للسنة الخامسة على التوالي، لا يزال اليمنيون يدفعون ضريبة الانقلاب الحوثي على الشرعية، ليس فقط من أموالهم ومنازلهم وأرزاقهم، وإنما أيضاً من صحتهم وحياتهم، في ظل انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل، بالتزامن مع انتشار الكثير من الأمراض الفتاكة في البلاد.
أمام الأحوال المتردية والخدمات الصحية شبه المعدومة، دقت منظمة أوكسفام الدولية، ناقوس الخطر في اليمن، محذرةً من موجة كوليرا شديدة، خاصةً وأن الوباء منتشر في البلاد منذ سنوات، مرجحةً أن تشهد الأشهر القليلة القادمة ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين، مؤكدةً أن الأسابيع الأولى من العام الحالي، شهدت تسجيل ما يتجاوز 56,000 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض.
في غضون ذلك، أوضحت المنظمة أن مباعث القلق والخطر، تكمن في أن النسبة المسجلة خلال الأسابيع الأولى من العام الحالي، تعادل نسبة الإصابات المسجلة في العام الماضي بشكلٍ كامل، ما اعتبر مؤشراً على سرعة انتشار المرض وتفشيه، وتحديداً في مناطق العاصمة صنعاء وحجة والحديدة وتعز وذمار، التي تنتشر فيها الكوبيرا مُنذ العام 2017.
من جهته، وصف مدير مكتب منظمة “أوكسفام” في اليمن، “مُحسن صدّيقي”، انتشار الكوليرا، بـ “الأزمة الصحية المُختبئة على مرأى ومسمع الجميع”، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي لضمان الوصول الآمن الذي لا تشوبه أي عوائق للمساعدات الإنسانية، وكذلك لجمع كافة الأطراف معاً من أجل الاتفاق على وقف لإطلاق النار على المستوى الوطني”.
كما أشار “صديقي” إلى أن التوقعات تشير إلى الأسوء، موضحاً: “التوقعات قاتمة، ما زالت حالات الكوليرا بمستويات مماثلة للعام الماضي، كما أن موسم الأمطار من المُحتمل أن يتسبب في آلاف الإصابات المحتملة، إنه لأمر مروّع أن تحظى هذه الأزمة المستمرة بهذا القدر القليل من الاهتمام”.
أما عن الوفيات، فقد أوضح المسؤول الدولي أنها انخفضت خلال العام الماضي، 2019، حيث تم تسجيل 1025 حالة وفاة بالكوليرا، مشيراً إلى أن ذلك الرقم، يمثل نصف عدد الوفيات في العام 2017.
وأشار “صديقي” إلى أن الحرب وتوصل المعارك، ساهم في تقويض الجهود المبذولة للتغلب نهائيا على المرضن موضحاً: “لقد كان عدد حالات الإصابة بالكوليرا في العام 2019 هو ثاني أكبر عدد يتم تسجيله على الإطلاق في بلد ما في عام واحد، لم يتم تسجيل عدد أكبر من ذلك سوى التفشي الذي سبقه في العام 2017، حيث كانت هناك أكثر من مليون حالة”.