هل فعلاً التحالفات الدولية الحالية هي تحالفات دينية أم عقائدية؟، وما دخل يهود سوريا بالوجود الروسي هناك؟
ففي مؤتمر صحفي، عقده الرئيس الروسي “فلادمير بوتين” قبل أيام مع رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان” في العاصمة المجرية بودابست، قال بوتين رداً على سؤال أحد الصحفين عن الدور الروسي في دعم “مسيحي المشرق”: “نساعد ممثلي اليهودية في ترميم معابدهم في سوريا، ونحن في الحقيقة نتعاون معهم بشكل مستمر”، دون أن يوضح الرئيس الروسي من هم “ممثلوا اليهودية في سوريا”، وأين تقع “المعابد” التي يعمل الروس على استعادتها لصالح اليهود.
ومن غير المعلوم على وجه الدقة، عدد اليهود في سوريا، بعد سنوات الحرب التي مزقت البلد، وكان يعيش بضع أفراد منهم قبل اندلاع الثورة السورية في حي جوبر الدمشقي، وفي أحياء مدينة حلب، بعد أن غادر القسم الأكبر منهم بعد عام 1994م، إثر سماح “الأسد الأب” لهم بالمغادرة بعد توقيع “مؤتمر مدريد للسلام” في 1994م.
ويسعى بوتين، إلى تبرير الوجود الروسي في سوريا بشتى السبل، ليمنح الشراهة الروسية للسيطرة على الطرق الاستراتيجية في الشرق الأوسط غطاءً شرعياً لدى الشعوب الأوروبية التي تنظر إلى الأقليات في الشرق الأوسط على أنها ضحية الإرهاب “الإسلامي”.
حيث إن موقف بوتين لا ينفصل عن حملته الدعائية لرعاية الأقليات غير المسلمة في المنطقة. إذ قال في المؤتمر الذي عقده في بودابست: “إن وضع المسيحيين في الشرق الأوسط مأساوي، فهم يعانون من الاضطهاد والاغتصاب والنهب”.
وأضاف الرئيس الروسي، بأن روسيا “تبحث عن طرق لحماية المسيحيين من المضايقات”، ولهذا الغرض فقد دعا رؤساء الجاليات المسيحية إلى الاجتماع معه على هامش زيارته إلى المجر حسب قوله.
مقولة حماية المسيحيين تعتبر ورقة سياسية مهمة يمكن استغلالها، عندما تتفاوض الأطراف على حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا.
لم تتعرض المعابد اليهودية للدمار بالرغم من الحروب الكثيرة التي شهدتها سوريا، إلا أن الأزمة الأخيرة دمرت العديد من أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية دون تفرقة.
وكان الجيش الروسي قد تدخل بشكل كبير في سورية قبل أعوام لصالح النظام السوري، حيث بدأ سلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية بتاريخ 30 سبتمبر 2015.
وهذا بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا عسكريًا من موسكو من أجل كبح القوات المعارضة له في الحرب، ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.