اتهمت منظمات حقوقية دولية، تركيا بشن عمليات ترحيل قسرية بحق اللاجئين السوريين، وذلك في الفترة التي سبقت إطلاق عملية “نبع السلام” ضد المقاتلين الأكراد شمال سوريا.
ولفتت منظمة العفو الدولية الحقوقية “أمنستي”، إلى أن السلطات التركية قامت بترحيل المئات من اللاجئين السوريين باتجاه مناطق الصراع في بلدهم، ضمن حملة واسعة.
موضحةً، أن تركيا استخدمت أسلوب الترهيب والضرب لإجبار السوريين على العودة، إلى جانب ممارسة الخداع، عبر طلب وثائق اللجوء، وإجبار اللاجئين على توقيع طلبات العودة الطوعية في أقسام الشرطة.
كما اعتبرت المنظمة، أن ادعاءات تركيا حول العودة الطوعية للاجئين، خطيرة جداً ومخادعة، وذلك بالتزامن مع التصريحات المسؤولين الأتراك، الذين أشاروا فيها إلى أن 315 ألف سوري عادوا إلى بلادهم خلال الأشهر الماضية.
وكشفت المنظمة، أن كافة حالات الترحيل التي وثقتها تم خلالها إرسال المرحلين عبر الحدود مكبلي الأيدي، بينهم نساء وأطفال، واصفةً الإجراء التركي بالأمر غير قانوني.
وكانت دراسة ألمانية سابقة، قد شككت بالإحصائيات التي قدمتها الحكومة التركية، حول أعداد اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها، مشيرةً إلى أن العدد الحقيقي أقل من ما هو معلن بكثير.
وذكرت الدراسة التي أعدها معهد “DeZim” الألماني بأن عدد اللاجئين السوريين في تركيا لا يتجاوز 2.7 مليون لاجئ، في حين ذكرت الحكومة التركية أنها تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري.
وأشار المعهد إلى أنه اعتمد في الدراسة على مجموعة من البيانات والإحصائيات الصادرة عن الحكومة التركية، لا سيما إحصاءات الهيئة التركية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، منتقداً نقاط الضعف في آلية وضع البيانات الإحصائيات التركية بشأن اللاجئين.
مضيفاً: “إحدى نقاط الضعف أنه لم يكن هناك، على سبيل المثال، نظام متسق لضبط طريقة تسجيل اللاجئين وإعادة تسجيلهم في أماكن أخرى ما يعني أيضا أنه لم يتم حذف الذين عادوا إلى سوريا أو استمروا في طريقهم إلى أوروبا، من منظومة البيانات التركية”.
وبحسب مراقبين، فإن تركيا تواصل جهودها في إطار مشروع روسيا وإيران والنظام السوري، الهادف إلى استكمال سياسية التغيير الديمغرافي التي انتهجها الأخيران بمساعدة تركيا خلال السنوات الماضية، لا سيما بعد نقل المعارضة السورية من كافة المناطق السورية، إلى الشمال السوري وتحديداً محافظة ادلب، وجلب عناصر شيعية موالية للنظام السوري إلى المناطق التي تم تهجير سكانها منها.
كما كان نائب وزير الداخلية التركي “إسماعيل تشاتكلي” قد اعترف بأن بلاده رحلت ما يزيد عن 40 ألف لاجئ سوري من مدينة اسطنبول، مشيراً أن المرحلين لا يملكون أي وثائق تسجيل في المدينة.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.