ذكرت مصادر سياسية مطلعة بوجود ترتيبات إخوانية في محافظة “تعز” في اليمن، تحض عليها وتدعمها قطر بهدف تحويل المحافظة إلى نقطة لاستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الفترة المقبلة.
المصادر ذاتها توقعت أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا كبيرًا من قبل تيار الإخوان الموالي لقطر في تعز ولعب دور مقبل في محاولة حصار عدن شمالًا بواسطة المعسكرات التي تم استحداثها في ريف تعز الجنوبي، والتي يعتقد أنها ستشارك في اجتياح عدن بالتزامن مع أيّ مواجهات عسكرية محتملة في منطقة “شقرة” شرق عدن، حيث تواصل قوات الإخوان الحشد تحت ستار الجيش اليمني وتعمل على استجلاب التعزيزات القادمة من شبوة ومأرب وحضرموت.
وذكرت صحيفة “العرب” أن مصادر سياسية مطلعة رأت في إصرار قيادات إخوانية نافذة في الشرعية على عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض؛ مؤشر على تحضير الجماعة لبدائل جديدة لفرض سياسة أمر واقع في الجنوب من خلال القوة العسكرية، في الوقت الذي يتم فيه تسليم المحافظات الشمالية المحررة للحوثي، الأمر الذي يراه مراقبون تأكيدًا على وجود تفاهمات إخوانية حوثية غير معلنة لتسليم شمال اليمن للحوثي مقابل تمكين الإخوان من الجنوب.
كما أن التصريحات التي أطلقها عدد من السياسيين في تعز المحسوبين على قطر، محاولة لتسوية الأرضية لهذا المخطط التي يأتي في توقيت مهمّ بعد سيطرة الحوثيين على نهم والجوف وتصعيدهم باتجاه محافظة مأرب.
هذا وتسبب بيان محافظ تعز السابق، علي المعمري، الذي أصدره في اسطنبول التركية، بإثارة جدل كبير جاء في سياق مخطط متكامل لاستهداف المقاومة المشتركة في الساحل الغربي تحت دواعي مناطقية وأيديولوجية، وفقًا لتلك المصادر حيث تواصل قيادة الإخوان المسلمين في تعز تحشيد عناصر الجماعة عسكريًا وعقائديًا باتجاه قوات المقاومة المشتركة باعتبارها العدوّ الأول.
وقد أطلق “المعمري” ما أسماه بتحذيرات من تغيير ديموغرافي في بعض مناطق تعز وخصوصا مدينة “المخا” من خلال “توطين” المقاتلين في المقاومة المشتركة وعائلاتهم في تلك المناطق بعد تهجيرهم من قبل الحوثيين، ما تسبب بحالة من الاستهجان الشعبي، نظرًا لأبعاد هذه الدعوات التي تنطوي على دعوة إلى عنف مناطقي يخدم الميليشيات الحوثية.
بدوره، اعتبر الصحافي والباحث السياسي اليمني، سياف الغرباني، أن تصريحات المعمري، بشأن وجود أفراد قوات المقاومة الوطنية، في مدينة المخا الساحلية وبعض المناطق في ريف تعز، لا يمكن قراءتها خارج سياق تحرّكات المحور القطري التركي، المدفوعة برغبة السيطرة على الساحل الغربي لليمن.
وأشار الغرباني في حواره مع “العرب” إلى أن قطر عمدت منذ وقت مبكر إلى تمويل تشكيل ميليشيات إخوانية موالية في تعز، وإنشاء معسكرات تجييش خارج إطار حكومة الشرعية اليمنية والسلطة المحلية في تعز، بهدف إيجاد موطئ قدم في الساحل الغربي اليمني ومضيق باب المندب.
وكانت مصادر لصحيفة “العرب” ذكرت في وقت سابق عن ظهور ملامح التقارب الحوثي الإخواني في محافظة تعز التي يسيطر عليها تيار الإخوان من خلال توقف المواجهات بين الجانبين والتناغم السياسي والعسكري والإعلامي تجاه العديد من الملفات مثل الموقف من المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، والاشتراك في قاعدة العداء لدول التحالف العربي والعداء لها.
كما وكشفت في وقت سابق عن مساع قطرية – إخوانية لتحويل تعز إلى مركز متقدم في استهداف القوى والمكونات اليمنية المناهضة للحوثيين غير المحسوبة على الإخوان، وهي المساعي التي خرجت للعلن عبر حملة التحريض التي يقودها القيادي الإخواني المقيم في مسقط، حمود المخلافي، والتي تهدف لتفكيك جبهات صعدة وإنشاء معسكرات جديدة ممولة من قطر كرأس حربة في مشروع الدوحة الجديد في اليمن.
وكانت مصادر سياسية يمنية قد حذرت في تقارير سابقة من انهيار العلاقة بين التحالف العربي و”الشرعية” اليمنية نتيجة لتجاهل الأخيرة لتحذيرات التحالف من مغبّة السير قدما باتجاه تفجير الوضع العسكري في المحافظات الجنوبية في الوقت الذي تهدد فيه الميليشيات الحوثية محافظة مأرب بعد سيطرتها على كل من نهم والجوف.
ليطلق بعدها وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي “أنور قرقاش” دعوات فورية لتنفيذ اتفاق الرياض وتحذيرات من أحصنة طروادة التي تراهن ضد السعودية معتبرًا ذلك رهانًا فاشلًا.