تداولت صفحات موالية للنظام االسوري، الثلاثاء، صوراً تظهر رأس النظام بشار الأسد مع مجموعة من جنوده في بلدة “الهبيط” جنوب محافظة ادلب، لافتة إلى أن الهدف من الزيارة هي تفقد الخطوط الأمامية في المنطقة.
ونشرت صفحة رئاسة الجمهورية على “الفيسبوك”، صورة لرئيس النظام بشار الأسد، برفقة عدد من الضباط وعناصر الجيش، في بلدة “الهبيط”، التي دمرتها قوات النظام السوري وشردت أهلها بالكامل في شهر أغسطس الماضي، والتي كانت تتبع لمناطق خفض التصعيد برعاية روسية- أمريكية.
وندد ناشطو ادلب والشمال السوري، بهذه الزيارة التي قالوا أنها جاءت بعد أن دمر البلدة وقتل المئات من أهلها فضلاً عن تشريدهم بشكل كامل، بعد حملة مكثفة بالقصف من الطيران الحربي والمروحي، بمشاركة الطيران الروسي، ومساعدة ميليشيات طائفية من جنسيات مختلفة.
وهاجم رأس النظام السوري تركيا متجاهلاً النقاط التركية التي لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات عن بلدة الهبيط التي يزورها الآن قائلاً: “أردوغان لص، سرق المعامل والقمح والنفط، وهو اليوم يسرق الأرض، كل المناطق في سورية تحمل نفس الأهمية، ولكن ما يحكم الأولويات هو الوضع العسكري على الأرض”.
لافتاً إلى أن ادلب كانت بالنسبة لهم مخفرا متقدما، والمخفر المتقدم يكون في الخط الأمامي عادة، لكن في هذه الحالة المعركة في الشرق والمخفر المتقدم في الغرب لتشتيت قوات الجيش، حسب وصفه.
وتجاهل بشار الأسد حملات التعفيش والسرقة، التي قام بها جنوده بعد المحرقة التي نفذتها الطائرات الحربية المروحية بحق المنطقة مهاجماً معارضيه بالقول: “ما زلنا نقول بأن معركة ادلب هي الأساس لحسم الفوضى والارهاب في كل مناطق سورية، عندما نتعرض لعدوان أو سرقة يجب أن نقف مع بعضنا وننسق فيما بيننا، ولكن البعض من السوريين لم يفعل ذلك وخاصة بالسنوات الأولى للحرب.”
وكأن بشار يعيش منفصلاً بشكل كامل عن الواقع، ففي الوقت الذي تلتقي فيه قواته وجهاً لوجه بالقوات الأمريكية شرق سورية دون أن تحتك بها “على اعتبار أنها قوات محتلة”، فضلاً عن وجود نقطة تركية في مناطق تسيطر عليها قواته، اتهم معارضيه بالاعتماد على تركيا وأمريكا وغيرها، قائلاً: ” قلنا لهم لا تراهنوا على الخارج بل على الجيش والشعب والوطن، ولكن لا حياة لمن تنادي وحاليا انتقل رهانهم الى الأمريكي.”
وسخر بشار الأسد من القوات الكردية بعد سيطرة تركيا على مناطق شرق سورية بالقول: ” بعد كل العنتريات التي سمعناها على مدى سنوات من البعض، بأنهم سيقاتلون وسيدافعون، إلا أن ما رأيناه مؤخرا هو أن التركي يحتل مناطق كبيرة كان المفروض انها تحت سيطرتهم خلال أيام كما خطط له الأمريكي”.
وأشار إلى أن أول عمل قام به عند بدء ما أسماه بالعدوان في الشمال، هو التواصل مع مختلف القوى السياسية والعسكرية على الأرض، مضيفاً: ” قلنا نحن مستعدون لدعم أي مجموعة تقاوم، وهو ليس قرارا سياسيا بل واجب دستوري ووطني، وإن لم نقم بذلك لا نكون نستحق الوطن”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.