أيد الجيش اللبناني في أول بيان له، الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة- بيروت ومدن أخرى، حيث أكد الجيش اللبناني، كامل تضامنه مع المتظاهرين الذين خرجوا للطرقات لليوم الثالث على التوالي.
بيان الجيش اللبناني، تضمن “التضامن الكامل مع مطالبهم (المتظاهرين) المحقة، تدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين”، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
ودعا البيان الصادر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني “جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم، إلى التعبير في شكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة”.
من جانبه، حمل زعيم حزب القوات اللبنانية الدكتور “سمير جعجع”؛ حزب الله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، مع تصاعد الحركات الاحتجاجية في الشارع، واصفاً ما شهدته شوارع وساحات بيروت بـ”الثورة” الحقيقية.
وأشار “جعجع” في تصريحات صحافية، إلى أن قسماً كبيراً من قاعدة حزب الله الموالي لإيران؛ قد خرج عليه، وأنه بات قلقاً جداً من تطورات الأمور، مضيفاً: “فرقاء السلطة في لبنان ميؤوس منهم ولا يناسبهم قيام الدولة”.
إلى جانب ذلك، طالب الزعيم السياسي المعارض لحزب الله والنظام السوري؛ بتشكيل حكومة من التكنوقراط بالتنسيق مع رئيس الحكومة الحالي وزعيم تيار المستقبل “سعد الحريري”، معتبراً أن التغيير الحقيقي في لبنان يبدأ بتشكيل حكومة جديدة.
من جهة أخرى، شن “جعجع” هجوماً قوياً على رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية “جبران باسيل” متهماً إياه بالمسؤولية الكاملة عن العجز المالي والإخفاق في ملف الكهرباء، معتبراً في الوقت ذاته أن “المشكلة ليست في النظام السياسي اللبناني بل بالأكثرية الحاكمة”.
وبالتزامن مع محاولة مجموعة من المحتجين اقتحام القصر الرئاسي في بعبدا ومطالبتهم باستقالة عون، قال”جعجع”: “استقالة الرئيس في الوقت الراهن ستتسبب بتعقيدات سياسية كبيرة”، في إشارة منه إلى عدم تأييده لمثل هذا الطرح .
تزامناً، اتهم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق “فؤاد السنيورة” ميليشيات حزب الله بالسيطرة على مفاصل الدولة اللبنانية، مشيراً إلى أن القبضة القوية التي يمارسها الحزب على الحكومة اللبنانية، أدت إلى الإخلال بالدستور واتفاق الطائف.
وأضاف “السنيورة”: “هناك حالة من الاستياء في الشارع اللبناني من النخبة السياسية بسبب سوء إدارة الدولة اقتصاديا وسياسيا”.
وكانت المظاهرات التي شهدها لبنان خلال اليومين الماضيين؛ قد حملت الكثير من المفاجآت، خاصةً مع مشاركة مجموعة كبيرة من شيعة لبنان في الحركة الاحتجاجية ومهاجمتهم لمكاتب نواب من حزب الله وحركة أمل تحت شعار “كلن يعني كلن”، الأمر الذي يُعدّ سابقة لم يشهد مثيلا لها في لبنان، لا سيما في ظل اعتبار الحزب والحركة لأنفسهم خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها.
محللون لبنانيون رأوا في خروج مناطق شيعية عدة للتظاهر بمثابة تجرؤ على انتقاد زعيمي الطائفة الشيعية، “حسن نصرلله” و”نبيه بري”، واعتبارهما بشكل مباشر مسؤولين عن الفقر والحرمان المُستشري بين أبناء الطائفة ومناطقهم.
الصحافي اللبناني “علي الأمين” وفي تصريحات صحافية أشار إلى أن المزاج الشيعي تبدل نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تتزامن مع العقوبات الأميركية التي يتأثّر بها اللبنانيون عامة والشيعة خاصة من خلال تراجع الخدمات التي كان يُقدّمها حزب الله”.
وكان ناشطون لبنانيون قد وثقوا بالفيديو لحظة اقتحام المتظاهرين مكاتب العديد من نواب “حزب الله” و”حركة أمل”، بينهم مكتب رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد في منطقة النبطية جنوب لبنان وهي أحد معاقل “حزب الله”، والنائب هاني قبيسي من حركة أمل.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.