كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” سيسحب قواته من أفغانستان، خلال مدة 14 شهراً، وذلك بموجب الاتفاق الذي وقعته واشنطن مع حركة طالبان الأفغانية، المتشددة.
وفي بيان مشترك بينها وبين الحركة الأفغانية، أوضحت واشنطن أنها ستخفض تعداد قواتها في أفغانستان إلى 8600 خلال 135 يوما من تاريخ توقيع الاتفاق بين الجانبين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستلتزم بموارد مالية سنوية تخصص لتدريب قوات الأمن الأفغانية وتزويدها بالعتاد، لافتةً إلى أن تلك الالتزامات والبنود مرتبطة بمدى احترام حركة طالبان لالتزاماتها بموجب الاتفاق.
ويشمل الاتفاق الموقع بين الإدارة الأمريكية والحركة عدة بنود، على رأسها، ضمانات بمنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي جماعات إرهابية دولية أو أفراد ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
بالإضافة إلى جدول زمني لسحب جميع قوات الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف من أفغانستان، تترافق مع تسوية سياسية تنتج عن الحوار بين الأفغان والمفاوضات مع طالبان وفريق التفاوض الشامل لجمهورية أفغانستان الإسلامية، ووقف إطلاق نار دائم وشامل.
كما نصت الاتفاقية على أن تطلب الولايات المتحدة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاعتراف المصادقة على هذا الاتفاق والترتيبات ذات الصلة، مع التزام الدولتين ملتزمتان بمواصلة العلاقات الايجابية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي لإعادة الإعمار.
إلى جانب امتناع الولايات المتحدة عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأفغانستان أو التدخل في شؤونها الداخلية، ومواصلة العمل من أجل بناء إجماع إقليمي ودولي لدعم الجهد المستمر لتحقيق تسوية سياسية للصراع الرئيسي في أفغانستان.
وجاء في الاتفاقية: “البلدان ملتزمان بعلاقاتهما طويلة الأمد، والاستثمار لبناء المؤسسات الأفغانية اللازمة لإرساء قواعد ديمقراطية وحماية وحدة البلاد والحفاظ عليها، وتعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي وحقوق المواطنين.
كما تشترك القوات الأفغانية وقوات الأمن الأمريكية في رباط خاص تم صياغته خلال سنوات عديدة من التضحية الهائلة والشجاعة، في حين تؤكد جمهورية أفغانستان الإسلامية وشعب أفغانستان دعمهما للسلام و استعدادهم للتفاوض على إنهاء هذه الحرب، وأفغانستان الإسلامية بفترة الحد من العنف وتأخذ بالحسبان اتفاقية طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، وهي خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب”.
وقتل أكثر من 2400 جندي أمريكي في أفغانستان، ولا تزال هناك قوات أمريكية قوامها نحو 12000 جندي متمركزة في البلاد. وقد وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضع حد لهذا الصراع.
وبعد تسع جولات من المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في قطر توصل الجانبان إلى اتفاق، وأعلن كبير مفاوضي الجانب الأمريكي في سبتمبر/ أيلول الماضي أن الولايات المتحدة ستسحب 5400 جندي من أفغانستان خلال 20 أسبوعاً كجزء من اتفاق تم التوصل إليه “مبدئياً” مع مقاتلي طالبان.