أثارت خطوة رئيس المجلس السيادي السوداني “عبد الفتاح البرهان” الأخيرة، بالتقارب مع إسرائيل غضبًا شعبيًّا سودانيًّا وعربيًّا ، خاصة وأنها جاءت في الوقت الذي طرحت فيه الولايات المتحدة الأمريكية خطتها للسلام، والتي عرفت بـ “صفقة القرن”، وبموجبها تحصل إسرائيل على المزيد من الأراضي الفلسطينية وعلى صلاحيات واسعة في تلك الأراضي التي احتلتها منتصف القرن الماضي.
لكن البرهان وفي لقاء صحفي اليوم الجمعة برر الخطوة التي اتخذها بالحوار مع الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية، وإن كانت تلك الخطوة بشكل فردي بعيداً عن التنسيق مع الإدارة السودانية كاملة.
فقد قال رئيس مجلس السيادة بالسودان “عبد الفتاح البرهان” اليوم الجمعة، إن لإسرائيل دور في قضية رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
وأدلى البرهان بهذه الأقوال في مقابلة مع جريدة “الشرق الأوسط”، كما قال أيضاً؛ إنه في انتظار اكتمال الإجراءات لتحديد موعد للذهاب إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وأوضح البرهان، أن لقائه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”، مطلع شهر شباط الجاري، جاء في إطار بحث السودان عن مصالحه الوطنية والأمنية، وتابع “الاتصالات لن تنقطع، في ظل وجود ترحيب وتوافق كبير داخل السودان”.
وأشار البرهان، والذي لم ترضى بقية السلطات السودانية عن فعله، أنه “سيعمل على تحقيق مصالح السودان متى ما كان الأمر متاحا، وأن الجهاز التنفيذي، سيتولى ترتيب الاتصالات المقبلة وإدارة العلاقات الدبلوماسية بمجرد التوافق على قيامها”.
موضحاً إلى أنه في صدد “تكوين لجنة مصغرة لمواصلة بحث الأمر، خاصة وأن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل يلقى تأييدا شعبيا واسعا، ولا ترفضه إلا مجموعات أيديولوجية محدودة”.
وبعد سقوط الرئيس السوداني السابق “عمر البشير” على خلفية ثورة شعبية عارمة نيسان الماضي، عملت الجهات الدولية مع السلطة السودانية الجديدة من أجل رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، لحصوله على معونة مالية أكبر من صندوق النقد الدولي.
وسبق ذلك انفراجات صغيرة، حيث ورفعت إدارة ترامب، في 6 تشرين أول 2017، عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان، منذ 1997، لكنها لم ترفع اسم السودان من قائمة ما تعتبرها “دول راعية للإرهاب”، المدرج عليها منذ 1993، لاستضافته الزعيم تنظيم القاعدة، “أسامة بن لادن”.