تعود واشنطن لاستخدام سياسة الإحراج السياسي في مقاربتها النفوذ الروسي المتصاعد في بلدان المنطقة والشرق الأوسط.
وتعمل واشنطن عبر دعواتها لإخراج الروس للظهور بالشكل المتابع والمهتم لقضايا الشعب والأزمات الإنسانية الكبرى التي سببها تدخل روسيا، كالحالة الإدلبية ودعم الطيران الروسي لقوات نظام الأسد في سياسة الأرض المحروقة في الشمال السوري والتي هجرت مئات الآلاف وتسببت بمقتل المئات وهدمت وخربت البنية التحتية وكل سبل الحياة هناك.
وطالبت عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي جين شاهين، اليوم الخميس، المجتمع الدولي بالتحرك من أجل إخراج روسيا من سوريا، وشددت السيناتورة الديمقراطية عن ولاية نيوهامشير الأمريكية على ضرورة إيقاف العمليات العسكرية الروسية في سوريا.
وقالت النائبة الديمقراطية “يجب على المجتمع الدولي أن يدعو روسيا لوقف أعمال قتل المدنيين، والتحرك لإخراجها من سوريا”، وأضافت أن روسيا تستهدف المستشفيات والمدارس وتقتل الأطفال والنساء في إدلب وتمارس أعمال مخيفة في سوريا
وجاءت تلك التعليقات في معرض إشارتها إلى الدعم الروسي في الهجمات التي يشنها النظام السوري ضد المدنيين في محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وتتزايد موجة الاحتجاجات ضد الوضع في إدلب وتصعيد الروس والمليشيات، حيث فأدان كل من ” جيم ريش ” رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، و “إليوت إنجل ” رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي. حيث طالبا كل من روسيا وإيران بوقف هجماتهما في سورية.
وقد كان لافتاً في الآونة الأخيرة، بحسب مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أنه بالتوازي مع تصاعد حدة التوتر بين تركيا من جهة وكل من روسيا والنظام السوري من جهة أخرى، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التدخل عبر مساندة الأولى.
حيث جدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تصريحاته التي قال فيها أن واشنطن تدعم أنقرة حليفتها في “الناتو”، وهو الموقف الذي سبق أن ألمح إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً لتمرير رسالة جديدة إلى روسيا من هذه الزاوية مفادها أن هناك إسناداً أمريكياً لموقف أنقرة، ربما تحاول الأخيرة استغلاله لمواجهة الضغوط التي تمارسها روسيا والنظام السوري ضدها.