صرح المبعوث الأممي إلى سوريا، “غير بيدرسون”، بأن اللجنة الدستورية السورية، ستتمكن من تجاوز العقبات، التي تعترض عملها، مع توفر الدعم الروسي لها، داعياً في الوقت ذاته، إلى ضرورة تهيئة الظروف لعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، بعد سنوات من التشرد.
كما كشف “بيدرسون”، خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، اليوم – الجمعة، عن زيارته للعاصمة السورية دمشق، الأسبوع المقبل، وإجراء لقاءات مع مسؤولي النظام هناك، لبحث الملفات العالقة.
وعقب الاجتماع، وبالتزامن مع تصريحات “بيدرسون”، أشار وزير الخارجية الروسي، إلى أن العمليات العسكرية، التي يشنها النظام السوري ضد من وصفهم بـ “فلول الجماعات المسلحة”، ستتواصل في إدلب والمناطق الشمالية والشرقية من البلاد، لافتاً إلى أن نظام “بشار الأسد”، تمكن من استعادة السيطرة على معظم المناطق الحدودية مع تركيا والعراق.
ويأتي اجتماع “لافروف” و”بيدرسون”، بعد أسابيع من فشل اللجنة الدستوري بمواصلة عقد اجتماعاتها في العاصمة السويسرية، جنيف، عقب الخلافات الكبيرة، بين وفدي المعارضة، والموالاة، خلال الجلسة الأخيرة، التي عقدت في تشرين الثاني الماضي.
وأرجعت مصادر في المعارضة، حينها، أن السبب الرئيسي في فشل المفاوضات، إلى إصرار النظام على وضعه فوق أي اعتبارات، إلى جانب تمسك وفده بالإبقاء على الدستور الحالي، الذي وضعه عام 2012، وإجراء تعديلات عليه، في حين يتمسك وفد المعارضة بوضع دستورٍ جديدٍ للبلاد.
تزامناً مع اجتماع الموفد الأممي والوزير الروسي، شكك مراقبون بجدوى عمل اللجنة، مشيرين إلى أن الخط الأساسي لعملها، هو انتقال سلمي سياسي للسلطة في سوريا، أي بمعنى أوضح، إقصاء “بشار الأسد” عن الرئاسة، وهو ما يمثل المستحيل الرابع بالنسبة لوفده في اللجنة، على حد قول المراقبين.
إلى جانب ذلك، أوضح المراقبون، أن النظام عندما كان في أسوأ حالاته، عام 2012، ولا يسيطر سوى على 30 في المئة من البلاد، رفض بشكلٍ كليٍ، مسألة تنحي “بشار الأسد”، وإسقاط نظامه، فكيف له أن يقبل بعد أن استعاد السيطرة على أكثر من 70 في المئة من مساحة سوريا، وتمكن من إقصاء المعارضة المسلحة، موضحين: “من تصريحات بيدرسون، يظهر الرهان على الدور الروسي في الضعط على شخص بشار الأسد لتقديم تنازلات، على اعتبار أنها الطرف الأقوى في سوريا، ولكن هذا أيضاً ليس بالأمر السهل، فمثل هذه الخطوة قد تطلب روسيا مقابلاً كبيراً لاتخاذها.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.