نستفيق على أخبار الفيروس وننام على أخباره، ونربط مخطط يومنا وأسبوعنا وربما شهورنا بما تقتضيه الوقاية، ونترقب قرارات الحكومات والدول لنبرمج نشاطاتنا وفقها، وصارت الحياة من وراء النوافذ الزجاجية والإلكترونية.
لم يشهد التاريخ هلعًا أصاب الشعوب قاطبة كما أصابنا هذا الوباء، رغم أن أوبئة أشد فتكًا منه مرت على البشرية وحصدت معها مئات الألوف وأحيانًا الملايين؛ ورغم أن هذا الفيروس نفسه وفق ويكيبيديا موجود بصياغات أخرى وله جائحات سابقة؛ لكن الهلع مبالغ به بشكل ملحوظ كما لو أن من سيصاب به سينتهي به الأمر محترقًا! علمًا أن التقارير الطبية التخصصية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود وغيرها، كانت موضوعية جدًا فيما يتعلق بالجائحة ومضاعفاتها، حيث صرحت عدة تقارير تخصصية دولية أنه بين 80% – 90% ممن يصابون بالفيروس يتعافوا قبل أن تحدث عندهم أية أعراض وقبل أن يعلموا أنهم مصابون، ونشر موقع “وورلد ميتر” أن 95% ممن تظهر عليهم حالات الإصابة بالفيروس تعاني من أعراض بسيطة ولا تحتاج الدخول إلى المستشفى، أما 5% فقط تحتاج إلى مستشفى، وهناك تقارير قالت 4%، ونسبة شفاء من يضطروا للدخول 82% ويتوفى 18% منهم، غالبيتهم من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وخطيرة؛ لكن الضخ الإعلامي هول الأمر إلى درجة أصابت المجتمعات بما صار يسمى “الكورونوفوبيا”.