قالت كيليان كونواي مستشارة البيت الأبيض، أن الرئيس دونالد ترامب واثق من قدرته على التفاوض مع إيران حول اتفاق نووي جديد!.
تأتي تصريحات المستشارة في موازاة تصريح لترامب نقلته له وسائل التواصل الاجتماعي أن إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً.
انسحاب إيراني
أعلنت إيران رسمياً انسحابها من برنامج الاتفاق النووي الذي وقعته مع الإدارة الأمريكية السابقة، في عهد الرئيس باراك أوباما عام 2015، واتبعت خطوات متصاعدة في تخفيض التزاماتها النووية المترتبة على ذلك الاتفاق؛ بعد حملة العقوبات الاقتصادية التي أطلقها الرئيس ترامب ضد إيران بعد أن ألغى الاتفاق السابق معتبراً إياه منقوصاً وانسحبت واشنطن بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018 في شهر أيار/مايو.
واليوم بعد مقتل اللواء سليماني، قائد فيلق القدس، أعلنت إيران رسميا انتهاء أو خروجها من الاتفاق بشكل أثار بلبلة في الأوساط الدولية!.
ترامب واتفاق أفضل
سعى الرئيس ترامب منذ البداية، لإجبار إيران على العودة لطاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق أفضل، حيث أن الاتفاق القديم مع إدارة أوباما؛ ناقش فقط طموحات إيران النووية دون التعريج على برنامجها الصاروخي وسلوكها الاقليمي!.
الاقناع بوساطة الترهيب
إبان لحظات انهيار المسار التفاوضي بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، تعالى الصوت الإيراني بالتهديد والاستفزاز في منطقة الخليج بالتوازي مع تخفيض الالتزامات النووية.
ورأت بعض الآراء حينها أن وراء استفزازات ايران، استراتيجية تفاوضية جديدة تعتمد شقين متوازيين.. التودد من جهة والتهديد والوعيد من جهة ثانية.
استراتيجية الاقناع باستخدام التهديدات ظهرت جلية في سلوك طهران في الأعوام الماضية؛ فكان الإيرانيون يحضرون أنفسهم والأوضاع لجولات جديدة من المفاوضات، التي باتت في العلن بدلاً من القنوات الخلفية.
انسحاب تام
أعلنت طهران يوم الأحد الماضي، أنها لم تعد ملزمة بأي قيود في الاتفاق النووي بشأن تخصيب اليورانيوم بموجب الخطوة الخامسة والأخيرة في تقليص التزاماتها النووية وفقاً لوكالة أنباء فارس.
وبعد وصولها الخطوة الخامسة في مراحل الانسحاب، باتت إيران متخلية عن أي تحديد في القيود المرتبطة بعدد أجهزة الطرد المركزي، حيث ستمضي إيران -وفقا لتصريحات الحكومة – قدماً في برنامجها النووي بناءً على احتياجاتها التقنية فقط.
اللافت في تعليق الحكومة الايرانية، اشتراطها لعودة الالتزام بالاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى، أن يقروا برفع الحظر وأن تنتفع إيران من فوائد الاتفاق.
يذكر أن الاتفاق النووي اشترط التزام إيران بالتخلي، لمدة 10 سنوات على الأقل، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييمه بشكل كبير، بهدف منعها من الوصول للأسلحة النووية، مقابل رفع العقوبات عنها.
وتعكس بقية التصريحات الإيرانية عمق الصدمة الذي تعيشها إيران فباتت تتخبط هنا وهناك في مسعى الانتقام السياسي والعسكري لمقتل سليماني!.
مواقف مضادة
دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي الموقع بينها وبين مجموعة (5+1) حيث طالب زعماء البلدان الثلاثة في بيان مشترك إيران بالعدول عن أي أعمال عنف أو أنشطة نووية أو التراجع عن أية إجراءات لا تمتثل لبنود الاتفاق النووي.
في حين تعهد الرئيس ترامب بعدم امتلاك إيران لأي سلاح نووي في معرض رده على قرار الحكومة الإيرانية الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي.
تعقيدات محتملة
تزيد احتمالية تعرض إيران لضربات اون تشديد في العقوبات بعيد خروجها من الاتفاق النووي نهائياً، فخطوتها الأخيرة تبعث احتمالات تعرض منشآتها النووية لضربات عسكرية.
وجهات جديدة
قد يجبر انسحاب إيران من الاتفاق الدولي النووي، التوجه نحو المحور الروسي الصيني، والتعاون مع تركيا.حيث ستسعى إيران للتوصل إلى تسويات اقتصادية وسياسية مع تلك الدول تعينها على تجاوز تبعات الخروج.
ختاماً تشير تصريحات مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية العميد حسين دهقاني، إلى رغبة دفينه في استئناف المفاوضات باتباع أسلوب الترهيب الذي أشرنا له، حيث قال دهقاني أن بلده لن يدخل في حرب شاملة مع واشنطن تحت أي ظرف ورد إيران دوماً سيستند إلى الحكمة والعقل!.
وبذلك تتقاطع خيوط قدرة ترامب على إعادة إيران لطاولة المفاوضات بعد أن أبدت هي رغبة بذلك، مع استعراض القوة وإبداء جاهزية الطرفين للتصدي لأي أعمال عسكرية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.