بعد أن تعرضت المفاوضات بين حركة طالبان أفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية لانتكاسة كبيرة نهاية العام الماضي، وأعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الخريف الماضي تعليقها، وذلك قبيل ساعات من انعقاد مؤتمر سري بين قادة الحركة وبين مفاوضين أمريكيين في منتجع كامب ديفيد على خلفية استمرار الحركة بالعمليات التفجيرية والتي راح ضحيتها حينها ضابط أمريكي، قالت حركة طالبان والتي باتت تسيطر على مساحات واسعة من أفغانستان، إن الاتفاق بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية على وشك الاكتمال.
فقد أعلنت اليوم الثلاثاء، حركة “طالبان” الأفغانية استكمال مفاوضات السلام مع واشنطن، وأنه من المنتظر توقيع اتفاق للسلام نهاية الشهر الجاري، بينما أكدت كابل بدء سريان فترة “وقف العنف” في غضون 5 أيام، وفق ما أعلنته معرفاتها الرسمية على شبكة الإنترنت.
ونقلت الصحافة الأفغانية اليوم الثلاثاء عن عضو وفد حركة طالبان التفاوضي مع الولايات المتحدة الأمريكية “مولوي عبد السلام حنفي”: ” إن الاتفاق سيوقع في الدوحة نهاية هذا الشهر، بحضور ممثلي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لأفغانستان”، لافتاً إلى أنه سيتم الحد من العنف خلال الأيام المقبلة لتهيئة الأجواء من أجل التوقيع على الاتفاق، وترعى العاصمة القطرية الدوحة التفاوضات بين الحركة وأمريكا منذ عام تقريباً، حيث جرى فيها على الأقل 9 اجتماعات مغلقة وسرية بين الطرفين.
وكشف حنفي أنه بعد إبرام الاتفاق ستقوم الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية بإخلاء سبيل 5 آلاف من أعضاء الحركة، فيما ستفرج “طالبان” عن ألف معتقل لديها.
وأوضح أن المفاوضات بين الأطراف في أفغانستان ستبدأ عقب استكمال عملية إطلاق سراح السجناء، دون أن يذكر أي تفاصيل حول الجدول الزمني المتفق عليه لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
كما أعلن اليوم الثلاثاء أيضاً القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني “مسعود أندرابي” في كابل أن الاتفاق الذي توصلت إليه حركة “طالبان” والقوات الأمريكية بشأن وقف العنف، سيبدأ العمل به خلال خمسة أيام.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وأفغان يوم الأربعاء الماضي، موافقة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على اتفاق سلام “مشروط” مع طالبان.
وحسب المسؤولين، فإنه لن يتم التوقيع رسمياً على اتفاق السلام بين الطرفين “إلا إذا قدمت “طالبان” دليلا ًعلى التزامها به خلال فترة مدتها 7 أيام، سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق من شباط الجاري”.
ولكن في وقت لاحق أكدت شبكة “فوكس بيزنس” أن التقرير الذي أفاد بموافقة ترامب المشروطة على اتفاق سلام “مشروط” مع “طالبان”، غير صحيح.