هيئة التحرير
تحرك ألماني جديد ضد جماعة الإخوان المسلمين، مع صدور تقرير للمخابرات الداخلية الألمانية في ولاية بادن فورتمبيرغ، يصف الجماعة بالخطر الذي يهدد الولاية وأمنها، مشيراً إلىوجود نحو 190 شخصا في الولاية منتمي إلى الجماعة.
كما يضم التقرير أيضاً كل من حزب الله والنظام الإيراني، ضمن القوى، التي تشكل خطراً على الأمن القومي الألماني، لافتاً إلى وجود العديد من اللاجئين، الذين وصلوا إلى البلاد خلال عام 2015 ويدورون في الفلك الإيراني وأفكار النظام هناك.
يأتي التقرير الألماني بعد أسابيع قليلة من إدراج ألمانيا ميليشيات حزب الله اللبنانية على قائمة الإرهاب، وحظر أنشطته في البلاد.
حظر كامل وصلات تركية
بالتزامن مع صدور التقرير، تصاعدت الدعوات داخل البلاد إلى إجراءات أكثر تصعيداً ضد الجماعة، حيث يدعو رئيس هيئة حماية الدستور في ولاية تورنغن، “شتيفان كرامر”، الحكومة الفيدرالية لحظر التنظيم إسوةً بالقرار الخاص بحزب الله، معتبراً أن أعضاء الجماعة في ألمانيا يسلكون طرقا متعارضة ومتناقضة مع الدستور والقانون الألماني.
وتنشط الجماعة بشكل خاص، داخل ألمانيا، في ولاية شمال الراين-فيستفاليا، التي تعتبر أكثر الولايات الألمانية تجمعاً للأجانب، وانتشاراً للمراكز الإسلامية التابعة للحكومة التركية، التي يتزعمها حزب العدالة والتنمية، المقرب من جماعة الإخوان المسلمين.
في السياق ذاته، يكشف مصدر خاص لمرصد مينا، أن الجماعة استغلت خلال السنوات الماضية ارتفاع نسبة المتدينيين في ألمانيا لضمهم إلى صفوفها من خلال أنشطة ما يعرف باسم “التجمع الإسلامي، الذي يترأسه القيادي في تنظيم الإخوان المصري، “إبراهيم الزيات”، مشيراً إلى وجود أكثر من 900 مركز إسلامي في ألمانيا تديرها شخصيات وأئمة مقربة من الجماعة.
ويعود ظهور جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا لأول مرة في عام 1960 على يد سعيد رمضان، في مدينة ميونخ جنوب البلاد.
إلى جانب ذلك، يوضح المصدر الخاص، أن عدد من الولايات تتجه بشكل فعلي للتعامل مع خطر الجماعة على الأمن القومي، خاصة في ظل توتر العلاقات بين ألمانيا وتركيا، وإمكانية استخدام تركيا لنفوذ الجماعة داخل البلاد، كورقة ضغط ضد الحكومة الألمانية، موضحاً أن “هناك قلق ألماني من تصاعد نفوذ الجماعة وارتباطاتها بتركيا وحكومتها الحالية”.
توجه أوروبي وخطابات تحريضية
التوجهات ضد جماعة الإخوان المسلمين، لا تقتصر فقط بألمانيا، بقدر ما هي متعلقة بتوجه أوروبي عام، حيث يرى الخبير الأمني الأردني، “عمر الرداد”، أن تلك الإجراءات تأتي على خلفية وجود علاقة بين خطاب للإخوان المسلمين ودوافع بعض الجماعات المتطرفة، خاصّةً أنّ الإخوان يسيطرون على أغلبية المساجد والمراكز والهيئات الإسلامية، في بريطانيا.
كما يذهب “الرداد” إلى أن تصاعد استشعار الخطر الأوروبي تجاه الجماعة، مع القلق مما تراه أوروبا في خطاب الجماعة، من رفض الطرف الآخر ومحاولة أسلمة المجتمع، والتمكين، ورفض اندماج المسلمين في المجتمعات التي يقيمون فيها، لافتاً إلى أن ذلك القلق تزايد مع هجرة الكثير من الشباب من أوروبا إلى سوريا والعراق خلال السنوات الماضية، للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، والذين يصل عددهم ما بين 5 آلاف إلى 8 آلاف أوروبي.
وسبق للسلطات السويسرية أن عثرت خلال الأعوام الماضية في منزل المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، “يوسف ندا” ، على كتاب بعنوان “فتح الغرب، المشروع السري للإسلاميين”.
في السياق ذاته، يشير المصدر الخاص بمرصد مينا، إلى أن الدول الأوروبية مع ازدياد الأنشطة الإرهابية في أوروبا، والتي ارتكبها أناس مولودين في تلك الدول، دفعت السلطات أكثر إلى فرض المزيد من الرقابة على المنظمات الدينية بشكل عام، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر المسيطر الأكبر على الحركات والمراكز الإسلامية في القارة الأوروبية.