اتهمت صحافية أمريكية، الحكومة التركية وحكومة الوفاق الليبية، بتجنيد عدد من الأطفال السوريين، الذين لم تتجاوز أعمارهم 14 عاماً، في صفوف الميلشيات، التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق ضد قوات الجيش الليبي، في محيط العاصمة طرابلس.
ولفتت الصحافية، “ليندسى سنيل” إلى أن تركيا أرسلت خلال الفترة الماضية 307 من مرتزقة من ما يسمى بـ “فيلق المجد السوري”، إلى ليبيا، وهو ما جاء متزامناً مع عدد من التقارير الإعلامية، التي أكدت نقل مئات الأطفال المنتمين لفرقة أشبال السلطان مراد، بعد تدريبهم على حمل السلاح إلى غرب ليبيا، مشيرةً إلى أن معظمهم من الأقلية التركمانية المتمركزة في شمال غرب سوريا، بالقرب من الحدود التركية.
تزامنا، تجددت المواجهات بين كتائب الجيش الوطني الليبي والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في محيط العاصمة الليبية، طرابلس، وذلك بعد أيام من هدوءٍ نسبي عم معظم جبهات القتال.
في غضون ذلك، صرح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي، العميد “خالد المحجوب” بأن الاشتباكات بين الجانبين تركزت في محورين اثنين، هما محور العزيزية جنوب العاصمة طرابلس، ومنطقة الهيرة الواقعة في محيط مدينة غريان، وفقاً لما نقله موقع العربية نت.
وأشار “المحجوب” إلى أن المعارك أثمرت عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الميليشيات حيث دمرت قوات الجيش عدة آليات عسكرية تابعة للوفاق، كما سقط عدد من عناصر تلك الميليشيات بين قتلى وجرحى، على حد قوله، لافتاً إلى أن الاشتباكات اندلعت على خلفية محاولة الميليشيات شن هجوم مفاجئ ضد وحدات ومواقع الجيش في المحاور المذكورة، مؤكداً أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل وأجبرت القوات المهاجمة على التراجع إلى مواقعها.
محليا، شن الطيران الحربي التابع للجيش الليبي، سلسلة غارات جوية طالت مواقع ميليشيات الوفاق في محور بوقرين شرق مدينة مصراتة، استهدف خلالها مواقع عسكرية من بينها منظومة دفاع جوي محمولة على عربات تركية الصنع، و3 سيارات ذخائر وعدة عربات مصفحة.
الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، كان قد اعترف قبل أسابيع بإرسال أنقرة مقاتلين سوريين إلى ليبيا لدعم الحكومة الليبية التي يقودها “السراج”، ويدعمها أردوغان بطبيعة الحال بهدف توسعة المد الجغرافي لتنظيم الإخوان المسلمين في الدول العربية ذات الثروات الباطنية والبحار.
أردوغان، الذي يستغل الشرعية الدولية التي تمتلكها حكومة طرابلس لتحقيق مأربه في المنطقة، ولهذا السبب حاول الرئيس التركي استغلال الوقت للتمدد قدر المستطاع عسكريا وسياسيا واقتصاديا في ليبيا، وهنا لا يخفى على أحد وجود صراع تركي – عربي على المنطقة، فالدول العربية تحاول ايقاف المد العثماني الجديد في العمق العربي، ومحاولة صد التوغل التركي عبر الجماعات الدينية المناصرة لتركيا في تلك الدول.
وبذلك يمكن وصف ما يحدث في ليبيا بأنه صورة مصغرة من الكارثة الكبرى التي تشهدها سوريا، لكن من الواضح تماما أن هناك المزيد من فصول مسرحية أزمة ليبيا والدور الأكبر لتركيا فيها ستتكشف خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وبغياب الجهود الدبلوماسية الحاسمة، تستمر الأزمة في ليبيا. وتبحث روسيا، التي رفضت إطاحة قوى الغرب بالقذافي، عن سبيل لاستعادة نفوذها في المنطقة عبر ليبيا. كما يعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حفتر رجلا عسكريا قويا يقف في وجه الجماعات الإرهابية بإخلاص.