديد من مشاريع الهيدروجين في الإمارات العربية المتحدة.
وافتتحت Siemens Energy للطاقة وهيئة كهرباء ومياه دبي (DEWA) أول مشروع تجريبي للمحلل الكهربائي الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) في مايو من العام الماضي في دبي. ويجري التخطيط لمشاريع أخرى للهيدروجين الأخضر والوقود الاصطناعي، بحسب صحيفة (Zeitung für Kommunale Wirtschaft) الألمانية في 2 نوفمبر 2021
وفي 17 فبراير 2022، قال الدكتور فالك ووتووا، رئيس تطوير الأعمال في شركة Siemens Energy الشرق الأوسط: “ينصب تركيزنا المشترك على تعزيز الابتكار والتعاون والاستدامة وريادة الأعمال. لهذا السبب نشعر بأننا في بيتنا في أبو ظبي. ندخل معًا في شراكات ونطور حلولًا ومشاريع مبتكرة للسيطرة على تحديات الغد. يمكننا أن ننظر إلى الوراء إلى علاقة عمل طويلة وناجحة مع أبو ظبي ونتطلع إلى سنوات عديدة أخرى معاً”، وفقاً لموقع (guetsel online) الألماني في 19 فبراير 2022.
وتأسست شركة Siemens Energy عام 1999 كشركة محلية، ولديها مقر جديد في الشرق الأوسط في مدينة مصدر منذ عام 2014. جنبًا إلى جنب مع حكومة أبوظبي ومؤسسات الدولة والشركات، وتقود شركة Siemens Energy تطوير الصناعات والفرص الجديدة المبتكرة، مثل الهيدروجين وأنواع وقود الطيران المستدام.
وتجمع البلدين العديد من الاتفاقيات الخاصة بالطاقة النظيفة، والعديد من البرامج المشتركة طور التحضير والإعداد، حيث بحثت حكومتا دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية، إطلاق برنامج عمل موسع يستهدف تعزيز الشراكة بالركائز الثلاثة المرتبطة بطاقة المستقبل، والمتمثلة في زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، وزيادة كفاءتها وإدارة الطلب عليها، إضافة إلى تمكين تخزين أعلى للطاقة الخضراء، كما يشمل الوقود لقطاعي الطيران والبحرية، إلى جانب شراكتهما الطموحة في قطاع الطاقة بمختلف أشكاله، وذلك في إطار استكمال “إعلان النوايا” للتعاون المشترك الذي وقعه البلدان في بداية عام 2017.
مع بدء شهر فبراير 2022، وقعت دولة الإمارات وولاية بافاريا الاتحادية الألمانية إعلان نوايا مشترك ينص على التعاون في جهود التصدي للتغير المناخي وحماية البيئة، وذلك خلال زيارة الوفد البافاري إلى الإمارات، حيث وقّعه عن الجانب الإماراتي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وعن الجانب البافاري رولاند فيغيرت، نائب وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية الإقليمية والطاقة في ولاية بافاريا.
وبالتنسيق مع الشراكة الإماراتية الألمانية في قطاع الطاقة التي انطلقت في العام 2017 سيسعى الجانبان إلى إشراك القطاعات العامة والخاصة والأكاديمية باستكشاف آفاق علاقات التعاون في مجالات الحياد المناخي، وإدارة النفايات، والاقتصاد الدائري، وضبط تلوث الهواء، وإدارة نفايات الأطعمة، ومعالجة مياه الصرف، وتقنيات المياه الجوفية، والهيدروجين الأخضر.
وقد تم تأسيس مجموعة عمل مشتركة تعمل على تحديد مشاريع وخطوات عملية ملموسة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وتضم المجموعة ممثلين عن وزارة التغير المناخي والبيئة بالإمارات، ووزارة الشؤون الاقتصادية والتنمية الإقليمية والطاقة في بافاريا، ووزارة البيئة وحماية المستهلك في بافاريا.
وقال رولاند فيغيرت: “من شأن هذه الشراكة بين الإمارات وبافاريا أن تعود بفائدة كبيرة على الطرفين، إذ نسعى إلى التقريب بين الشركات وبدء التعاون في المجالات البحثية وتوسعة التجارة الثنائية”، بحسب ما نقل موقع (زاوية) في 3 فبراير 2022.
ومن جهة أخرى أبرمت ألمانيا والإمارات العربية المتحدة اتفاق شراكة في مجال الطاقة في عام 2017. تدعم هذه الشراكة المشروعات التي تسهم في إمدادات الطاقة الصديقة للمناخ. على سبيل المثال، قامت شركة Siemens Energy، في مايو 2021 بالتعاون مع شركاء محليين، بإنشاء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالقرب من دبي. يتم في هذا المصنع التجريبي إنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة الشمسية المولدة محليًا باستخدام عملية التحليل الكهربائي. بدأ حوار حول الطاقة مع عُمان يتعلق بالطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة والهيدروجين الأخضر.
السلام في الشرق الأوسط
تهتم الحكومة الجديدة بملف السلام في الشرق الأوسط، وبعد فترة قصيرة من تسلمها مهامها، أجرت وزيرة الخارجية الألمانية جولة، شملت إسرائيل ومصر والأردن، وأعلنت بربوك أنها تريد إعطاء دفعة جديدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، التي ظلت راكدة لسنوات. وقالت: “حتى لو كان الصراع في الشرق الأوسط أزمة لطالما كانت موجودة بالنسبة للكثيرين، فلا يمكننا قبولها على أنها الوضع الراهن”. حيث بقيت عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين معطلة إلى حد كبير منذ عام 2014، بحسب موقع (aachener-nachrichten) الألماني في 11 فبراير 2022.
وتتماشى رؤية ألمانيا حول السلام مع الرؤية الإماراتية، التي تهدف إلى البحث عن فرص السلام وتعزيزها وتعتمد بذلك على الحوار وإيجاد الأرضية المشتركة لبناء التعاون، وكانت حماية المناخ أيضًا مصدر قلق رئيسي لبيربوك في رحلتها إلى الشرق الأوسط. للقيام بذلك، وأرادت استكشاف أشكال جديدة من التعاون مع دول المنطقة، حيث هناك مخاوف من ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه بشكل أكبر.
وقالت بربوك عن الوضع في إسرائيل: “إن إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول العربية يفتح فرصًا جديدة هائلة لقطاع المناخ والطاقة”، حيث يمكن لقضايا الطاقة والمناخ أن تضمن تعاوناً أقوى وحسن الجوار، وهو ما يعتبر إشارة إلى اتفاقية السلام التي تم توقيعها في العام 2020 بين إسرائيل ودول عربية على رأسها الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وأيدت الحكومة الألمانية الجديدة الرؤية الإماراتية، الخاصة بمشروع الطاقة الإسرائيلي الأردني الذي تدعمه الإمارات، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيريوك إن بلادها تشجع التعاون بين الأردن والإمارات وإسرائيل والذي سيساهم في جلب المياه للأردن والطاقة النظيفة لاسرائيل. وأضافت في مؤتمر صحفي مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن الأردن يمكنه الاعتماد على ألمانيا كشريك موثوق به، وفقاً لما نقلت وكالة (عمون) الأردنية في 11 فبراير 2022.
وترى الحكومة الألمانية الحالية، أنه في القرن الحادي والعشرين، تعتبر سياسة المناخ أيضًا جيوسياسية، وبالتالي يجب أن تكون الآن جزءًا منهجيًا من السياسة الخارجية الألمانية. وكالة الأنباء الالمانية (dpa) في 12 فبراير 2022. هذا التوافق في الرؤى بين برلين وأبوظبي يفتح مجالات واسعة للتعاون من أجل تحريك مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تحقيق تقدم ينعكس إيجابياً على المنطقة ككل ويحمل مشاريع مشتركة بين دول المنطقة تعمل على بناء روابط أقوى بين الشعوب.
من الجدير بالذكر أن وثيقة الائتلاف الحكومي في ألمانيا تضع إحدى عشرة دائرة اهتمام جيواستراتيجي في خارطة السياسة الخارجية، والمثير أن المنطقة المغاربية التي يقطنها أكثر من 100 مليون نسمة لم يتم الإشارة إليها في الوثيقة، باستثناء ليبيا التي تمت الإشارة إليها ضمن دائرة منطقة الشرق الأوسط والأدنى وأزماتها العديدة، بحسب تقرير لـموقع (deutsche welle) الألماني في 3 ديسمبر 2021.
وعندما غادرت المستشارة المحافظة أنغيلا ميركل تركت لسلفها المستشار الاشتراكي أولاف شولتس تركة ثقيلة من الملفات الشائكة في صدارتها تأتي الأزمة الليبية التي “تلتزم الحكومة الألمانية الجديدة بالعمل على تحقيق الاستقرار في ليبيا قي إطار خطة الأمم المتحدة ومسار مؤتمر برلين الخاص بليبيا”. وفقاً لما ورد في الوثيقة الحكومية.
وعلى مدار السنوات العشر الماضية شكلت الأزمة الليبية اختبارا صعبا للتنسيق بين الدول الأوروبية التي كشفت تفاعلات الأحداث تبيانات كبيرة فيما بينها، كما انعكست سلبيا على علاقات الدول الأوروبية والمغاربية، وكانت الإمارات جزءاً أساسياً من مسار برلين، الذي تمخضت عنه أهم الانفراجات الجزئية على الساحة الليبية.
حيث كان مؤتمر برلين 1، (19 يناير 2020)، قد ناقش العملية الانتقالية الليبية، وشارك فيه قائد الجيش خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، إلى جانب عدة منظمات دولية و11 دولة، من بينها الإمارات. ومن أبرز النقاط التي توصل إليها المشاركون: لا حل عسكريا للنزاع، وكذلك احترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011 على ليبيا، حيث تعهدت أبرز الدول المعنيّة بالنزاع، احترام الحظر، وبعدم التدخّل في شؤونها الداخلية، سعيًا منها إلى إعادة السلم.
أما مؤتمر “برلين2” الذي عقد حول ليبيا، فقد اختتم أعماله في العاصمة الألمانية يوم الـ23 يونيو 2021، مؤكداً على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر. والانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا، وكذلك السماح بانسحاب متبادل ومتناسق ومتوازن للقوات الأجنبية، مع الإسراع في حل الجماعات المسلحة والميليشيات ونزع سلاحها. كذلك فرض عقوبات أممية ضد من ينتهك حظر الأسلحة أو وقف إطلاق النار، وإنشاء قوات أمن ودفاع ليبية موحدة تحت سلطة مدنية موحدة.
وتمثل هذه الأهداف منطلقات لرؤية مشتركة بين كل من الإمارات العربية المتحدة وألمانيا يمكن التركيز عليها مجدداً من أجل مساعدة الشعب الليبي على تحقيق حل سياسي سلمي، خاصةً بعد التطورات التي شهدتها العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة العام الماضي، وهما طرفان مؤثران في الأزمة الليبية، ويمكن للعلاقات الإيجابية بينهما أن تؤدي إلى نتائج إيجابية بالتعاون مع ألمانيا كطرف ملتزم بمتابعة مسار برلين، خاصةً بعد تأجيل الانتخابات الليبية وتوتر الأجواء مجدداً بين الأفرقاء.
العلاقات الاقتصادية والتجارية
يسعى البلدان بشكل دائم لتشجيع الاستثمار واستكشاف الفرص الاستثمارية الممكنة، ولذلك افتتحت الإمارات العربية المتحدة مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) في ألمانيا في يناير 2021، وأطلق المكتب الخميس 17 فبراير 2022 أول نشاطاته بحدث افتراضي لقادة الأعمال والمديرين التنفيذيين ورجال الأعمال الألمان، حيث تم عرض فرص التوسع في العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وتضمن حفل افتتاح مكتب ADIO في فرانكفورت محاضرات وندوات، نوقشت خلالها الاستثمارات في بيئة الأعمال في الإمارة. وقال سعادة محمد علي الشرفا رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، أنه “من خلال مكتب ADIO في فرانكفورت، نعزز دعمنا للشركات الألمانية ونتيح الوصول السريع إلى العديد من الفرص في الشرق الأوسط، مضيفاً: “أدعو جميع قادة الأعمال الألمان للنظر في أبوظبي لتوسيع أعمالهم المقبلة”.
الحدث الذي يستضيفه مكتب فرانكفورت التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار، هو جزء من سلسلة من المبادرات الإستراتيجية لمساعدة الشركات على اكتساب موطئ قدم في الإمارة والمنطقة. للقيام بذلك، يضاعف مكتب أبوظبي للاستثمار جهوده لدعم المستثمرين العالميين.
بالنسبة لألمانيا، تعتبر الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري في المنطقة. وفي عام 2020، بلغ حجم التجارة الثنائية 7.51 مليار يورو. وستصبح الشراكة أكثر جدوى بالنظر إلى الاهتمام المشترك القوي بمزيد من التعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتصنيع الذكي والرقمنة وغيرها من القطاعات التي يحركها الابتكار، وفقاً لموقع (guetsel online) الألماني في 19 فبراير.
وتصدّرت دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة مستوردي السلع الألمانية من الدول العربية (4761,95 مليون يورو) خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر عام 2021م، حسب أحدث تقرير صدر عن غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، بحسب موقع (الرؤية) الإماراتي، في 2 يناير 2022.
وتوصل المستشار الألماني أولاف شولتز، خلال زيارة لأبوظبي في سبتمبر من العام 2022، لاتفاق مع الإمارات يقضى بتزويد البلد الخليجي الدولة الأوروبية الساعية لتنويع مصادرها من الطاقة بالغاز المسال والديزل في 2022 و2023. حيث يسابق شولتز الزمن لايجاد مورّدين جدد للتعويض عن شحنات الغاز الروسي.
استنتاجات
ـ تظهر وزيرة الخارجية الألمانية اهتماماً بالشرق الأوسط، إلا أنها وكما اتضح من خلال زياراتها إلى مصر والأردن، فقد اتخذت منحىً أكثر واقعية مما كان متوقعاً، حيث يتميز حزب الخضر أيديولوجيا باتخاذ مواقف أكثر تشدداً حيال ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية، وتعرضت وزيرة الخارجية لانتقادات في الصحافة الألمانية بسبب عدم تركيزها على هذه الملفات خلال محادثاتها مع قادة الشرق الأوسط، ويرجع ذلك إلى أهمية التنسيق مع دول المنطقة دون إثارة حساسية قادتها، حيث تلعب مصر دورواً كبيراً في الملف الليبي، وملف السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما يشكل الأردن شريكاً أساسياً للغرب منذ سنوات طويلة، ولديه تأثير كبير في الملف الفلسطيني والملف السوري. هذه النظرة العقلانية للعلاقات مع الدول، تخدم الاستمرارية والتعاون بين ألمانيا ودول الخليج ومنها الإمارات بما يساعد على تحقيق المصالح المشتركة.
ـ يعتبر قطاع الطاقة النظيفة من أهم المجالات التي يمكن التعاون فيها بين أبو ظبي وبرلين، حيث تتوافر لدى ألمانيا الكفاءات والخبرات العلمية والتصنيعية اللازمة، فيما تمتلك الإمارات القدرات الاستثمارية والرؤية السياسية السباقة لأهمية هذه المشاريع والقدرة على قيادتها في العديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
المصادر:
- صحيفة (Zeitung für Kommunale Wirtschaft) الألمانية في 11 فبراير 2022
- صحيفة (الاتحاد الإماراتية) في 24 يناير 2022
- صحيفة (Zeitung für Kommunale Wirtschaft) الألمانية في 2 نوفمبر 2021
- موقع (guetsel online) الألماني في 19 فبراير 2022
- موقع (aachener-nachrichten) الألماني في 11 فبراير 2022
- وكالة (عمون) الأردنية في 11 فبراير 2022
- موقع (deutsche welle) الألماني في 3 ديسمبر 2021
- موقع (الرؤية) الإماراتي، في 2 يناير 2022
الآراء الواردة في هذا المقال هي للمؤلف شخصياً ولا تعكس بالضرورة رأي مركز أبحاث مينا.
جميع حقوق النشر محفوظة لصالح مركز أبحاث مينا.