ليس من الغريب أن تغلق السلطات العراقية مدينة النجف، بسبب تفشي كورونا فيها وارتفاع معدلات الإصابة فيها، ولكن الغريب هنا أن تكون النظام السوري، نجفياً أكثر من النجفيين أنفسهم، من خلال استمرار الرحلات الجوية من وإلى النجف، والتي وصلت درجة خطورة المرض فيها إلى حد ألغت فيه السلطات العراقية الزيارات الدينية، وأغلقت أبوابها بوجه الزائرين.
تواصل الرحلات بين دمشق والمدينة العراقية الموبوءة، كشفتها صور ملتقطة لشاشة الوصول والمغادرة في مطار دمشق الدولي، والتي أظهرت وصول عدة رحلات من المدينة العراقية، إلى مطار دمشق الدولي، في وقتٍ أعلنت فيه العديد من الدول وقف الرحلات الجوية وإغلاق الحدود مع العراق، وكل الدول التي وصل إليها الفيروس.
حد اللامبالاة لدى سلطات النظام السوري، بصحة السوريين ومنع انتشار المرض، لم يتوقف عند حد الرحلات من النجف العراقية، وإنما امتد أيضاً في حالة التكتم الشديد حيال انتشار المرض في البلاد، وهو ما كشفته باكستان قبل أيام من خلال إعلانها عن تسجيل 9 إصابات جديدة في البلاد، الأسبوع الماضي لـ 9 أشخاص وصلوا إلى البلاد حديثاً، بينهم 6 قادمين من سوريا.
إلى جانب ذلك، اتهمت صحف عربية، النظام السوري بتهديد العاملين في المجال الطبي، في حال كشفهم عن وجود مصابين في كورونا في المستشفيات السورية، حيث نقل موقع المدن، الإخباري عن مصدر طبي أخفى هويته، حرصاً على سلامته، تأكيده أن السلطات السورية أجبرت الأطباء والممرضين على التعامل مع كافة من تظهر عليهم أعراض الفيروس على أنهم مصابون بالتهاب رئوي حاد، وتسجيل حالة الوفاة للمصابين بتلك الأعراض على أنهم توفوا بسبب فشل رئوي أو بسبب السل.
أما عن الدليل الأبرز حول وصول كورونا إلى سوريا، فقد تمثل بتصريحات رسمية من مدير مستشفى المجتهد الحكومي في العاصمة دمشق، أكد فيها تسجيل أول حالة إصابة بكورونا شباط الماضي، قبل أن يتراجع عن تصريحاته بعد أن اعتقلته قوات أمن النظام السوري لفترة من الوقت؛ بسبب ذلك التصريح.
تداول وسائل الإعلام لانتشار فيروس كورونا بسوريا، امتد أيضاً إلى نقل شهادات من داخل مستشفى المجتهد، الذي يخضع لرقابة أمنية مشددة من قبل أجهزة مخابرات النظام، حيث نقل موقع عربي بوست، عن أحد الموظفين، أن المستشفى استقبل 20 مصاباً بينهم عسكريون ومدنيون، وأنهم يخضعون للعلاج في أقسام خاصة في العاصمة دمشق ، مشيراً إلى أن المستشفى الحكومي، تم تجهيزه مؤخراً بمختبر خاص لإجراء تحاليل لحالات يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا.
وبتاريخ الثاني من آذار الحالي، أعلنت السلطات اللبنانية أنها أعادت من الحدود، حافلة سورية إثر الاشتباه بإصابة راكبة بفيروس “كورونا المستجد”، وفقاً لما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء، التي أكدت أن فريقاً طبياً اشتبه بإصابة فتاة آتية من سوريا، على متن حافلة تنقل 30 راكباً.
كما أعلنت بلدية القاع، الحدودية اللبنانية، أنها أجرت حملة تنظيف وتعقيم كاملة للمعبر، مؤكدةً أنها ستنفذ حملة مماثلة في الأماكن العامة ومخيمات النازحين، كما ستنصب حواجز على مداخل البلدة لتعقيم السيارات الداخلة إليها.
وكان من اللافت وفقاً لمحللين ومتابعين، أن يعلن النظام السوري عن خلو البلاد من أي إصابات على الرغم من وصول الفيروس إلى كافة دول الجوار، وانتشاره كالنار في الهشيم في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في حليفته إيران، التي لا تزال حتى اليوم ترسل مقاتلين وخبراء وعسكريين إلى سوريا، بالإضافة إلى العراق التي ينتمي إليه آلاف مقاتلي الميليشيات الداعمة للنظام على الأراض السورية.