أصدرت السلطات النمساوية كتابا يضم تقريرا حديثا عن جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا، ويرصد هياكلها وتحركاتها، ويطالب بوقف تمويلها.
الكتاب الذي تلقت “العين الإخبارية” نسخة مطبوعة منه على هامش منتدى فيينا، أمس، يضم تقريرا أعده الخبيران لورينذو فيدينو وسيرجيو التونا، ويأتي في ٢٧٩ صفحة من القطع المتوسط.
وصدر الكتاب عن مركز توثيق الإسلام السياسي الذي أسسته الحكومة النمساوية في صيف ٢٠٢٠، لرصد وتحليل وتوثيق تحركات الإخوان وغيرها من تنظيمات الإسلام السياسي وبحث سبل مكافحتها.
ويضم الكتاب ٤ فصول، ويتناول هياكل وتحركات الإخوان في ١٢ دولة أوروبية، أهمها النمسا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك. كما يتناول آليات تمويل الجماعة الإرهابية.
وذكر الكتاب “في حين أن هناك اختلافات من بلد إلى آخر، فإن الجنين الأصلي لوجود الإخوان في أوروبا، رأى النور بين الستينيات والثمانينيات من قبل طلاب الشرق الأوسط في الجامعات الأوروبية وعدد قليل من كبار أعضاء جماعة الإخوان”.
وتابع: “ما بدأ كوجود غير متوقع ومؤقت في أوروبا، أصبح مع مرور الوقت مستقرًا وتوسع بشكل كبير.. اليوم، كل دولة أوروبية رئيسية هي موطن لشبكة صغيرة من الأفراد والمنظمات بدرجات متفاوتة من الاتصال بجماعة الإخوان”.
الكتاب ذكر أيضا أن عدد الأعضاء الفاعلين بالإخوان في كل بيئة تابعة للجماعة في أوروبا، صغير نسبيًا (أكثر بقليل من ألف في البلدان الكبيرة مثل فرنسا، وأقل من مائة في البلدان الأصغر)، لكن لدى كل منهم القدرة على التأثير وتعبئة عدد أكبر بكثير من الحلفاء والمهاحرين.
وتابع: “علاوة على ذلك، أوجدت الأوساط الإخوانية العديد من المنظمات العامة التي بينما يسيطر عليها نفس العدد الصغير من النشطاء، تهدف إلى إبراز صورة من الدعم والتمثيل الواسعين”.
منظمة مظلية
ومنذ أواخر الثمانينيات، سعى قادة الشبكة الأوروبية للإخوان إلى إنشاء هيكل رسمي لعموم أوروبا، وفي عام 1989، أنشأوا اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)، ومقره بروكسل، الذي تحول لمنظمة مظلية، وفق الكتاب الذي قال بوضوح “كل عضو في هذا الاتحاد هو جزء من شبكة الإخوان بأوروبا”.
بمرور الوقت، أنشأ الاتحاد الذي غير اسمه في عام 2020 إلى مجلس المسلمين الأوروبيين، العديد من الكيانات المتخصصة لخدمة أهداف محددة، مثل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، والمركز الأوروبي للفتوى.
وقال الكتاب أيضا إن “منظمة مهمة قريبة من بيئة الإخوان الأوروبية هي منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية”، مضيفا “تنفي الإغاثة الإسلامية بشدة أي صلة بجماعة الإخوان، لكن علاقاتها التنظيمية والشخصية بشبكة الجماعة الأوروبية واسعة النطاق”.
وأضاف: “تقوم المنظمات التي تنتمي إلى أوساط الإخوان في البلدان المختلفة بجمع التبرعات بانتظام والترويج للإغاثة الإسلامية، والأفراد الذين ينتمون إلى بيئة الإخوان غالبًا ما يديرون الفروع المحلية لمنظمة الإغاثة”.
ووفق الكتاب، تشكل الكيانات المختلفة بعموم أوروبا والمنظمات العديدة التي أنشأتها كل بيئة إخوانية بالقارة، مجموعة واحدة “شبكة” متماسكة إلى حد ما، بينما تعمل كل بيئة من الأوساط الإخوانية في دولة معينة، فإن علاقاتها الشخصية والتنظيمية والمالية مع بيئات الإخوان في الدول الأخرى، واسعة النطاق.
وأضاف الكتاب “لا يمكن المبالغة في الطبيعة الدائرية للشبكة، حيث تدار من قبل مجموعة صغيرة نسبيًا (بضع مئات من الأفراد في المجموع) من الرجال (وعدد صغير ولكن متزايد من النساء، ومعظمهن زوجات أو بنات كبار القادة) الذين يعرفون بعضهم البعض، ما يشكل شبكة متماسكة تملك تأثير غير متناسب على الإسلام المنظم في أوروبا.
تمويل متشعب
وحدد الكتاب ٤ روافد لتمويل الإخوان في أوروبا، أهمها تبرعات عناصر الجماعة، والهبات الخارجية من دول مثل قطر وتركيا، وأرباح شبكة شركات تديرها الجماعة في القارة العجوز، وأخيرا مساعدات من حكومات أوروبية في إطار برامج لدعم الاندماج والتواصل مع الجاليات الإسلامية.
وخلص الكتاب إلى عدد من التوصيات أولها وقف تمويل الدول الأوروبية للجماعة في إطار البرامج المختلفة وأي تعاون حكومي مع الإخوان، فضلا عن ضرورة جمع المعرفة الكاملة عن أنشطة الجماعة وتحركاتها وهياكلها من أجل مواجهة الجماعة بشكل أفضل وأكثر نجاعة.
وأسفر منتدى فيينا، الخميس، عن تحالف من ٤ دول أوروبية يهدف لمكافحة الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية.
وجرت فعاليات منتدى فيينا لمكافحة الإسلام السياسي، في العاصمة النمساوية، اليوم الخميس، بحضور لفيف من المسؤولين والخبراء الأوروبيين، وبمشاركة “العين الإخبارية”.
وهدف المنتدى إلى التبادل الدولي على المستوى السياسي والمهني حول الأيديولوجيات والشبكات والفاعلين وأنشطة الإسلام السياسي في أوروبا، بالإضافة إلى كيفية مكافحتها.