خسر مجلس المجتمع الإسلامي في النمسا (IGGO) المرأة الوحيدة في المجلس والتي شغلت منصب عضو مجلس إدارة، ويعتبر المجلس الممثل الرسمي الوحيد للمسلمين في النمسا، وهو المسؤول عن التعليم الإسلامي في هذا البلد.
وقد استقالت فاطمة أكاي توركر من منصبها كمتحدثة باسم النساء في الهيئة الإدارية العليا في المجلس، ولكن لم يتوقف الأمر عند استقالتها، إذ أعلنت دكتورة الفلسفة أنها لن تدرّس التربية الإسلامية بعد الآن.
“هذا يكفي! لا أريد إرهاب النساء المسلمات بعد اليوم,” هذا ما قالته الدكتورة فاطمة منتقدةً المجلس ومناصبه حيث أضافت: ” في IGGO، يتم إضفاء طابع مؤسساتي على عمليات الحط من شأن النساء، وحتى الآن، بصفتي ممثلة لجميع النساء المسلمات في النمسا، لم يُسمح لي بالتحدث عن النساء في الأماكن العامة.”
وأضافت الدكتورة أنه “في شهر مارس طلبت من مجلس إدارة IGGO أن يحددوا واجباتي بوضوح، كي أعرف ما يجب القيام به، إلا أنهم حتى الآن لم يستجيبوا لهذا الطلب.”
وعن دورها كمعلمة ديانة إسلامية تقول الدكتورة فاطمة: “إذا كنت سأبقى معلمة تربية إسلامية، يجب ألا أتكلم بحرية، يجب ألا أسأل عن الظروف.”
وعن سبب استقالتها عن المجلس وموقفها تقول: “لم أرغب في البقاء جزءاً من تلك الأغلبية الصامتة.”
وقالت الدكتورة البالغة من العمر 45 عاماً إنها قبلت العرض “بتمثيل مصالح المرأة المسلمة وإصلاح العلاقات الداخلية، لأن المرأة المسلمة ممنوعة من تطوير نفسها في ظل ظروف صعبة للغاية فرضت عليهن.”
أدركت فاطمة أن مصالح النساء المسلمات يتم تجاهلها، حيث تقول منتقدة هذه السياسة: “لم يعد بإمكاني التعامل مع سلوك التحقير هذا، حيث لا يوجد مكان للمرأة المسلمة إلا في الخلف، ولا يتم الاعتراف بوجودها بالشكل المناسب.”
“أردت فقط تغيير هذه الصورة،” تضيف فاطمة، “ولكن للأسف، لم يستطع أحد كسر تلك الصورة التقليدية، بل إنه تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها.”
لقد أرادت فاطمة زيادة تمثيل المرأة وتمكين مشاركة المرأة المسلمة على الصعيد الوطني، بالإضافة إلى تعزيز نسبة النساء في إدارة المجلس، بحيث تقوم النساء بأكثر من مجرد عمل الطبخ في المساجد، حسب قولها.
لدى سؤالها عما إذا كانت هناك أية خلافات بينها وبين رئيس IGGO أوميت فورال وأعضاء مجلس الإدارة الآخرين من الرجال، قالت: “نعم، اعتقدت أنه علينا تحرير القرآن من التفسيرات التي يحددها الرجال، ولكن في كل مرة كانوا يحذرونني من أن هذه مسؤولية المجلس الاستشاري.”
وقد تسببت استقالة المرأة الوحيدة في المجلس الأعلى للجماعة الإسلامية في النمسا باضطرابات في الأوساط الإسلامية، فبعد استقالة فاطمة أكاي توركر أعلنت منظمة الشباب المسلم في النمسا (MJO) دعمها لمطالب أكاي توركر: “هذا يكفي لنا بالنسبة لنا أيضاً!” وقالت نرمينا مومييك، رئيسة MJO، إنه كما هو الحال في المجتمعات الأخرى كافة، هنالك حاجة ملحة لعمل النساء المسلمات في المجتمع.”
وكانت أكاي توركر قد فاجئت المجلس باستقالتها من خلال بيان صحفي، حيث أحيل الأمر الآن إلى مجلس الشورى لانتخاب خليفة لها في الخريف المقبل.
وقال البيان: “إن تحقيق المساواة بين الجنسين في المجتمع المسلم، بالإضافة إلى هيكلية المجلس الإسلامي IGGO ، يمثلان مصدر قلق كبير، وهما بحاجة إلى تغييرات ضرورية”.
وتعتبر استقالة المتحدثة باسم النساء في المجلس الإسلامي IGGO أحد أعراض الحاجة إلى إجراء إصلاحات داخل المجلس، إذ إن المجلس بحاجة إلى هيكلية جديدة، والشرط الأساسي لذلك هو إجراء تقييم خارجي من قبل لجنة مستقلة تحلل بنية المجلس ثم تملأ لجانه بشباب يمكنهم تطوير مفاهيم مستقبلية.
وفي النهاية ليس الأمر متعلقاً بالملسمين فقط، بل بالمصالح المالية ومصالح الجمعيات التي تسيطر على المجلس من الخارج، والتي لا تريد الإصلاح إنما تريد حماية بنية المجلس التي أصبحت مكشوفة ووصلت إلى طريق مسدود.
تتكون اللجان من أشخاص تسببوا أو أداروا تلك الممارسات، وبالتالي، فإن IGGO لا يمثل سوى جزء صغير جداً من المجتمع الإسلامي، لأن غالبية المسلمين في النمسا علمانيين ولا ينتمون إلى المجلس.
وبحسب دراسة أجريت عام 2017، فإن 14 ٪ فقط من المسلمين الذين يعيشون في النمسا ينتمون إلى المجلس الإسلامي IGGO، وذلك بسبب ارتباطات شخصية بالمجلس، ويوضح خبير إسلامي: “إلا أن المجلس لا يمثل المسلمين البراغماتيين، المتحررين أو المنفصلين كلياً عن المجتمع الإسلامي وغير المتدينين.”