الشمال السوري الغني بالنفط والغاز وموارد الطاقة، يجتذب قطبَيْ العالم “روسيا، وأمريكا”، وكلٌّ منهما يريد انتهاز الفرصة للسيطرة على المنطقة ولو كان الأمر يتعلق بأمن العالم برمته والرهان هنا على عناصر تنظيم الدولة “داعش”.
فبعد أن سحبت الولايات المتحدة الأمريكية جنودها من شمال سوريا باتجاه شمال غرب العراق، فاسحة المجال أمام القوات التركية لترتيب المكان واستلام سجون داعش، ادعت روسيا أن فراغاً حلّ في المنطقة، ما يهدد أمن العالم بهروب مئات الإرهابيين من سجونهم التي باتت بلا رقيب، ولمحت روسيا إلى جاهزيتها لاستلام أمن سجون “داعش” حيث قال وزير خارجيتها “سيرغي شويغو” في منتدى “شيانغشان” للأمن المنعقد في العاصمة الصينية “بكين”: ” نتيجة للأعمال العسكرية للجيش التركي في سوريا، بقيت 8 مخيمات للاجئين و12 سجناً للمقاتلين الأجانب دون حراسة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة حدة ما يسمى بالهجرة المعاكسة للإرهابيين إلى أوطانهم”.
وأضاف الوزيرالروسي: “هناك ضرورة لتوحيد جهود المجتمع الدولي بأسره لمواجهة تحديات الإرهابيين وأيديولوجيتهم ودعايتهم”.
وتابع شويغو قائلاً: “وزارة الدفاع الروسية اكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال، ونحن على استعداد لمشاركتها مع شركائنا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.
وكان وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر” أعلن أن بلاده تريد سحب 1000 جندي أمريكي من سوريا باتجاه العراق، وهو العدد الكامل للجنود الأمريكيين في شمال سوريا، ما تسبب برعب لدى رئيسة الكونغرس الأمريكي “نانسي بيلوسي” التي هرعت لزيارة الأردن على نحو مفاجئ وغير معلن، وتباحثت مع الملك الأردني وولي عهده وعدد من رجالات الدولة الأردنية مسألة الفراغ الحاصل شمال سوريا، وماذا يمكن أن يحدث لو فعلاً حصل الأمران اللذان تخشى أمريكا حصولهما وهما؛ دخول روسيا إلى المنطقة وتمركزها، وهروب عناصر التنظيم الإرهابي.
وكان رئيس إدارة حقل الثورة النفطي السوري “علي إبراهيم” قد أعلن أمس الأحد، عن سيطرة نظام الأسد على كل حقول النفط والغاز في محافظة الرقة وفي المنطقة ما بينها ومحافظتي حماة وحمص، موضحاً أن العمل قد بدأ على إعادة إعمارها.
وسلمت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ومجلس سوريا الديمقراطي “مسد” آبار النفط لنظام الأسد طواعية وبشكل مفاجئ بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنهما، ووقوفها إلى جانب أنقرة في حربها على المسلحين الأكراد، مما دفع الإدارة الذاتية الكردية إلى تسليم المنطقة لنظام الأسد دون التفاوض على آبار النفط التي كانت تعول عليها الإدارة الذاتية في تحقيق استقلال اقتصادي عبرها، بعد رفضها وساطات دولية بهذا الشأن خلال العامين الماضيين، كل ذلك بناء على خطط روسية ساعية للوصول إلى آبار النفط والغاز شمال وشمال شرق سوريا، عبر الذراع الروسي في البلد “نظام بشار الأسد”.
وقطع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الطريق على “بوتين” في الوصول إلى كنز سوريا، بعدما تمكن الأخير من الوصول إلى المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط وبات بإمكانه مراقبة النشاطات الأمريكية هناك، وسربت صحف أمريكية اليوم وعلى رأسها “نيويورك تايمز الأمريكية” خبراً مفاده؛ أن الرئيس الأمريكي قرر إبقاء 200 جندي أمريكي في شمال وشمال شرق سوريا، لمحاربة الإرهاب، ولمنع روسيا من الوصول لشمال سوريا.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.