في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، قام مقاتلو الطاغية الشيشاني قاديروف، رئيس الجمهورية وحيوان بوتين الأليف، بارتكاب العديد من الفظائع مثل القتل والاغتصاب واختطاف المدنيين الأوكرانيين في معسكرات إعادة التأهيل على الجانب الروسي. والآن، تتزايد المؤشرات على إمكانية ربط ممثلي الإسلام السياسي في أوروبا بجرائم الحرب في أوكرانيا.
كان المقاتلون الشيشان قد ظهروا مراراً في منطقة ماريوبول وصوروا أنفسهم في القرى والبلدات المدمرة، وكرروا في تصريحاتهم دعاية الكرملين، وكل ذلك تحت عنوان “من أجل الحقيقة”!
في هذه الصورة من “مجموعة الصحافة الرقمية” لمجرمي الحرب الشيشان، نرى شخصاً لا يتناسب أبداً مع صورة المجاهدين المقاتلين الذين يرتدون ملابس مموهة و “لحية قاديروف” المعروفة، إذ يرتدي قبعة بيسبول غربية وسترة عصرية.
على مدار حياته حمل هذا الرجل عدة أسماء، إذ ولد باسم فاديم ميد فيديف في سيبيريا ودرس التاريخ في البداية في موسكو دون جدوى قبل أن يتحول إلى الإسلام وسرعان ما وجد من يرعاه في العالم العربي ومن جهات حكومية. ذهب إلى روسيا لإنشاء مراكز دراسة إسلامية في البلاد، والتي تم إنشاؤها بالتعاون الوثيق مع الكرملين. منذ ذلك الوقت، أطلق ميدفيديف على نفسه اسم عبد الواحد نيازوف، ولكن لا علاقة لنيازوف برئيس الوزراء والرئيس الروسي السابق.
نيازوف هو الآن رئيس “المنتدى الإسلامي الأوروبي” (EMF)، وهي مؤسسة مشكوك في أمرها تهدف إلى أن تكون “الممثل الشرعي لجميع المسلمين في منطقة اليورو الكبرى”، والتي تمتد اهتماماتها من المحيط الأطلسي في الغرب إلى القوقاز في الجنوب الشرقي. أعضاء المنتدى هم علماء دين إسلاميون ثبت أن لديهم علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، وهم على تعاون مع أعضاء حزب العدالة والتنمية، ويضغطون بقوة لدعم التطرف الإسلامي في قطر. تعتقد الدوائر الأمنية الألمانية أن أكثر من 70٪ من أعضاء EMF يحملون الجنسية الروسية. وبحسب بحثنا، من الواضح أن المنتدى هو دعاية للكرملين تحاول دفع المجتمعات المسلمة إلى أحضان بوتين من ناحية، أو لزيادة إمكانات الإسلام السياسي في أوروبا، واستخدامه لنقل فكرة الكرملين عن أوروبا إلى الغرب”، هذا ما قاله موظف بالمكتب الألماني لحماية الدستور.”.
من خلال البحث على موقع المنتدى على الإنترنت، لم يتم العثور على عنوان أو بصمة، وهذا ما يتطلبه توجيه حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي. كما لم يساعدنا موقع استعلامات WHOIS في ذلك أيضاً، فهو يذكر فقط أن المالك مسجل في فرنسا، إلا أن نيازوف نفسه يذكر على الموقع أنه يعيش في بروكسل وبرشلونة.
كشفت التحقيقات الآن أن منظمة نيازوف الإسلامية لديها عنوان بريدي واحد على الأقل في شمال غرب العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، في منزل فرد عادي ، إلى جانب عنوان في باريس ، مذكور في أحد البيانات الصحفية لـ EMF على موقعها الإلكتروني.
حتى عام 2021، تم تسجيل EMF أيضًا في لندن كشركة بريطانية “محدودة”، مع الفروع التجارية “العلاقات العامة والاتصالات، وتنظيم المؤتمرات والسياسة الخارجية”. يشير تسجيل الأعمال المرئي للعامة إلى أن نيازوف لديه مكان إقامة بريطاني والمسمى الوظيفي الخاص به: “شخصية عامة”.
في ظهوره العلني ، سواء كان ذلك على فيسبوك أو منشورات أخرى، يحب نيازوف الظهور مع كبار الأيديولوجيين الروس، على سبيل المثال، وزير الخارجية لافروف.
تُظهر منشوراته على Facebook و Instagram أيضاً أنه إما يكسب دخلاً أعلى من المتوسط أو لا يزال لديه رعاة كرماء إلى جانبه يستثمرون الكثير من المال في عمله، إذ أن نشاط سفره يتوافق مع نشاط طيار. في الأشهر الأخيرة سافر رئيس EMF بشكل متكرر إلى سراييفو والبوسنة والهرسك وتركيا.
يشير التركيز الخطابي والأيديولوجي والأشخاص والمؤسسات القريبة من EMF أو الذين يعملون من أجلها إلى وجود صلة وثيقة بالإسلام السياسي والإخوان المسلمين. في هذا السياق، من المهم أيضاً ذكر أن المنتدى هو أول مؤسسة أوروبية من فلك الإسلام القانوني التي لها علاقة وثيقة يمكن إثباتها مع سلطات الدولة الروسية، وظهور نيازوف المشترك مع مجرمي الحرب في ماريوبول ليس سوى دليل آخر. وهنا على وجه التحديد، مع المنتدى الأوروبي الإسلامي، يجب على السلطات الأمنية الأوروبية اتخاذ الإجراءات اللازمة.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مركز أبحاث ودراسات مينا.