كشفت مصادر خاصة لمرصد “مينا”، أن فصائل الجيش الوطني السوري المعارض، المدعوم من تركيا، قد أوقفت عمليات معركة “العزم المتقد”، التي أعلن عن إطلاقها قبل ساعات، وذلك بعد ضغوط تركية مباشرة، نفذتها أنقرة على الفصائل السورية، التي نجحت بالتقدم والسيطرة على مواقع استراتيجية من قبضة النظام السوري.
وأشارت المصادر إلى أن المعركة توقفت بسبب ضغوط من حكومة أنقرة على الفصائل السورية الموالية لها، في حين تداولت وسائل إعلامية معارضة انباء تفيد بدخول قوات “قسد” على خط الاشتباك، وفقاً لما صرح به قائد عسكري من الميدان، لافتاً إلى أن الجيش التركي مدعم بدبابات ومدرعات طوق مدينة سراقب بريف إدلب، من جهاتها الأربع.
في غضون ذلك، اتهم ناشطون سوريون، تركيا صراحة، في إيقاف العملية العسكرية، التي يطلقها الجيش الوطني للمرة الأولى منذ تشكيله، ضد قوات النظام، حيث كتب ناشطون سوريون: “الضامن يوقف المعركة في ريف حلب الشرقي”.
تزامناً، تحدثت مصادر إعلامية محلية، عن مقتل ما يقارب 30 مقاتل من قوات النظام، خلال الاشتباكات التي دارت اليوم – السبت، في كتيبة الرادار في قرية الشعالة جنوب مدينة الباب.
وكانت قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا، قد أطلقت معركة “العزم المتقد” في الريف الشرقي من محافظة حلب، وذلك بالتزامن مع تواصل المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية على عدة جبهات من ريف إدلب.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن المعركة الجديدة، تعتبر الأولى من نوعها، التي يخوضها الجيش الوطني، المدعوم من تركيا، والذي أعلن عن تشكيله بالتزامن مع إطلاق تركيا معركة “نبع السلام”، التي استهدفت، فيها ميليشيات سوريا الديمقراطية، الكردية، المعروفة باسم “قسد”، في منطقة شرق الفرات، شمال شرق سوريا.
كما ألقى فتح الجبهة على محاور ريف مدينة حلب، بظلاله على مواقف وآراء السوريين حيال المعركة الجديدة، حيث تباينت آراء المعارضين السوريين حول أهداف وأسباب، إطلاق المعركة، حيث اعتبر المعارض السوري “عبد الله موسى الموسى”، أن المعركة أكبر بكثير من ما يعتقده السوريين، مضيفاً: “نرى حالياً معركة تم التجهيز لها منذ أيام، وحسب ما أعلم هي فُرضت فرضاً على تركيا والأخيرة وافقت لأنها وصلت خط النهاية مع روسيا ولا تملك امكانية الضغط في إدلب”.
كما أشار “الموسى” إلى أن محاور الهجوم كمرحلة أولى، واسعة وغير محصنة من قبل النظام وغير متوقعة حتى من الروس أنفسهم، على حد قوله، لافتاً إلى أنه وبعد كسر خط الدفاع خلال ساعة واحدة فقط، ستكون فصائل المعارضة، قادرة اجتياح تلك الجبهات بالمدرعات وسيارات رباعية الدفع.
إلى جانب ذلك، أضاف “الموسى”: “ثبات ممتاز في جبهات غرب حلب واثران تقدمت على بلدة خان طومان فقط بعد 12 يوم و50 هجوم، البارحة تعزز خط الدفاع عن سراقب وقُتل 3 مجموعات من النظام ودُمّرت بقواعد الـ م/د الليلية دبابتين”.
من جهته، اعتبر السياسي السوري المعارض، “درويش خليفة”، أن المعركة تؤكد أنه عند توفر الإمدادات العسكرية واللوجستية، فإن العنصر البشري في فصائل الثوار متوفر بخبرات متعددة بعد صراع تسعة سنوات، مضيفاً: “لدى المقاتلين رغبة جامحة في قتال النظام لأنهم يعتبرونها المعركة الأهم و التي تهدف لإنهاء معاناة أهاليهم و العودة لبلداتهم وجامعاتهم”.
كما لفت “خليفة” إلى أن استشعار الخطر عامل محفز للتحرك ولو كانت الفصائل في حالة ضعف، معرباً عن أمله في ان تكون هذه المعركة خطوة باتجاه إجبار الروس والنظام بالعودة للعملية السياسية وتنفيذ بنودها، لافتاً إلى احتمالية أن تشهد الساحة السورية معارك على عدة محاور لاستنزاف القوات الروسية وقوات النظام.
على الجانب آخر، رأى المعارض السوري “عبد العزيز خليفة”، أن المعركة ليست إلا تثبيت للوضع القائم، ولا تهدف إلى قلب الطاولة على أحد، لافتاً إلى أنه فور توصل الأتراك والروس لتفاهم حول إدلب يوقف موجة النزوح الكبيرة باتجاه الحدود التركية؛ ستنتهي المعركة وستطوى صفحتها.
وأضاف “خليفة”: “مجرد سيتامول لتهدئة النفوس وتطيب الخواطر، لا استبعد أن تنسحب فصائل الجيش الوطني من المواقع التي تتقدم إليها الان، وعلى ما يبدو فإن شهر العسل الروسي – التركي أنتهى”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.