أقر الكونغرس الأمريكي، ما يعرف بقانون “سيزر” أو “قيصر” الخاص بعمليات القتل التي تعرض لها أكثر من 11 الف معتقل سوري، داخل معتقلات النظام السوري، ليتبقى أمام القانون خطوة توقيع الرئيس الأمريكي، حتى يصبح نافذاً.
تزامناً، غرد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على صفحته الرسمية في موقع تويتر بعد إقرار القانون من قبل الكونغرس، بأنه سيوقع على تفويص الدفاع الوطني، بما فيه قانون “سيزر” أو “قيصر” الخاص بالملف السوري، ما يشير إلى أن مسألة سريان القانون الذي وضعه الكونغرس في حيز المناقشات منذ عام 2016، أصبحت مسألة وقت لا أكثر.
وارتبط القانون المعروف إعلامياً باسم “قيصر”؛ بتسريب أكثر من 50 ألف صورة سربها أحد المصورين المنشقين عن النظام، لآلاف المعتقلين السوريين الذين قتلوا خلال عمليات التعذيب التي تعرضوا لها على يد عناصر الأمن خلال سنوات الثورة السورية، قبل أن يقدم الشاهد الذي بات معروفا باسم “قيصر” شهادته أمام الكونغرس الأمريكي، ويدخل في قانون حماية الشهود الأمريكي.
وينص قانون قيصر على عدة إجراءات بحق النظام السوري وداعميه، أهمها إمكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا، وهو المطلب الرئيسي للمعارضة السورية منذ سنوات، على اعتبار أن سلاح الجو مثل خلال السنوات الماضية أداة القتل الأبرز بحق السوريين.
ووفقاً لبنود القانون، فإن مسألة فرض الحظر الجوي، ترتبط برفع الرئيس الأمريكي تقريراً للكونغرس بهذا الخصوص.
إلى جانب ذلك، ينص قانون “سيزر” على منح وزارة الخارجية الأمريكية الحق والصلاحيات بمتابعة ملف جرائم الحرب المرتكبة من قبل قوات النظام، عبر دعم عمليات جمع الأدلة والبراهين على وقوع تلك الجرائم، إلى جانب دعم كافة الجهات الساعية لتوثيق تلك الانتهاكات وملاحقة مرتكبيها جنائياً عبر محكمة الجنايات الدولية.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد تضمن القانون فرض عقوبات اقتصادية جديدة على النظام السوري والكيانات التي تزاول الأعمال التجارية معه ووكالاته العسكرية والاستخبارية، كما سيشمل في بنوده عدد من الصناعات التي يسيطر عليها النظام، بما في ذلك قطاعات الطيران والاتصالات السلكية واللاسلكية والطاقة.
وأشار القانون بشكل صريح إلى معاقبة أي شركات دولية تسعى للحصول على عقود إعادة إعمار في سوريا أو إبرام اتفاقيات اقتصادية عبر نظام “الأسد”، كما شمل أيضاً تهديد كل شركات النفط والغاز وشركات التأمين والممولين وشركات الاستثمار ومقدمي الخدمات ورجال الأعمال، التي تسعى للعمل في سوريا في ظل بقاء النظام الحالي، بالخضوع لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية، ما يعني أن الحكومة الأمريكية قررت قطع الهواء عن نظام “الأسد”، الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة.
وكان المصور “قيصر” الذي كان يعمل مصورا لصالح شعبة المخابرات السورية، قد سرب الصور التي التقطها بنفسه، بعد أن انشق عن عمله لصالح النظام، ليقدم فيما بعد شهادته حول ما وصفه بالفظائع المرتكبة بحق المعتقلين، مشيراً إلى أن آلاف الضحايا سقطوا خلال جلسات تعذيب مشددة تعرضوا لها خلال عمليات التحقيق.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.