على الرغم من سيطرة انتشار وباء كورونا المستجد، كوفيد 19، على المساحة الأكبر من اهتمام العالم، خلال العام 2020، إلا أنه لم يكن الحدث الوحيد الذي شهده العام الجاري، حيث كان 2020، عام الأحداث الهامة، التي غير بعضها مجرى التاريخ وأسس لنقاط تحولٍ كبيرة في خرائط العالم السياسية والاقتصادية وحتى الجعرافية.
اغتيال سليماني
الأحداث الهامة بدأت منذ الأيام الأولى للعام، وربما الساعات الأولى، حيث أعلن في إيران بتاريخ 3 كانون الثاني، عن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، “قاسم سليماني”، والذي يعتبر أقوى جنرالات إيران وعراب سياستها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بغارة أمريكية استهدفته بعد وصوله بدقائق إلى مطار العاصمة العراقية.
يذهب الباحث في الشؤون الأمنية، “مراد السباعي” إلى اعتبار أن حادثة مقتل “سليماني” تمثل الصدام الأكبر والتصعيد الأخطر بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، طيلة 40 عاماً، والتي تجاوزت في خطورتها حادثة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز الرهائن الأمريكيين فيها، عام 1979.
الطائرة الأوكرانية.. مجرزة الـ 180 راكباً ومواجهة عسكرية أولى
بعد مقتل “سليماني”، استفاق العالم بعدها بأيام على كارثة سقوط الطائرة الأوكرانية، بعد دقائق قليلة من إقلاعها من مطار “خميني”، حيث أصيبت بصاروخين من مجموعة صواريخ، التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني باتجاه قاعدة عين الأسد العراقية، التي تضم قوات أمريكية.
وأسفرت الحادثة أدت إلى مقتل نحو 180 راكباً معظمهم من الإيرانيين، والتي أقرت الحكومة الإيرانية بمسؤوليتها عن تلك الحادثة، كما شكلت الهجمة الإيرانية على القاعدة الأمريكية، أول صدام مسلح من نوعه بين الجانبين، على الرغم من أنه لم يسفر عن مقتل أحد.
أزمة المتوسط وحرب تركية – أوروبية
مع الساعات الأولى من العام 2020، كان الشرق الأوسط على موعد مع تصاعد حدة التوتر بين تركيا واليونان، على خلفية أزمة عمليات التنقيب عن الغاز، التي أجرتها تركيا في مناطق بحرية متنازع عليها مع اليونان، فيما أطلق عليه سياسياً وإعلامياً بـ “أزمة شرق المتوسط”، والتي كانت أن تصل إلى حد مواجهات عسكرية بين الجانبين.
صفقة القرن واتفاقيات السلام
بعيداً عن الكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات، أعلن الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب” في شهر أيار الماضي، عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، تحت مسمى صفقة القرن، والتي أثارت موجة رفض داخل الأوساط الفلسطينية والعربية.
كما كان العام 2020، شاهداً على توقيع عدة اتفاقيات سلام في الشرق الأوسط، بين إسرائيل وعدد من الدول العربية هي البحرين والإمارات والسودان والمغرب.
الصدامات الهندية – الصينية
شهد أيضاً ربيع العام 2020، تهديداً باندلاع حربٍ صينية – هندية، في المنطقة الحدودية بينهما، والتي وصلت حالة التوتر فيه إلى تبادل القصف، الذي أسفر عن مقتل 20 جندياً بين الطرفين، معظمهم من الجانب الهندي.
وتعتبر المواجهات الأخيرة بينهما، هي الأولى من نوعها منذ 40 عاماً، في منطقة الهملايا، حيث اندلعت الحرب بينهما عام 1962، بسب خلافات حدودية، فتطالب الصين بحوالي 90 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في شمال شرق الهند، بينما تقول الهند إن الصين تحتل 38 ألف كيلومتر مربع من أراضيها في هضبة أكساي تشين في جبال الهيمالايا، وهي جزء متجاور من منطقة لاداخ.
انفجار المرفأ وكارثة بيروت
لبنان كان له نصيبه من ويلات العام 2020، وتحديداً في 4 آب الماضي، هز انفجار كبير مرفأ بيروت، بسبب تفاعلات شحنة من مواد نترات الأمونيوم، التي كانت موجودة في العنبر رقم 12، والتي يقال إنها تابعة لميليشيات حزب الله، المدعومة وإيرانياً.
وأسفر الانفجار عن كارثة كبرى، بمقتل 200 شخص وإصابة 6 آلاف آخرين وتشريد 300 ألف شخص، بسبب الدمار الحاصل، ما أدى إلى استقالة رئيس الحكومة “حسان دياب”.
حرب إقليم قره باغ
بالإضافة إلى سخونة المواجهات بين الصين والهند، كان هناك صراع آخر بمنطقة قريبة يزداد سخونة بين أذربيجان وأرمينيا، حيث اندلعت معارك كبيرة بين الجانبين، بسبب النزاع على إقليم ناغورنو قره باغ، الذي تطالب أذربيجان بالسيطرة عليه منذ عام 1992.
وكانت نتيجة الصراع أن توغل الجيش الأذري دخل الإقليم وسيطر على مساحات منه بموجب اتفاق وقع مع الجانب الأرميني برعاية روسية.
الانتخابات الأمريكية وصدمة ترامب
خبايا وأحداث العام 2020، استمر حتى الأسابيع الأخيرة منه، التي شهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي خسر فيها الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب” أمام منافسه الديقراطي، “جو بايدن”، ما شكل صدمة للرئيس المنتهية ولايته.
كما شهدت العام 2020، محاولة الديمقراطيين بقيادة “نانسي بيلوسي”، إقالة “ترامب” من منصبه، قبل نهاية ولايته، بسبب قضايا تتعلق باستغلال المنصب.