“عندما تتصارع الثيران تدفع الحشائش الثمن” هذا مثل شعبي عربي معروف، وفي سوريا يموت العشرات يومياً كثير منهم مدنيون بينما يفقد الأطفال الأمل في مستقبل جميل، وذلك على خلفية تصاعد التوتر الروسي التركي في الشمال السوري، ففي الوقت الذي ما تزال تركيا فيه مصرة على استعادة كافة المناطق التي سيطر الأسد عليها مؤخراً بدعم روسي، ما تزال روسيا تضرب بقوة كل الأماكن التي تتواجد فيها الفصائل العسكرية المعارضة المدعومة تركياً، وبين هذا وذاك قتل مئات البشر جلّهم من الضعفاء، وفقد العشرات أطرافهم، وأغلقت المدارس ما ينذر بمستقبل غير مشرق لأطفال ولدوا في الحرب ولم يعرفوا طعماً للحياة غيرها، وربما مات منهم الكثير دون يسمع لأيام متواصلة أصوات الطبيعة التي لا تشوهها الحرب.
تتهم روسيا خصمها الحالي وشريكها السابق في سوريا “تركيا” بتمويل الجماعات الإرهابية في سوريا، الأمر الذي تنفيه أنقرة، وتسعى من خلاله موسكو إلى تقديم نفسها على أنها الحليف المثالي للتحالف الدولي للقضاء على الإرهاب.
واليوم الأربعاء أعلن نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف”، أن روسيا تؤكد تقارير فريق خبراء مجلس الأمن بشأن، نقل المسلحين إلى ليبيا بمساعدة من تركيا.
وقال “بوغدانوف” في كلمته في الغرفة الاجتماعية الروسية إن “نص مشروع القرار الأمم المتحدة بشأن ليبيا لم يذكر الإرهابيين والمقاتلين الأجانب، على الرغم من أن مجموعة من خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يبلغون بانتظام عن نقلهم الإرهابيين إلى ليبيا، نلاحظ أيضا هذا، وهذا يحدث بمساعدة تركيا”، حيث تعمل تركيا على تفريغ الشمال السوري من مقاتليه وهذا ما تسبب بإيجاد ثغرات على الجبهات ونقاط ضعف مكنت قوات الأسد والقوات الروسية الداعمة لها من التوغل في المنطقة التي تعتبر المعقل الأخير للمعارضة السورية، التي سيطرت على المحافظة والمناطق المحيطة بها منذ ثمان سنوات.
من جهته تابع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إطلاق التصريحات حول الوضع السوري، معبراً ع إصراره في استعادة كامل المناطق السورية التي سيطر الأسد عليها مؤخراً ون ورائه روسيا، ممهلاً تلك القوات حتى نهاي شباط الحالي، دون أن يحدد مالذي سيحدث بحال لم يحصل ما يريد.
ففي كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه “العدالة والتنمية” قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أن أكبر أزمة تواجهها بلاده حاليا في إدلب هي “عدم قدرتنا على استخدام المجال الجوي، وسنتجاوزها قريبا”، لافتا إلى أن “مطلبنا في إدلب هو انسحاب النظام السوري إلى ما بعد نقاط المراقبة التركية، وإتاحة الفرصة لعودة النازحين إلى ديارهم”.
كما وشدد أردوغان على أنه “لا مطمع لنا بالأراضي السورية ونفطها، وما نسعى إليه هو تحقيق السلام والأمان للسوريين على أراضيهم”.
وقال الرئيس التركي: “إن تركيا ستحرر مواقع المراقبة المحاصرة في إدلب بنهاية شباط الحالي”، وهو تصريح لم ينفك “أردوغان عن الإدلاء به لكما سنحت له الفرصة، وتبقى الأيام القليلة الباقية لانقضاء شباط الحالي، كفيلة بكشف صدق النويا والقدرات التركية.
من جهة ثانية، أكدت مصادر أمنية تابعة للأسد، إن عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في سيارة انفجرت بمدينة قطنا بريف دمشق، اليوم الأربعاء، ما أسفر عن إصابة شخص واحد.
ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة، صباح اليوم، في بلدة قطنا بجنوب غربي دمشق، ما أدى إلى إصابة سائقها بجروح.
وكان شخص واحد قد لقي مصرعه أمس الثلاثاء،بينما أُصيب اثنان آخران بجروح بليغة بتفجير عبوتين ناسفتين بسيارتين قرب ملعب تشرين بالبرامكة وفي مدخل نفق الأمويين بدمشق.
كما أعلنت وزارة الكهرباء السورية اليوم الأربعاء، أن لغما أرضيا انفجر في آلية تابعة لشركة كهرباء الحسكة شمال شرق البلاد، ما أدى إلى إصابة عدد من العمال.
وأوضحت الشركة العامة لكهرباء الحسكة أن الآلية التي رافقتها الشرطة العسكرية الروسية كانت تقل عاملين بالشركة للقيام بمهمة إصلاح خط كهرباء في محيط بلدة أبو راسين، وأضافت الشركة في بيان أن إصابات العاملين بسيطة وأنهم يتلقون الإسعافات، بينما كانت الأضرار بالغة في الآلية.