بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أنه يدرس فرض عقوبات على الصين بسبب تكتمها عن وباء كورونا المستجد، وتضليلها الصحة العالمية ومراكز الأبحاث عن ماهية الوباء الذي خرج من الأراضي الصينية نهاية العام الماضي، سارع ساسة أمريكيون للإعراب عن موقفهم من الأمر، وتشير عمليات الرصد إلى توافق غالبية الساسة الأمريكيون لقرار الإدارة الأمريكية.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” فجر اليوم الثلاثاء، في مؤتمر خلية الأزمة الأميركية بشأن مستجدات الجائحة، حيث صرح الرئيس الأميركي “دونالد ترمب”، أنه يدرس فرض غرامات على الصين بسبب فيروس كورونا، مضيفاً “نعمل لعلاج مرضى كوفيد -19 وفتح اقتصادنا تدريجيا”، مؤكداً أن العالم كله يعاني لأن طرفا ما لم يحسن التصرف منذ البداية.
ليندسي غراهام
دعا السيناتور الجمهوري “ليندسي غراهام” إلى سحب المصانع الأميركية من الصين ونقلها إلى داخل الولايات المتحدة الأميركية، وطالب بصنع المستلزمات الطبية داخل أميركا وليس في الصين، كما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إرسال فاتورة أعباء فيروس كورونا إلى الصين لدفع تعويضات عن تفشي هذا الوباء، وفقا لما أوردته “يو إس نيوز” US news الأميركية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت اليوم بؤرة تفشي الوباء، قالت بأنها استوردت من الصين أجهزة طبية لمكافحة كوفيد -19، لكنها كانت فاسدة، ويعاني القطاع الصحي الأمريكية من اضطراب كبير نتيجة الضغط المتزايد عليه بسبب جائحة كوفيد -19.
أثناء تواجده على مدرج مطار غرينفيل-سبارتنبرغ قال السيناتور “غراهام”، بعد مشاهدة تفريغ الأقنعة من طائرة بوينغ: “نريد صنع الأقنعة في الولايات المتحدة.. لا نريد أن نعتمد على الصين أو أي شخص في أي مكان لتلبية احتياجاتنا من الرعاية الصحية الأساسية”.
وطوال فترة تفشي المرض، دعا غراهام مرارًا وتكرارًا إلى تقليص اعتماد الولايات المتحدة على الصين، حيث غرّد في وقت سابق من هذا الشهر بأنه يريد أن يكون رد الولايات المتحدة على تفشي وباء كوفيد-19 “قويا للغاية على الصين لإجبارها على تغيير سلوكها”، كما أخبر “فوكس نيوز” Fox News أن الولايات المتحدة “يجب أن ترسل إلى الصين فاتورة للوباء”.
وأشار إلى أنه يتوقع عودة ظهور الفيروس في الخريف، وقال غراهام، الأحد، إنه يريد أن تكون الولايات المتحدة “على استعداد أفضل بكثير” من حيث الإمدادات اللازمة بحلول الوقت الذي يحدث فيه الفيروس، مضيفاً: “يجب أن تعود سلسلة الإمدادات الطبية إلى أميركا”.
وأثناء استلام 1.5 مليون قناع جراحي من الصين، اغتنم المسؤولون في ولاية كارولينا الجنوبية، الأحد، الفرصة للتعبير عن تقديرهم للإمدادات اللازمة لوقف تفشي الفيروس التاجي، ولكن أيضًا للدعوة إلى تقليل اعتماد الولايات المتحدة على الدولة الأجنبية.
وردد النائب الأميركي وليام تيمونز تعليقات غراهام، قائلًا عن ضرورة تلقي الأقنعة من الصين: “لن يحدث هذا مرة أخرى”، ووصف حاكم ولاية كارولينا الجنوبية هنري ماكماستر التسليم بأنه “يوم عظيم لولايتنا، وشكر الرئيس دونالد ترمب – الذي يعد حليفاً له منذ فترة طويلة – على “القيادة والتفاهم والشجاعة والابتكار والتشجيع لنا جميعاً للقيام بأفضل ما في وسعنا بشكل صحيح لشعب بلادنا”.
توم كوتون
من جهته شن السيناتور الجمهوري “توم كوتون” هجوماً حاداً على الصين وطالب بحظر ومنع الطلاب الصينين من الدراسات العليا داخل الولايات المتحدة الأميركية، وقال عبر حسابه “تويتر”: “يسلح الحزب الشيوعي الصيني نفسه بالتكنولوجيا المكتسبة من معاملنا وجامعاتنا البحثية. نحن بحاجة إلى إعادة النظر في منح تأشيرات المواطنين الصينيين لدراسة العلوم والتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، وخاصة طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى الدراسات العليا”.
وأضاف السياسي الجمهوري الأمريكي: “إنها حقيقة راسخة أن الحزب الشيوعي الصيني يرسل مواطني الصين الشعبية لجمع أو سرقة الملكية الفكرية المتطورة من الجامعات الأميركية. ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالية حاليًا في أكثر من ألف حالة سرقة أفكار وملكيات بحثية أميركية بواسطة الصين”.
وأوضح “كوتون”: “أرسل جيش الصين الشعبي 500 باحث عسكري إلى مدارس أميركية ويوضح هذا كيف يستغل الجيش الصيني انفتاحنا لبناء ترسانته”.
وفي حديثه بين السيناتور الجمهوري: “لقد اتهمت وزارة العدل مؤخرًا باحثًا صينيًا في جامعة هارفارد كان يحاول الفرار إلى الصين حاملًا معه أبحاث بيولوجية مسروقة وضابط عسكري صيني متخفي في جامعة بوسطن يبحث في مشاريع عسكرية أميركية”.
وأشار قائلا: “لقد قامت الحكومة الأميركية بتقييد التأشيرات من قبل لحماية الملكية الفكرية والأمن القومي. وفي عام 2012، وقع الرئيس أوباما تشريعًا يمنع الطلاب الإيرانيين من دراسة الطاقة أو العلوم النووية هنا. وأقر مستشارو الحملة الانتخابية لجو بايدن اقتراحي التشريعي بمنع الطلاب الصينيين المنتسبين للجيش من الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة. حتى أنهم يوصون بأن الفحص الأوسع قد يظل مطلوبًا”.
وشدد قائلا إنه “يجب أن تفيد القوانين الأميركية التي تنظم الهجرة والتأشيرات الأميركيين أولاً وقبل كل شيء، إن العلماء والطلاب والأساتذة الصينيين الذين يسرقون الملكية الفكرية لصالح الحزب الشيوعي الصيني لا يفيد الشعب الأميركي”.
تحذير من حرب شاملة
اتهم المستشار التجاري في الإدارة الأميركية بيتر نافارو، الصين بشن حرب على الولايات المتحدة عبر تفريخ الفيروس وإخفاء تفشيه، واصفا ما يحدث من موت ودمار اقتصادي بأنها حرب صينية شاملة.
وأغلقت الولايات المتحدة الأمريكية حدودها، وفرضت حجراً منزلياً على غالبية الولايات الأمريكية، ما تسبب بعرقلة حركة عجلة الاقتصاد الأمريكي، فوصل سعر برميل النفط الأمريكي الخام لسعر قياسي لم يشهد التاريخ مثيل له، حيث بات برميل النفط الخام الأمريكي يباع بسنتيمات معدودة، وعامت ناقلات النفط في عرض البحر متخمة بحمولتها.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” أكد “نافارو” على التهديد الذي تمثله الصين للولايات المتحدة، مضيفا أن الموت والدمار الاقتصادي الذي سببته القوة العظمى الشيوعية الآسيوية جعل العلاقات الأميركية الصينية مثل “الحرب”.
وتابع المسؤول الأمريكي أن “المشكلة الأكثر دقة، وهي مشكلة خطيرة تدخل في حساب التفاضل والتكامل، وهي حقيقة أن الاضطرابات الاقتصادية تقتل كذلك”. وقال: “عندما قضت الصين على الكثير من مصانعها في الغرب الأوسط، شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الانتحار، والوفاة بسبب المواد الأفيونية، والوفاة بسبب إدمان الكحول، والوفاة بسبب زيادة الأمراض المصاحبة مثل مرض السكري. كما رأينا ضربة حادة من الصين إلى هيكل الأسرة. رأينا المزيد من حالات الطلاق. رأينا المزيد من الأطفال الذين يعيشون في الفقر”.
وأوضح المستشار التجاري: “ربما يكون أصعب قرار على أي رئيس اتخاذه هو استعادة الاقتصاد. لكن الناس أنفسهم يفهمون الآن هذا التوتر بين الموت والدمار الذي يمكن أن يسببه فيروس الصين بشكل مباشر، والموت والدمار الذي يمكن أن يسببه الفيروس الصيني بشكل غير مباشر عن طريق إغلاق اقتصادنا”.
وتحدث “نافارو” عن استطلاع أظهر أن البلاد قد زادت من عدم الثقة في الصين. وأضاف: “إحدى أهم الوثائق التي تم إصدارها هذا العام هو استطلاع بيو للأبحاث الأخير حيث يظهر استطلاعها المذهل أن أكثر من 90 بالمئة من الأميركيين يعتقدون الآن أن الصين تشكل تهديدًا، كما ان أكثر من 70% من الأميركيين عبر الخطوط الحزبية لديهم وجهة نظر غير ودية للصين، إنهم قلقون بشأن الوظائف، والعجز التجاري، والبيئة، وحقوق الإنسان، والجيش”.