ما يزال بقاء القوات الأجنبية على الأراضي العراقية، محل جدل كبير في مختلف أروقة الحكم والسياسة في بغداد التي يطالب معظم التيارات الشيعية الموالية لإيران بإخراج تلك القوات بعد ضغوطات إيرانية تلت قتل الجنرال “قاسم سليماني” على يد القوات الأمريكية.
وتعمل القوات الأجنبية تحت مظلة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي منحها أحقية التدخل ومحاربة تنظيم داعش الذي استولى على مساحات شاسعة في العراق، بالتوافق مع الحكومة العراقية وقتذاك.
وكان عضو اللجنة البرلمانية العراقية ” بدر الزيادي ” أثار جدلًا ولغطاً بعد تصريحات إعلامية ذكر فيها، أن 3 دول هي فرنسا وألمانيا وأستراليا، قدمت طلباً إلى القيادة المشتركة من أجل وضع جدول زمني لسحب قواتها من العراق.
وأضاف الزيادي، أن جميع قوات التحالف أوقفت عملياتها كخطوة أولى للانسحاب، ليشير بعدها إلى أن الحكومة المقبلة مسؤولة عن وضع جدول زمني سواء في خروج القوات الأجنبية أو وجود قواعد العسكرية في بعض المناطق وخاصة في إقليم كردستان، مبيناً أنه لا يوجد أي تحرك أو طلعات جوية لقوات التحالف في الوقت الراهن.
من جهتها، نفت قيادة العمليات المشتركة بلسان متحدتها الرسمي اللواء ” تحسين الخفاجي ” اليوم، قيام أي دولة من دول التحالف الدولي بتقديم طلب انسحاب قواتها من البلاد.
وقال الخفاجي، في تصريح خاص لقناة ” السومرية نيوز” الإخبارية: إن “الأنباء التي أفادت بأن ثلاث دول هي فرنسا وألمانيا وأستراليا طلباً إلى قيادة العمليات المشتركة، من أجل وضع جدول زمني لسحب قواتها من العراق، عارية تماماً عن الصحة”، داعياً إلى ضرورة توخي الدقة والحذر في نقل المعلومات واعتمادها من المصادر الرسمية.
وأضاف المسؤول العسكري العراقي أن ” هناك أخبار أخرى تحدثت عن انسحاب القوات الأمريكية من 15 قاعدة في العراق، وهذه الأخبار أيضاً غير صحيحة ولا يوجد أصلاً مثل هذا العدد من القواعد الأمريكية في العراق”.
وبشأن ما إذا كانت قوات التحالف الدولي تشارك حالياً في عمليات عسكرية مع الجانب العراقي، أكد الخفاجي أن ” قوات التحالف لا تشارك حالياً بعمليات عسكرية مع الجانب العراقي ولا زالت متوقفة”.
وفي سياق مشابه، أشارت اليوم الاثنين مصادر عسكرية وعشائرية عن وصول فرق عسكرية أمريكية كبيرة إلى قاعدة عين الأسد في غرب الأنبار العراقية، حسب ما أكدته تلك المصادر لقناتي “العربية” و”الحدث” في العراق.
وقالت المصادر إن هذه الفرق تنتمي إلى قسم “الجهد الهندسي الأمريكي”، قد جاءت إلى القاعدة في الأنبار من أجل صيانتها وبناء تحصينات كبيرة جديدة لحمايتها من هجمات محتملة.
وأشارت المصادر إلى أن طائرات عسكرية ومدنية عملاقة هي من نقلت وتنقل تلك التعزيزات من أماكن غير معلومة إلى مدرج القاعدة.
وكشفت المصادر ذاتها عن عملية عسكرية كبيرة يستعد لها الجيش العراقي في عدة محافظات، منها الأنبار ونينوى وصلاح الدين ومحافظات جنوب العراق. وتهدف هذه العملية لمطاردة فلول “داعش” في المناطق الصحراوية الممتدة من صحراء محافظة نينوى شمال العراق، وبمحاذاة الحدود العراقية السورية وصولاً إلى صحراء السماوة “جنوب العراق” ومروراً بصحراء الأنبار وكربلاء. حيث يتوقع انطلاق هذه العملية الكبيرة خلال الأيام القليلة القادمة.
والشهر الماضي، أصدر البرلمان العراقي قراراً بخروج القوات الأمريكية من البلاد في أعقاب قيام واشنطن باغتيال الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بطائرة مسيرة خارج مطار بغداد الدولي يوم 3 يناير/ كانون الثاني. ولكن القرار البرلماني لم يجد طريقة للتنفيذ من جانب واشنطن وبغداد على السواء.
ويذكر هنا، أن قوات التحالف الدولي علّقت نشاطاتها في مساندة القوات العراقية في مطاردة تنظيم “داعش”، بسبب مساعي بعض الأحزاب السياسية العراقية المرتبطة بطهران لإخراج التحالف الدولي بقيادة واشنطن من العراق، وذلك بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قائم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وإصدار القرار البرلماني بإخراج قوات التحالف من الأراضي العراقية.