“العالم بعد كورونا ليس كما قبله”هكذا عبر مسؤولون في الإدارة الأمريكية عن رؤيتهم للعالم الجديد، وذلك بعد أن اطلعت الإدارة الأمريكية على توصيات من مراكز أبحاث كبيرة للتعامل مع العالم الجديد، وكذا الوضع في الاتحاد الأوروبي الذي لم يعرف كيف يسيطر على الوضع الراهن لا من الناحية الاقتصادية، ولا الطبية، وربما الاجتماعية الجديدة الناتجة عنه.
قالت إيطاليا إنها تريد أن ترى من حلفها القوي أفعالاً لا أقوال، وأن الكلام اللبق لا يساعدها على الخروج من الأزمة، وذلك بعد أن حطت طائرات صينية وروسية في المطارات الإيطالية بدلاً من الأوروبية، وذلك لتقديم المساعدة للطليان في مواجهة كورونا الذي بات يهدد الأمن الاجتماعي في بلد جلّه من المسنين.
كما برزت أزمة جديدة بين بلدان ذاك الاتحاد، الذي ينافس على حكم العالم، ويتحكم بالكثير من مفاصله اليوم، حيث سرقت التشيك التي لا تعاني من الجائحة لحد الآن، كمامات كانت في طريقها إلى إيطاليا، كما سرقت إيطاليا شحنة معقمات كانت متجهة إلى الضفة الأخرى من المتوسط، إلى تونس.
اعتبرت وزيرة الشؤون الأوروبية إميلي دو مونشالان أن كيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع تفشي فيروس كورونا ستحدد مصداقيته وجدواه وذلك بعدما أخفق التكتل الأوروبي الأسبوع الماضي في الاتفاق على إجراءات لتخفيف تداعيات الوباء على الاقتصاد.
وقالت الوزيرة الفرنسية في مقابلة إذاعية مساء الأحد “إذا كانت أوروبا مجرد سوق موحدة في أوقات الرخاء، فلا مبرر لها”، كما أضافت أن الأحزاب الشعبوية في أوروبا ستكون هي الفائز الأكبر إذا أخفق قادة الاتحاد الأوروبي في العمل معا أثناء أزمة كبرى كهذه.
يأتي هذا بعد أن أعلنت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنّ المفوّضية تعتزم اقتراح حزمة تحفيز اقتصاديّة جديدة لمساعدة التكتّل على التعافي من الأضرار الاقتصاديّة التي ستنتج عن الفيروس.
وكان قادة الاتّحاد الأوروبي فشلوا سابقاً في التوصّل إلى اتّفاق حول ميزانيّة الأعوام السبعة المقبلة من 2021 إلى 2027، ولم يتمكّنوا من الاتّفاق على ميزانية كل قطاع من القطاعات.
وتواصلت المحادثات للتوصّل إلى حلّ، تزامناً مع انتشار كورونا بشكل أكبر في جميع أنحاء أوروبا لتُشكّل الوفيات في دول الاتّحاد ثلثي الحصيلة الإجماليّة في العالم، لعل هذا ما دفع قادة سياسيّين أوروبيين كثر إلى تغيير نظرتهم، إذ تُواجه دول الاتّحاد بأكملها احتمال الانزلاق نحو الركود بحلول نهاية العام.
وقبل يومين حث رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي الاتحاد الأوروبي “إلى عدم ارتكاب أخطاء فادحة” في عملية مكافحة كورونا ، وإلا “فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد سبب وجوده”.
واعتبر كونتي في مقابلة مع صحيفة “إل سول 24” أن “التقاعس سيترك لأبنائنا العبء الهائل لاقتصاد مدمّر”. وأضاف “هل نريد أن نكون على مستوى هذا التحدي؟ إذاً لنطلق خطة كبيرة، “خطة أوروبية للتعافي وإعادة الاستثمار” تدعم وتنعش الاقتصاد الأوروبي كله”.
فهل هذا يعني أن كورونا أصبح خطراً حقيقاً بوجه الاتحاد الأوروبي؟