موضوع رياض الأطفال القرآنية غير المرخص لها والتي تقدم للصغار تكوينا لا يستقيم مع اعمارهم ولا مع ملكاتهم الفكرية، هو موضوع قديم جديد. موضوع تحدثنا فيه وما زال لنا فيه ما نقول. فالارهاب المنتشر في الجبال وفي الصحاري وعلى الحدود وفي عدة اماكن اخرى يجعل موضوع تفريخ الارهاب اهم من كل المواضيع الاخرى. فالخطر الحقيقي يتمثل في إنشاء وتكوين جيل بأكمله حامل للفكر المتطرف.
ومن هذا المنطلق أفادتنا رئيسة الغرفة الوطنية لرياض الأطفال نبيهة كمون التليلي انه لا بد من وقفة صارمة للتصدي لعدد من رياض الأطفال القرآنية التي هي في ظاهرها روضة أطفال تتبع البرنامج التونسي وموقعة على كراس شروط لكنها لا تتقيد بما جاء فيه ولا ببرامجه، بل تتبع ما يسمونه بالبرنامج النوراني الاسلامي. وهذا الاخير حسب ما افادتنا به السيدة نبيهة التليلي كان طلب في شانه ترخيصا من كتابة الدولة للمرأة منذ سنوات، لكن تم رفضه باعتباره لا يتماشى مع البرامج التي تعنى بالطفل.
في الاحياء الراقية توجد رياض قرانية متزمتة
واكدت محدثتنا على ان عددا من رياض الاطفال القرانية وقعت على كراس الشروط من اجل تمرير برامجها لا غير. وقالت ان الرياض القرآنية التي منحت تراخيصا هي بصدد تطبيق وتدريس برامج غير تلك التي وقعوا عليها. وهناك من لا يعترف بالكتب التطبيقية الخاصة بالأطفال ويعتمد كتبا للأحاديث النبوية والصحابة وغيرها من الكتب التي قد يعجز الكبار عن فهمها فما بالك بصغار السن وبمن لم يتجاوز عمره 3 سنوات. وتحدثت السيدة التليلي عن إحدى رياض الأطفال وكيف ان صاحبها يطبق البرنامج النوراني الإسلامي علنا ويوزع الكتيب الخاص بهذا البرنامج على الأطفال وعلى عائلاتهم دون خوف او حياء. وتساءلت رئيسة الغرفة الوطنية لرياض الأطفال السيدة نبيهة التليلي كمون عن مصير هؤلاء الأطفال الذين يدرسونهم كيفية صنع المتفجرات وكيف يقاتل الناس بالسيف وكيف يكرهون من يخالفهم الراي ولا يجلسون اليهم ولا يتحدثون معهم. يعلمونهم النقمة والكره والحقد ويغسلون أدمغتهم منذ الطفولة حتى لا يشفوا ابدا. انهم يلقنونهم دروسا عن عذاب القبر وعن إقامة حد الحرابة وعن غيرها من المسائل التي تفوق سنهم . وأطلقت التليلي صيحة فزع بسبب الأخطار التي تتهدد الطفولة حسب رايها من خلال هذه الرياض القرانية، حيث أكدت لنا أننا كلنا ننادي بالإسلام وذكرت بأن رسولنا الكريم نادى بتعليم الأطفال وهم يلعبون واقتداء بسنته ترى أن ما تمارسه الرياض القرانية بعيد عن الإسلام لأنه يغرس في أبنائنا روح التزمت والانغلاق هذا دون الطريقة والمنهج السقيم في التعليم. وقد يعتقد البعض أن هذه الرياض الفوضوية تنتصب عادة في الأحياء الفقيرة والشعبية حيث تقطن العائلات ذات المستوى الثقافي المحدود والحقيقة غير ذلك وهو ما أكدته لنا السيدة نبيهة التليلي حيث أفادتنا أن أحياء راقية كالنصر والمنازه توجد فيه عديد الرياض القرآنية التي لا تلتزم بالمقررات والمناهج المعدة خصيصا للأطفال وهو ما قد يفرز لنا جيلا منبتا وبعيدا عن ثقافتنا وحضارتنا ومبادئ ديننا الحنيف المتنور المتسامح مؤكدة أن عديد الجمعيات تتبنى هذه الرياض وتدعمها ماديا، حيث أن بعض المؤسسات والجمعيات الخليجية تدعم هذه الرياض بالكتب والمعدات. والسؤال الذي يطرح نفسه أي مصير لأطفال لا تلتزم الرياض التي يرتادونها بمناهج التعليم الوطنية؟ ويتلقون دروسا لا تمت لواقعنا وفيها تحريض على العنف والكراهية والتمييز بين الجنسين..
جني الارباح والمتاجرة بالدين
وقد طالبت السيدة نبيهة التليلي سلطة الإشراف بتحمل مسؤوليتها وإحكام رقابتها على رياض الأطفال خاصة منها التي تدعي أنها رياض قرانية وتدعي بأنها تربي الناشئة على الدين والأخلاق في حين أن الغاية الأساسية هي جني الأرباح بعد أن أصبحت المتاجرة بالدين تدر المال الوفير، وحذرت السيدة نبيهة من أن تستفحل الظاهرة ونكون بذلك قد كونا جيلا متزمتا يحمل رؤية أخرى للدين تقوم على تمجيد الجهاد والفصل بين الجنسين.