المدخل
تمكّنت تركيا بفعل مذكرتي التفاهم التي أقرها أقرّ البرلمان التركي في 21 ديسمبر/ ك1 2019، وفي 2 يناير/ك2 2020 أقر مذكرة تفويض تسمح للرئاسة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق. لإعادة الحضور بشكل فاعل في البحر المتوسط، حيث وسّعت حدودها البحرية فيه، وشرعنت عملياتها للتنقيب عن الغاز فيه من جهة، وأعاقت المشاريع الإقليمية المضادة، وأهمها “منتدى غاز شرق المتوسط”، والذي كان قد أعلن في يناير/ك2 2019.
كما ساهم الاتفاق القانوني مع حكومة الوفاق الإخوانية في دعم الموقف التركي البحري في التنافس التاريخي والنزاع على السيادة على بعض جزر المتوسط مع اليونان. حيث يُعتقد أن هذا الاتفاق سوف يؤخّر الخطة اليونانية-الإسرائيلية-القبرصية، وربما يجعل هذا الاتفاق غير ممكن التطبيق.
وفي السياق الأوروبي، يُرسخ الحضور التركي في ليبيا من أوراق القوة التركية في مواجهة الاتحاد الأوروبي، وخاصة في ملفات الطاقة والهجرة والأمن، وهو ما بدا واضحاً في ظهورها كمنافس لفرنسا في البحر الأبيض المتوسط، وحضورها الفاعل في مؤتمر برلين 2020 وعزّز التواجد التركي في ليبيا، الذي أدّى إلى إنهاء عملية طرابلس التي يقوم بها حفتر، في تعزيز الموقع التركي في مواجهة التحالف العربي الداعم لحفتر، والذي يُساند مشروعاً سياسياً مناهضاً للمشروع التركي في المنطقة.
عودة على بدء؛ من ليبيا إلى سوريا؟!
ما أن سقط حكم القذافي في ليبيا حتى قام التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وبالتنسيق مع كل من تركيا وقطر بشحن المقاتلين الإسلاميين الليبيين للقتال في سورية. ولم يقتصر الأمر على نقل مقاتلين ليبيين متشددين إلى سورية؛ إنما قاموا أيضا بنقل كميات هائلة من أسلحة الناتو والجيش الليبي إلى تركيا ومنها إلى سورية؛ ليشكل هؤلاء لاحقا النواة للتنظيم الأكثر تشدداً وإرهاباً في سورية.. تنظيم الدولة.. “داعش”.
بداية من شهر ديسمبر/ك 1 2011 وتحت أنظار المجلس الوطني الانتقالي الليبي، كان الإخواني الليبي عبد الكريم بلحاج يقوم بتنسيق نقل أول دفعة من المقاتلين الليبيين، والذين بلغ عددهم 3250 مقاتل بداية عام 2012.
في نفس الوقت نسقت تركيا عملية نقل أسلحة حلف الناتو- التي كانت زودت بها المعارضة الليبيبة لإسقاط القذافي- إلى سورية وكان أحد الوسطاء فيها هو السوري (السويدي) الإخواني هيثم رحمة. وشكل الليبيون في سورية كتائب منفصلة؛ أشهرها لواء البتار والكتيبة الخضراء وكلاهما ينتمون فكرياً وسياسياً لتنظيم الإخوان المسلمين.
من سوريا إلى ليبيا
نتيجة للإتفاقات التركية الروسية الإيرانية حول سورية، فقد طلبت تركيا من المقاتلين الليبيين العودة إلى ليبيا، والمساهمة في دعم حكومة السراج الإخوانية. ومن أصل 9650 مقاتل ليبي في سورية لم يعد إلى ليبيا سوى أقل من ألفي مقاتل، لم يكونوا كافيين لصد هجمات الجيش الوطني الليبي. لذا وفي أواخر عام 2019 بدأت المخابرات التركية بالبحث عن بدائل بشرية لتغطية العجز الحاصل في المقاتلين الليبيين، واتخذت قرارا بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا.
تهدف تركيا من ذلك إلى ما يلي
- مساعدة حكومة السراج على البقاء وترسيخ حكمها، وصولاً إلى تقسيم ليبيا وإنشاء دويلة إسلامية في عملية مماثلة لما حصل في شمال غرب سورية.
- التخلص من المقاتلين السوريين، الذين من الممكن أن يشكل إبقاءهم في سورية خطراً على المخططات التركية في البلاد، خاصة في ظل الاتفاقات التركية/الروسية/الإيرانية المشبوهة.
- التخلص من العبء الإقتصادي الناجم عن وجود مئات آلاف المهجرين السوريين في الشمال السوري، نتيجة لإتفاقات التهجير والتغيير الديموغرافي التي أبرمها الجانب التركي مع ممثلي النظام السوري في كل من (الزبداني/مضايا/ القلمون الشرقي/ القلمون الغربي/الغوطة/محافظة درعا وحمص).
تنفيذ المخطط التركي القطري الإخواني
بعد إنتهاء الأتراك من معركة (نبع السلام) ضد قوات سورية الديمقراطية، في نهاية 2019 صدر قرار من المخابرات التركية بالبدء بإرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا. يوم الخامس عشر من ديسمبر/ك1 دعت المخابرات التركية الفصائل السورية المقاتلة إلى اجتماع عاجل، ترأس الاجتماع المدعو (أبو فرقان) بصفته الممثل الشخصي للشخص الأقوى في تركيا (حقان فيدان), حيث أن أبا فرقان يشغل منصب رئيس لجنة التنسيق الأمني السوري التركي منذ بدء الأحداث في سورية.
حضر الإجتماع من الجانب التركي أيضاً، شخص غامض آخر وهو العقيد غازي، والذي سيرأس لاحقاً عملية تجهيز و(شحن) السوريين إلى ليبيا. العقيد غازي يتحدث اللغة العربية بشكل جيد، وكان قد شارك كقيادي في عمليات درع الفرات؛ غصن الزيتون ونبع السلام؛ وله باع طويل بالتعامل مع الجهاديين؛ حيث إنه كان مسؤولاً عن جزء كبير من عملية إدخال الجهاديين إلى سورية؛ بخاصة في الفترة بين 2011 و2015. تواجد أيضا شخص سوري بصفته مرافق دائم للعقيد غازي وهو محمد رحال (أبو معاذ). أبدى أغلب قادة الفصائل الذين حضروا الاجتماع موافقتهم، في حين طلب بعضهم الآخر بعض الوقت لمراجعة باقي قيادات الفصائل التي وافقت على الفور وهي:
- فيلق الشام
- لواء المعتصم
- لواء السلطان مراد
- لواء السلطان سليمان شاه
- لواء سمرقند
- فرقة الحمزة
- الجبهة الشامية
- أحرار الشرقية
- جيش الشرقية
أما الفصائل التي تحفظت في البداية فهي:
- جيش الإسلام
- صقور الشمال
- فيلق الرحمن
- فيلق المجد
وقد حصل قادة الفصائل على مبلغ مليون دولار كمكافأة للبدء بعملية التجنيد.
دور المخابرات القطرية في عملية التجنيد
في الوقت الذي توجهت فيه المخابرات التركية إلى فصائل المعارضة، فقد توجهت المخابرات القطرية المتواجدة بقوة في الشمال السوري إلى الفصائل الإسلامية الأكثر تشدداً والمصنفة دولياً كفصائل إرهابية، وذلك بحكم العلاقة القوية بين الطرفين. علماً بأن المخابرات القطرية تقوم بتجنيد وإرسال مقاتلي القاعدة منذ بداية العام 2019 وبلغ عدد هؤلاء 185 مقاتل حتى بداية 2020؟!
مع دخول الأتراك على خط التجنيد نهاية 2019 قام القطريون بإرسال دفعات أخرى بلغ عدد مقاتليها التقريبي -حسب مصادرنا- 150 مقاتلاً متشدداً. ولم يقتصر الدور القطري على ذلك بل قامت بأمر الماكينة الإعلامية الإسلامية الإخوانية بضرورة حث الشباب على (الجهاد) في ليبيا وبضرورة دعم تركيا في حربها على أعداء الأمة الإسلامية.
آليات التجنيد
أولا: التجنيد من الوحدات العسكرية
فور الإنتهاء من الإجتماع توجه قادة الفصائل إلى وحداتهم وبدأوا بتوجيه المقاتلين إلى ليبيا متبعين سياسة الترغيب والترهيب.
أما المغريات فكانت:
- راتب شهري يترواح بين 1200 إلى 2000 دولار (حسب المهمة).
- خدمة 3 شهور يتخللها إجازات.
- الحصول على الجنسية التركية فور الانتهاء من المهمة.
- رعاية صحية وضمان إجتماعي لكل من يتعرض للإصابة في ليبيا.
وأما الترهيب:
- قطع الرواتب عن كل من يتخلف.
- رفع الحماية التركية عن الفصيل الذي يرفض المشاركة.
مع ذلك لم يحصل المقاتلون على الرواتب التي وعدتهم بها المخابرات التركية، كما أننا لم نحصل على معلومة واحدة تؤكد حصول أحد العائدين على الجنسية التركية.
ثانياً: العشائر
تم تكليف قائد “اللواء سليمان شاه” والقائد العام لقوات (الجيش الوطني السوري) في ليبيا، المدعو محمد الجاسم (أبو عمشة) بالتواصل مع “مجلس القبائل والعشائر السورية” المدعوم من تركيا، من أجل إنشاء قوة عسكرية تتوجه إلى ليبيا.
تم الإتفاق على إرسال دفعات من المقاتلين، بواقع 200 مقاتل، لمدة ثلاثة أشهر على أن يتم إستبدالها بدفعة جديدة حين إنتهاء الدفعة الأولى من مهامها في ليبيا. واشترط أبو عمشة حصول فصيله على مبلغ 200 دولار لقاء كل راتب، ووافق مسؤولو العشائر على ذلك وبدأوا بإرسال المقاتلين.
بتكليف من المخابرات التركية قام المدعو أحمد الهايس قائد فصيل “أحرار الشرقية” إضافة للنقيب “أبو علي” حسين حمادي، بالتواصل مع المقاتلين المهجرين من دمشق وريفها وحمص وريفها، إضافة لمقاتلي عشائر شرقي حماه وقاموا بتشكيل وحدات قتالية تتكون كل واحدة من 200 مقاتل، وتم إرسالهم تباعاً إلى ليبيا ابتداءاً من منتصف رمضان الماضي.
قام قائد لواء السلطان مراد أيضاً بتجنيد مقاتلين من عشائر الشمال السوري، ونجح بتشكيل قوة عسكرية قوامها 50 مقاتلاً يقودهم “حميدو الجحيشي” وتم إرسال هذه القوة للمشاركة في معارك ترهونة.
ثالثا: المخيمات
عملية التجنيد ضمن المخيمات السورية تتولاها الفصائل السورية، إضافة لمؤسسة “سادات” الأمنية التركية، التي يجوب خبراؤها المخيمات باحثين فيها عن الشباب الأشداء في صفوف النازحين والمهجرين.
مخيمات الشمال السوري المنتشرة في محافظة حلب وشمالي غربي محافظة إدلب كانت الهدف الأسهل، حيث تم تجنيد حوالي 8000 شاب (بينهم أطفال) من هذه المخيمات خلال الفترة بين مارس/ آذار وماي/أيار 2019.
خط السير:
يقوم قادة الفصائل بتقديم الأسماء للمخابرات التركية ليتم فحصها.
بعد الموافقة يتم تجميع المرتزقة في إحدى معسكرات التدريب المجهزة خصيصاً للحرب الليبية وأهمها:
- معسكر الظريفة في ريف عفرين.
- المعسكر الغربي في جرابلس.
يتم التدريب خلال هذه الفترة على إستخدام الأسلحة الخفيفة وتقديم دورات مكثفة في الدعم المعنوي (الديني)
بعد الإنتهاء من الدورة (وفي حالات عديدة قبل) يتم إرسال المقاتلين إلى مطار غازي عنتاب أو مطار أضنة، ومنها ينقل هؤلاء إلى ليبيا؛ فقد رصدنا فندق Unver في أضنة كمحطة أقام فيها العديد من المقاتلين قبل توجهم إلى المطار.
بعد الوصول إلى ليبيا
يتم توزيع المقاتلين على المعسكرات ومن أهمها:
- معسكر بسيس
- معسكر السواني
- معسكر الزارة
- أبو قرين (سرت)
- قاعد الحسين (سرت)
ليتم بعدها توجيهم إلى القتال على الجبهات
التنسيق العسكري في ليبيا
- يتولى الضباط الأتراك قيادة سلاح المدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة.
- يتم الزج بالسوريين في الصفوف الأولى على الجبهات مما انعكس بشكل واضح على الخسائر في صفوف هؤلاء.
- يتولى المرتزقة السوريون مهام التفتيش والإنتشار بعد انتهاء العملية العسكرية، ونقل معهم السوريين إلى ليبيا منهج (التعفيش) أي الإستيلاء على كل ما يقع تحت أيديهم، ليتم بيعه لاحقاً في سوق المستعمل في طرابلس.
- نشبت خلافات كبيرة بين المقاتلين الليبيين والسوريين، وتم توجيه اتهامات كثيرة لمقاتلين السوريين بالعمالة لجهات معادية، مما أدى إلى إعادة الكثير منهم إلى سورية.
تصرفات الليبيين مع قوات الجيش الوطني:
- اقناعهم ببيع الاسلحة التي يملكونها بسبب سعرها المنخفض لقاء الاسلحة في ليبيا.
- قام عناصر الوفاق ينشر الحشيش والمخدرات بين العناصر السوريين في الجيش الوطني بشكل كبير.
- مشاركة العناصر السوريين في نهب المنازل والتوجه الى مركز للبيع وهو (سوق المستعمل) في طرابلس من أجل بيع المسروقات.
- سرقة سيارات “البيك آب” التي قدمها الاتراك للمقاتلين السوريين بعد نقلها عبر البارجات التركية وهي سيارات حديثة جداً، منها ما هو مصفح ومنها ما يحوي فتحات لإطلاق النار ضمن السيارة حيث تم بيع بعض السيارات بمبلغ 100 ألف دولار امريكي.
تم تخصيص سجون معينة للسوريين في مناطق سيطرة حكومة الوفاق وهي كل من:
- سجن في منطقة الزاوية والمسؤول عن السجن هو شخص ليبي ملقب بالفأر وهو محمد سالم بحرون من مواليد الزاوية.
- سجن معيتيقة الذي يتواجد في مطار معيتيقة وتسيطر عليه قوات الردع
- ج- سجن اللواء سليمان شاه بالقرب من المطار.
- د- سجن منطقة أبو سليم والسجن يديره القيادي عبد الحميد المضغوط ليبي الجنسية وعبد الحميد يتبع لشخص يدعى غنيوة (عبد الغني ككلي).
تم سجن عدد كبير من السوريين؛ منهم من تم القاء القبض عليهم أثناء التوجه الى أوروبا عبر الساحل ومنهم من تم اتهامه بالتعامل مع المخابرات المصرية، ومنهم من تم اتهامه بالتعامل مع المخابرات الامريكية وعلى رأسهم النقيب أحمد أبو عمر من مواليد جسر الشغور تم اتهامه بالتعامل مع الامريكيين وتم سجنه من قبل قوات الردع في سجن معيتيقة.
استغلال القوات السورية في ليبيا لحل الخلافات الداخلية بين الفصائل الليبية، وعلى سبيل المثال ظهر هذا الأمر بعد الخلافات التي تمت في منطقة الزاوية في الشهر الثالث بين الشيخ رمزي مسؤول المخابرات الليبية مع المدعو الفأر في منطقة الزاوية، فقام الفأر بضربه فتواصل الشيخ رمزي مع محمد الجاسم (أبو عمشة) وأخبره بالأمر فأمر ابو عمشة 400 مقاتل بالتجهز لاقتحام الزاوية ونتيجة هذا التهديد رضخ الفأر خوفاً من زحف المقاتلين السوريين.
الخلافات حول التعويضات المالية:
بعد الوعود الكثيرة تم الإستقرار على منح المقاتلين الرواتب التالية:
- قائد الفصيل 1000 دولار أمريكي
- المقاتل 600 دولار أمريكي
- الإداري (طباخ/ذاتية/تنظيف) 300 دولار أمريكي
- على أن يتم خصم جزء من راتب المقاتل لقادة الفصيل المسؤول عنه (يتراوج بين 50 و200 دولار).
تقول المعلومات أنه قبل عدة أيام من إعداد هذه الورقة؛ تم تسليم وحدات من الجيش الوطني الموجود في ليبيا مرتبات مالية شهرية وصل كل مرتب الى مبلغ لا يتجاوز 4600 ليرة تركية؛ أي انه يعادل أقل من نصف الراتب المتفق عليه سابقاً؛ وتم تعليل هذا التسليم ان الاموال غير كافية للتسليم ما دفع عشرات العناصر لطلب (استنكاف) والعودة الى سوريا. وفعلاً تم ذلك من عناصر من الجبهة الشامية وفيلق المجد وتم تسليم كافة ما تم استلامه اثناء تواجدهم في ليبيا وتم وضع الاسلحة في الامانات ريثما يتم اعادتهم الى سوريا وهناك ثلاث رحلات تريد العودة الى سوريا بمعدل 160 عنصر في كل رحلة.
وتقول المعلومات الواردة ان قيادات الجيش الوطني وفي ظل طمعهم الكبير للحصول على الاموال عينوا اشخاص سموهم بناقلي الاموال وصرافين لكل فصيل وهؤلاء يقومون بتحويل بعض الاموال التي يحصل عليها العناصر (توفير) من المنحة التي يحصلون عليها كجزء من الراتب بقيمة 300 دولار أمريكي عند بداية كل شهر؛ ويقوم الصرافون هؤلاء بتحويل ما تبقى من المنحة في كل شهر من المقاتلين الى عوائلهم في سوريا مقبل حصولهم على 20 دولار امريكي عن كل حوالة مالية.
اي أن القيادات قاموا بإنشاء مكاتب حوالات مادية من أجل الحصول على مبالغ من العناصر فهم يحاولون الحصول على الاموال بأي طريقة كانت.
ويقول المصدر ان الفساد بات يتغلغل في صفوف عناصر الجيش الوطني بشكل غير مسبوق حيث إنه في تاريخ 11-5-2020 واثناء الرحلة المقررة لصالح قوات الجبهة الشامية من سوريا الى ليبيا تم القاء القبض على مجموعة عناصر من الجبهة الشامية يحملون داخل مخازن أسلحتهم حبوب مخدرة فتم اعتقالهم فوراً في مدينة عينتاب التركية ونقلهم الى الحدود السورية التركية وفتح تحقيق حول الامر. ويقول المصدر إن عملية تهريب المخدرات من سوريا الى ليبيا تتم بشكل واسع جداً الى مطار معيتيقة عبر قوات الجيش الوطني.
إحصائيات وأرقام
الوصف | العدد | ملاحظات |
العدد الإجمالي للمرتزقة | 14650 | من نهاية ديسمبر/ك1 2019 حتى نهاية حزيران 2020 |
العدد الإجمالي للجهاديين (المرسلين من قبل قطر) | حوالي 350 | ينتشر أغلبهم في الجنوب الليبي |
العدد الحالي للمرتزقة السوريين المتواجد في ليبيا | حوالي 7000 | إعادة طوعية أو إلزامية |
عدد السوريين في السجون الليبية | 160 مقاتل | |
عدد الهاربين إلى أوروبا | حوالي 200 | أو متوارين عن الأنظار |
عدد القتلى | 456 | |
عدد الجرحى | حوالي 1800 | أكثر من نصفهم إعاقات دائمة |
عدد من تم تجنيدهم من أطفال | 350 | تم إعادة جزء كبير منهم لاحقا |
خلاصة
من المؤكد أن دعم قوات السراج كان أحد أهم الأسباب التي دفعت النظام التركي للزج بالمقاتلين السوريين في رحى الحرب الليبية، إلا أن السبب الرئيسي – تبعا لما راقبناه من أحداه – الذي دفع الأتراك لاتخاذ هذا القرار، هو تشكيل قوى عسكرية موالية لتركيا منتشرة بين الفصائل الليبية تسبب ضغط مالي وعسكري وأمني على حكومة السراج.
ويؤكد ما سبق على ما يلي:
- لم تثبت كتائب المرتزقة السوريون كفاءة قتالية في العمليات الحربية الجارية في ليبيا.
- أغلب المرتزقة السوريون المتواجدون في ليبيا من عديمي الخبرة القتالية.
- اتسعت هوة الخلاف بين المقاتلين الليبيين والسوريين وتتميز العلاقة بين الطرفين بالكراهية والخوف والتوجس.
- الليبيون يعاملون المرتزقة السوريين بشكل سيء، وتقوم فصائل (خاصة قوات الدرع الليبية) بمراقبة تحركات السوريون وإعتقالهم وتصفية من يشك بولائه.
- لا يقوم النظام التركي بمحاسبة قيادات الفصائل السورية على الإنتهاكات التي يقوم بها مقاتلوهم في ليبييا بحق المواطنين الليبيين وممتلكاتهم، بل ويدفعونهم إلى القيام بالمزيد من هذه الأعمال.
- النظام التركي يتقاضى ملايين الدولارات من حكومة السراج بحجة قيامه بتجنيد المرتزقة السوريين وتدريبهم.
إضافة لما سبق فإن للأتراك هدفا آخر، يتمثل بالتخلص من المقاتلين السوريين في الشمال السوري، حيث ان الكثير من المهجرين السوريين (خاصة من مناطق دمشق وحمص ودرعا) يحاولون التواصل مع الروس أو النظام السوري في سبيل العودة إلى مناطقهم التي هجروا منها.
في حين أن ثمة شريحة أخرى من المقاتلين تطالب وبشكل مستمر بضرورة فتح جبهات مع النظام أو الإيرانيين بدلاً من التقاتل مع “قوات سورية الديمقراطية”.
وتشير التقديرات إلى أن المخيمات في الشمال السوري تضم ما لايقل عن مئة وخمسين ألف شخص قادر على حمل السلاح، وأغلب هؤلاء هم من أبناء الجيل الذي ولد في ظل الحرب السورية، في ظروف قاسية، وأغلبهم لم يحصل على فرصة التعليم أو العمل.
وفي هؤلاء يرى الأتراك وشركاؤهم (الإخوان المسلمون وقطر وتنظيم القاعدة) بيئة خصبة لتجهيز جيل متطرف جاهل موجه، جاهز للحرب في كل مكان وأي زمان لصالح المطامع التركية العثمانية.