في أول تطور من نوعه باليمن عقب الإعلان عن أول إصابة بفيروس كورونا- كوفيد 19، أعلنت السلطة المحلية في العاصمة اليمنية المؤقتة- عدن، إغلاق جميع المنافذ البرية المؤدية إليها، كإجراء احترازي لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19).
جاء ذلك بحسب تعميم أصدره محافظ المحافظة، أحمد سالمين، بالتنسيق مع اللجنة العليا للطوارئ في البلاد وقيادة التحالف العربي بعدن، في حين ناشدت منظمة أطباء بلا حدود كافة الأطراف اليمنية بالعمل على مكافحة انتشار وباء كورونا المستجد، كوفيد 19، وذلك بعد الإعلان عن تسجيل أول إصابة داخل البلاد في محافظة حضرموت اليمنية، داعيةً في الوقت ذاته، إلى السماح بدخول الإمدادات الطبیة والعاملین في المجال الإنساني، خاصةً في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية في البلاد بسبب الحرب.
وأضافت المنظمة الدولية في بيانٍ صادرٍ عنها: “خمس سنوات من الحرب ترادف انھیار النظام الصحي، مما یجعل الاستجابة الفعالة للمرض شبه مستحیلة بالموارد الموجودة في البلاد”، في إشارةٍ إلى صعوبة الأوضاع، التي قد يعيشها اليمنيون في حال تفشي الوباء، وهو ما جاء في وقتٍ، طالبت فيه مدیرة مشاریع المنظمة في الیمن “كارولین سیغین” بالسماح لكافة الموظفين الرئیسیین المتخصصین في مجال الطب، وغیرھم من الموظفین الداعمین للأنشطة، والعاملین في المنظمات الأجنبیة؛ الدخول إلى البلاد والمساهمة في دعمها للحد من انتشار الفيروس.
إلى جانب ذلك، شددت “سيغين” على ضرورة أن يستورد اليمن مزیدا من معدات الوقایة الشخصیة والأدوات، التي تسمح بإجراء الاختبارات اللازمة، وذلك لتزوید نظام الصحة الوطني والمنظمات الإنسانیة بالإمدادات التي یحتاجون إلیھا، محذرةً من عدم وجود أي مراكز مجهزة بشكل تام في البلاد لاستقبال حالات الإصابة، موضحةً أن المنظمة أنه في حال لم یتم فورا اعتماد تدابیر إضافیة وزیادة حجم الدعم فإن انتشار كورونا قد يتسبب بوضع حرج في البلاد.
وتحظى العاصمة المؤقتة- عدن، بثقل اقتصادي وسياسي وتجاري كبير، كما أنها ترتبط بحدود مع محافظتي أبين ولحج من الجهتين الشرقية والشمالية، كما تستقبل يوميًا مئات الآلاف من المسافرين من جميع المحافظات اليمنية، بما فيها المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، علاوة عن وجود المطار في محافظة عدن والميناء الذي يستقبل معظم السفن التجارية والمستشفيات المتعددة ومصارف البنوك والأسواق والمولات الكبيرة المنتشرة في معظم مدنها ، فضلًا عن كونها مركزًا سياسيا واقتصاديا للدولة، ساهم في ازدياد عملية الدخول والخروج “منها وإليها”. وفق وكالات انباء.
وكانت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة انتشار كورونا في اليمن، قد أعلنت أمس – الجمعة، أول حالة إصابة بالفيروس في البلاد، حيث أشارت في تغريدة نشرتها على توتير إلى أن الإصابة تم تسجيلها في مدينة حضرموت، لافتةً إلى أن المصاب حالياً بحالة مستقرة ويتلقى الرعاية الصحية من قبل الجهات المختصة.
كما أكدت اللجنة أن الفرق الطبية والأجهزة المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة خلال التعامل مع الحالة المسجلة، مضيفةً: “سيتم إعلان التفاصيل في مؤتمر صحفي للمتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للطوارئ”، وهو ما جاء بعد أسامٍ قليلة جداً من تأكيد منظمة الصحة العالمية خلو اليمن من الفيروس الذي خلف أكثر من 90 ألف وفاة حول العالم وأكثر من مليون مصاب حتى الآن.
وتتزامن دعوات المنظمات الدولية مع إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والحكومة اليمنية وقف إطلاق نار في البلاد لفتح المجال أمام تركيز الجهود على مكافحة انتشار الوباء، ومنعه من التفشي في اليمن.
في حين سارعت المملكة العربية السعودية إلى تخصيص 25 مليون دولار لمساعدة الحكومة اليمنية في مواجهة كورونا، يضاف إلى 500 مليون دولار أسهمت بها لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2020.