في خطوة تثير الجدل، ألقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كلمة أثارت الانتباه خلال تجمع ضخم في ولاية كارولينا الجنوبية. قدّم ترامب انتقادات حادة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وطالب بزيادة التزامه المالي، وذلك في ضوء التوترات المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا.
خلال خطابه، أشار ترامب إلى أنه أثناء فترة رئاسته، فرض ضغطاً على حلف الناتو لزيادة تمويله، معتبراً ذلك إنجازاً لإدارته السابقة. وأضاف بشكل مثير للجدل أنه لو لم تلتزم الدول الأعضاء بالمساهمة المالية، فإنه لن يقدم الولايات المتحدة حماية كاملة.
ترامب استعرض حديثاً مع “رئيس دولة كبيرة” حيث قال له إذا لم تدفع وتعرضنا لهجوم من روسيا، فهل ستحمينا؟ وقال إنه لن يقدم الحماية في مثل تلك الحالة.
تصريحات ترامب أثارت تساؤلات حول مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا، خاصةً في ظل تصاعد التوترات مع روسيا. ومع استمرار الصراع في شرق أوكرانيا، يزداد القلق بشأن تأثير نقص الدعم الغربي على قدرة أوكرانيا على الصمود في وجه الهجوم الروسي.
تتزايد الدعوات لزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، لكن ما إذا كانت الدول الغربية ستلبي هذه الدعوات لا يزال موضع شك وتساؤل.
في معركة استمرت لفترة طويلة، تسعى أوكرانيا جاهدة للحصول على الدعم الضروري من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في ظل مواقف متباينة لبعض الدول والكونغرس الأمريكي.
يتسبب نقص الدعم الغربي لكييف في زيادة حالة القلق، خاصةً مع استمرار الهجمات المضادة التي تشنها أوكرانيا في المناطق الشرقية والجنوبية.
وفي ظل تدهور الوضع، يتساءل البعض عن تأثير الامتداد الروسي المتزايد، حيث يتوقع البعض أن تكون النتائج كارثية للأمن الأوروبي والولايات المتحدة. لذا، فإن تعزيز الدعم العسكري والمساعدة لأوكرانيا يبدو أمراً ضرورياً في هذا الوقت الحرج.
وقد حذر مسؤولون أوكرانيون من تداعيات استمرار نقص الذخيرة، إذ قد يؤدي إلى تزايد عدد الضحايا في صفوف الجيش الأوكراني.
إن الذخيرة تعتبر ضرورية للدفاع عن الأراضي الأوكرانية، خاصةً مع تزايد الهجمات الروسية وتوسيع نطاقها، وهو ما يجعل الصواريخ بعيدة المدى مثل صواريخ “ستورم شادو” التي تم تقديمها من قبل المملكة المتحدة ضرورة ملحة لتعزيز قدرة أوكرانيا على مواجهة التهديدات الروسية في المنطقة.
في ظل تصاعد الاعتداءات على البنية التحتية المدنية، أصبح من الواضح أن صواريخ الدفاع الجوي تلعب دوراً مهماً، مما يجعل زيادة الدعم الغربي لأوكرانيا أمراً لا بد منه لمواجهة التحديات المتزايدة.
قد تواجه كييف أزمات متعددة، بما في ذلك نقص الأسلحة والتجهيزات والأموال والتدريب. إذا طُلب من الدول الغربية دفع ثمن مقابل المساعدة أو ضمانات أخرى، أو إذا امتنعت بعض الدول عن تقديم المساعدة، فسيفقد الجيش الأوكراني دعمه الأساسي في هذه الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تدريب القوات الأوكرانية على استخدام الأسلحة الغربية، وفقدان هذا الدعم قد يؤدي إلى فقدان الثقة في القيادة.
في حال انقطاع الدعم يصبح من الصعب على القوات الأوكرانية التواصل مع بعضها البعض ومع العالم الخارجي. إن الاعتماد على خدمات مثل “ستارلينك” التي يقدمها إيلون ماسك قد يتوقف، مما يجعل القوات الأوكرانية معزولة.
في النهاية، سيؤدي انهيار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا إلى تعزيز الانتصار المعنوي لروسيا على المعسكر الغربي، وهذا ما يجب على الدول الغربية مواجهته بجدية. هذا الانهيار لن يكون فقط هزيمة عسكرية، بل سيفتح الباب للمزيد من التدخل الروسي في المنطقة.
تتوقع مصادر مطلعة أن يتسبب تفوق روسيا في أوكرانيا بانقسام كبير داخل الدوائر الغربية. من المتوقع أن يثير هذا التفوق جدلاً بين المدافعين عن خفض المساعدات والذين يعارضون هذا الخيار. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الجدل إلى انهيار كبير في الهياكل الاجتماعية والسياسية في الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة.
هذا الانهيار المحتمل سيؤدي بدوره إلى انخفاض الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب. ويتوقع أن يؤدي هذا الانخفاض في الثقة إلى تساؤلات متزايدة بشأن استمرارية التزام الولايات المتحدة بحلفائها في المناطق المتضررة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير التحليل إلى أن سيطرة روسيا على أوكرانيا ستشكل تهديدًا واسع النطاق للمناطق الأوروبية الأخرى. هذا التهديد قد يعيد إلى الأذهان فترات النزاع السابقة في تاريخ أوروبا، مما يدعو بشكل ملحّ إلى زيادة الدعم العسكري والمالي الغربي لأوكرانيا في هذا الوقت الحرج.
وقد نشهد في وقت ما انهيار الثقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية، وسيزداد تفكير الغرب بشكل متزايد بأن الولايات المتحدة قد تتخلى في كثير من الأحيان عن حلفائها في وقت ما.
بالإضافة إلى ذلك، ستكون سيطرة روسيا على أوكرانيا تهديدا واسع النطاق للمناطق الأوروبية الأخرى، حيث ستزيد الطموحات الروسية في أراضيها، مما يعيد إلى الأذهان إمبراطورية أجداد فلاديمير بوتن مرة أخرى.
يتضح مما سبق أنه من الضروري أكثر من أي وقت مضى زيادة الدعم العسكري والمالي الذي يقدمه المعسكر الغربي والولايات المتحدة لأوكرانيا في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى من أجل الحفاظ على وجودهم ووحدتهم.
جميع حقوق النشر محفوظة لصالح مركز أبحاث مينا.