تشهد الهند في الأيام الأربعة الفائتة موجة عنف شديدة هي الأكبر في القرن الحالي، حيث شن الهندوس هجوماً على المرافق الإسلامية التي يمتلكها مسلمون هنود وسط العاصمة “نيودلهي”، وذلك إثر أعمال شغب قام بها المسلمون المعترضون على قانون الجنسية الذي أقره الرئيس الهندي.
وكان البرلمان الهندي اعتمد في وقت سابق من كانون الأول الماضي، قانوناً جديداً يقضي بمنح الجنسية لأبناء الأقليات التي تعاني الاضطهاد الديني في 3 دول مجاورة هي: غلادش وباكستان وأفغانستان، لكن اشترط القانون الهندي الجديد أن يكونوا قد دخلوا الهند قبل 31 كانون الأول 2014، وألاّ يكونوا من المسلمين.
وارتفع عدد قتلى المواجهات إلى 42 قتيلاً في أعنف موجة عنف تضرب العاصمة الهندية، نيودلهي منذ أيام، ومعظم القتلى من المسلمين البالغ تعدداهم في الهند نحو 200 مليون نسمة، إذ يشن الهندوس بدعم حكومي هجمات ضد المرافق الدينية الإسلامية.
واندلعت أعمال عنف بين مسلمين وهندوس في شمال شرقي نيودلهي في الرابع والعشرين من شباط الجاري، وبعد خمسة أيام من اشتعال الشرارة الأولى، لم يتضح بعد من يقف وراء تفجر أعمال الشغب- التي تمثل أسوأ موجة عنف طائفي تشهدها نيودلهي منذ عقود- وحصيلة الوفيات آخذة في الزيادة في مستشفيات المدنية، كما وصل عدد الموقوفين على خلفية المواجهات إلى أكثر من 600 شخص.
وكانت تظاهرات غاضبة خرجت اليوم الجمعة في العاصمة الهندية “نيودلهي” ومناطق أخرى بالبلاد، احتجاجا ضد قانون جديد يمنح الجنسية للذين يصلون البلاد هربا من الاضطهاد في دول الجوار، باستثناء المسلمين، وتحولت بعض تلك التظاهرات إلى حالة صدام بين المتظاهرين وعناصر الشرطة والأمن، وخاصة عند منطقة بوابة نيودلهي.
أكدت زعيمة حزب المؤتمر الهندي المعارض “سونيا غاندي”، حق الحزب في الدفاع عن الدستور الهندي والتضامن مع المتظاهرين وحقهم في التعبير عن آرائهم، كما اتهمت “غاندي” الحكومة باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين.
ودعا وزراء في حكومة ولاية البنغال الغربية المحلية بالهند الرئيس الهندي “مودي” إلى إجراء استفتاء بشأن القانون تحت إشراف الأمم المتحدة، ومنذ عشرة أيام والشارع الهندي يغلي، فالمواجهات لم تتوقف منذ اعتماد البرلمان قانون الجنسية الجديد.
وترى مجموعات إسلامية ومعارضة ومنظمات حقوقية أن القانون جزء من برنامج رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، القومي الهندوسي، لتهميش المسلمين في الهند، البالغ عددهم نحو 200 مليون نسمة.
ودين الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في الهند، ويعتنقه حوالي 14.2% من السكان أو حوالي 200 مليون نسمة، وجاء الإسلام أولا إلى الساحل الغربي من الهند مع قدوم التجار العرب في وقت مبكر من القرن 7 م إلى ساحل مالابار، وكونكان-ولاية غوجارات، ويعتقد أن مسجد شيرامان جمعة في ولاية كيرالا هو أول مسجد في الهند، والذي بني في 629 م من قبل مالك بن دينار، بعد رحلة استكشافية من قبل حاكم البحرين إلى بهروش.
وفي القرن 7 الميلادي، بدأت مجتمعات من المهاجرين التجار العرب والفرس من جنوب الجزيرة العربية والخليج العربي في الاستقرار في ولاية غوجارات.