أمهلت تركيا، نظام “بشار الأسد” حتى يوم الجمعة القادم للانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً في مدينة إدلب، والعودة إلى المناطق التي حددتها مذكرة مؤتمر سوتشي، الموقعة بضمانات تركية – إيرانية – روسيا، عام 2018.
وهددت تركيا بشنّ عملية عسكرية واسعة جوّاً وبرّاً وبحراً ضد قوات النظام في حال رفضه الانسحاب خلال شهر شباط الحالي من المناطق التي سيطر عليها مؤخراً، والالتزام بالاتفاقات المبرمة ضمن تفاهمات سوتشي، وهو ما جاء بعد يومٍ واحد من مقتل ستة جنود أتراك بقصفٍ للنظام على مواقعهم في ريف إدلب، أمس – الثلاثاء.
من جهته، اعتبر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن الهجوم، الذي طال القاعدة التركية شمالي سوريا، بمثابة مرحلة جديدة بالنسبة لبلاده في سوريا، مضيفاً: “من يسأل عن سبب تواجد الجيش التركي في سوريا إما جاهل أو يكنّ عداء متعمداً للشعب والجمهورية التركية”.
كما توعد “أردوغان” في كلمة له ألقاها صباح اليوم – الأربعاء، بالرد بقوة ودون سابق إنذار على أي جهة تعتدي على الجنود الأتراك أو حلفائه في سوريا، وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم، على حسب تعبيره، مؤكداً أن الوحدات العسكرية التركية بكامل قطعها الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق العمليات، وفي إدلب وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة.
إلى جانب ذلك، أوضح الرئيس التركي أن مطلب بلاده الوحيد من الروس هو تفهم حساسية الموقف في سوريا بشكل أفضل، مضيفاً: “عندما يقوم النظام السوري باستهداف المدنيين عند أبسط انتهاك لقوات المعارضة، فإن الرد على انتهاكات النظام السوري بعد الآن سيكون بالرد المباشر على جنوده”.
وكانت الهجمة التي تعرض لها الموقع العسكري التركي شمال سوريا، قد أثارت العديد من ردود الفعل الدولية، حيث نددت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها، “مايك بومبيو”، باستهداف النظام السوري للجنود الأتراك، معبراً عن تأييد بلاده لما وصفه بـ “حق” تركيا في الدفاع عن نفسها وجنودها.
في غضون ذلك، عبرت روسيا عن قلقها الشديد، إزاء تصاعد التوتر في محافظة إدلب السورية، حيث أشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي “قسطنطين كوساتشيف” إلى أن الموقف هناك يضع كثيراً من الضغوط على الاتفاقات بين روسيا وتركيا.
تزامناً، طالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بوقف الأعمال الحربية بين تركيا والنظام السوري في محافظة إدلب، لافتاً الى أن تغير طبيعة النزاع يثير قلقاً كبيراً”.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي: “يجب وقف الأعمال الحربية قبل تصعيد يؤدي إلى وضع يخرج تماماً عن السيطرة”..