في وقت سابق من الشهر الجاري مارس، صرحت الإدارة الأمريكية أنها تعتقد بأن روسيا تحاول تجنيد مقاتلين سوريين لتعزيز المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، ليأتي بعد ذلك التحقيق الأول على الأرض الذي أجراه مركز مينا يمكن ويؤكد الجهود التي يبذلها نظام الأسد بالتعاون مع روسيا لتجنيد سوريين مقربين من النظام السوري للقتال في أوكرانيا.
في المقابل، أفادت معلومات حصل عليها مركز مينا إلى أن الحكومة التركية، التي تسيطر على المناطق الشمالية في سورية، تحاول تجنيد متطوعين للقتال إلى جانب القوات في البلد المحتل.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، ذكرت وسائل الإعلام الغربية لأول مرة أن روسيا تبحث عن مقاتلين سوريين شاركوا في قتال المدن، ويمكن أن يساعدوا روسيا في السيطرة على مدن مثل العاصمة الأوكرانية كييف.
وفي هذا الصدد قال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون للصحفيين: “نحن نعتقد بصحة الروايات التي تتحدث عن سعي الروس لتجنيد مقاتلين سوريين من أجل زيادة قواتهم في أوكرانيا.”
وقد أظهرت التحقيقات المحلية لمركز مينا في سورية دليلاً على جهود التجنيد المحتملة من قبل نظام الأسد، بالإضافة إلى المواد الدعائية، فخلال الأيام الماضية، ظهرت بكثرة ملصقات في الشوارع السورية تؤكد “الدعم السوري لروسيا” للغزو في أوكرانيا.
في غضون ذلك، علمنا أنه سيطلب من السوريين الذين لديهم خبرات عسكرية العمل “كحراس” في أوكرانيا، حيث قيل لهم إن القتال سيشمل حماية المواقع العسكرية الروسية في البلاد، مؤكدين أن السوريين لن يجبروا على المشاركة في معارك مباشرة. (إلا أن مصادرنا أكدت أن هؤلاء المقاتلين سيشاركون في معارك مباشرة) أما “المتطوعون” في الجيش الروسي فسيؤجرون 1000 دولار شهرياً.
وبحسب مصادرنا، فإن مسؤولي الجيش الروسي يستهدفون بشكل أساسي عناصر القوات الخاصة السورية وليس الجنود العاديين، حيث وُعدوا بمبلغ 7 آلاف دولار لمدة سبعة أشهر. وعند التوقيع على عقد مع الجيش الروسي، سيتم إعفاؤهم من قبل النظام السوري لتركهم الخدمة في سورية في تلك الفترة، ولن يسمح لهم بالعودة إلى سورية خلال تلك الفترة. حتى الآن، وافق 23000 متطوع بالفعل على دعم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وهناك فرقتين أساسيتين في الجيش السوري يتم تجنيد المقاتلين منهما: فرع البستان الخاص، الذي أنشأه رامي مخلوف ابن عم الرئيس الأسد في عام 2011 وقوات الدفاع الوطني التابعة للجيش السوري.
وإن دلت جهود التجنيد الروسي على شيء، فهي تدل على أن الغزو الروسي لأوكرانيا لا يسير كما هو مخطط له.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن روسيا نشرت الآن “ما يقرب من 100 في المئة” من القوات القتالية التي كانت متمركزة بالقرب من حدود أوكرانيا قبل الحرب التي دخلت يومها الثاني عشر.
ولا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على أن روسيا تنقل قوات من أجزاء أخرى من روسيا نحو أوكرانيا، بحسب للبنتاغون.
في عام 2015 أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجيش الروسي لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب السورية، ولا يزال الروس هناك حتى يومنا هذا.
يتكون الجيش الروسي في سورية في الغالب من وحدات جوية نفذت غارات جوية، وقد شاركوا في حملة قصف مدمرة في مدينة حلب الشمالية عام 2016 دمرت العديد من الأحياء وأسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مركز أبحاث ودراسات مينا.