ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تمارس ضغوطاً سياسية على دول في الشرق الأوسط، لاستعادة عملاء لها، كانوا محتجزين في تلك الدول، دون أن معرفة ملابسات وتفاصيل تلك العمليات.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الخميس، أن بلاده استعادت المواطن الأمريكي عامر فاخوري، الذي كان مسجونا في لبنان بتهمة ارتكاب جرائم إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس: إن فاخوري الذي يعاني من السرطان، في طريقه إلى الولايات المتحدة حيث سيتمكن من تلقي العلاج اللازم.
وشكر الرئيس الأمريكي الحكومة اللبنانية على تعاونها مع واشنطن للإفراج عن فاخوري، مشددا على أن أولوية الحكومة الأمريكية هي حماية مواطنيها.
وكانت وسائل إعلام لبنانية قالت إن مروحية أمريكية هبطت اليوم في السفارة الأمريكية لدى لبنان ومقرها منطقة عوكر، ونقلت عامر الفاخوري أبرز عملاء إسرائيل إبان الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
وتناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معلومات مفادها أن المروحية أتت من قبرص، ونشروا مجموعة من الفيديوهات للمروحية لحظة وصولها إلى عوكر، وكانت المحكمة العسكرية أصدرت في وقت سابق قرارا أسقطت بموجبه جميع التهم الموجهة إلى فاخوري، لمرور الزمن، وكفت التعقبات عنه، في جرائم تعذيب سجناء في معتقل الخيام، وتسببه بوفاة اثنين منهم.
ومارست الولايات المتحدة ضغوطا في ملف الفاخوري تحت عنوان تقديم الدعم لمواطن أمريكي، ووصل الأمر إلى تحرك أعضاء في الكونغرس الأمريكي، وإجرائهم اتصالات بمسؤولين لبنانيين للمطالبة بالإفراج عنه.
وفر الفاخوري من جنوب لبنان عام 1998، قبل الانسحاب الإسرائيلي. بعامين، وفي العام ذاته، صدر حكم غيابي بحقه بالسجن لمدة 15 عاما مع الأشغال الشاقة، لاتهامه بالعمالة لإسرائيل.
من جهة ثانية وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، الخميس: إن طهران أطلقت سراح مواطن أمريكي محتجز في إيران منذ عام 2018 لأسباب طبية.
وأضاف “بومبيو” أن المواطن الأمريكي مايكل وايت المحتجز في إيران منذ عام 2018 تم إطلاق سراحه اليوم الخميس بموجب تقرير طبي، مشيرا إلى أن عنصر البحرية الأمريكية بات في عهدة السلطات السويسرية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي في بيان رسمي: “إن الإفراج عنه لأسباب إنسانية كان مشروطا ببقائه في إيران . . . مايكل الآن محتجز في السفارة السويسرية في طهران وسيخضع للفحص الطبي والتقييم”.
لبنانياً، قدم رئيس المحكمة العسكرية اللبنانية، العميد “حسين عبد الله”، صباح اليوم – الجمعة، استقالته من منصبه، وذلك بعد يومين فقط من إصدار قرار بالإفراج عن الضباط السابق بجيش لبنان الجنوبي، المتعامل مع اسرائيل، “عامر الفاخوري”، الملقب بـ “جزار الخيام” في إشارة إلى المعتقل، الذي كان مسؤولاً عنه في جنوب لبنان إبان الاحتلال الإسرائيلي، الذي استمر قرابة 20 عاماً، قبل أن ينسحب منه عام 2000.
وفي نص الاستقالة، ربط العميد “عبد الله” بين تنحيه عن منصبه وبين قضية “الفاخوري”، مشيراً إلى رفضه البقاء في منصبه رئيساً للمحكمة العسكرية، التي يتساوى فيها تطبيق القانون وإفلات عميل، وألم أسير وتخوين قاض، مشيراً إلى أنه قسمه وشرفه العسكري، يمنعانه من البقاء على رأس تلك المؤسسة.