انعكست المتغيرات الجيو سياسية في المنطقة بعيد اغتيال سليماني، على المشهد اللبناني المضطرب أصلاً.
ويبدو أن مظاهر التوتر ستلقي بظلها على الحكومة اللبنانية التي يجاهد رئيسها المكلف “حسان دياب” لتبصر النور في خضم الخلافات السياسية اللبنانية المرتبطة بالمشهد الإقليمي ككل.
واعتبرت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن التطورات السياسية فرضت نفسها على محادثات تأليف الحكومة ونوعية الوزراء المفترض ضمهم لتلك التشكيلة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في تيار 8 آذار بأن اليومين المقبلين، لن يهدأ ولادة حكومة حسان دياب التي افترضت معلومات كثيرة صدور مرسوم تشكيلها يوم غد الثلاثاء كحدٍ أقصى.
عوائق وتحديات
تتجلى العقدة الرئيسية التي تواجه حكومة حسان دياب، الوزارات المحسوبة على المسيحيين حيث تحتاج مزيداً من المشاورات!.
وتعترض بعض القوى الدرزية على طريقة توزيع الحقائب الوزارية، وأعلن النائب السابق وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، فجر اليوم الاثنين، الامتناع وفقاً للطريقة التي يراها دون تحديد عن ماذا وكيف يمتنع، حيث تشير التوقعات أن امتناعه يقصد به الحكومة القادمة.
ويرى فريق 8 آذار أن تشكيل الحكومة يجب أن يتم بأسرع وقت قبل حصول متغيرات جديدة تصعّب تأليفها، كعملية الاغتيال التي غيرت معادلات المشهد ككل.
أشارت معلومات أن أسماء الوزراء شبه محسومة، لتبقى العقدة الرئيسية حول وزارة الخارجية نظراً لأهمية الوزارة في تحديد سياسة لبنان في المحافل الخارجية.. وذكرت معلومات نقلتها قناة LBCI أن الخلاف لا يزال كبيرا حول حقيبة الخارجية وتوليها من قبل وزير المال السابق ” دميانوس قطار”، حيث دخلت أسماء جديدة على قائمة المرشحين لوزارة الطاقة.
وعززت صحيفة اللواء اللبنانية من فرضية الخلافات حول حقيبة الخارجية، نائبة الخلاف لإصرار رئيس الحكومة المكلف على تسمية ” قطار” وزيراً للخارجية، من ضمن حصة رئيس الوزارة من أجل الاستفادة من عمله في بعض دول الخليج العربية، لتعزيز الخدمات والمساعدات المقدمة للبنان.
ويتمسك التيار الوطني الحر، ورئيسه جبران باسيل – وزير الخارجية المؤقت – بحقيبة الخارجية حيث رُشح لها السفير السابق ناصيف حتي،ورفض التيار وزارة الداخلية بدلا من وزارة الخارجية!.
لكن بعض مصادر التيار الوطني تنفي تمسكها بحقيبة الخارجية أو اعتراضها على تسمية قطار وزيراً للخارجية، وبحسب ما نقلته الأخبار، فإن حزب الله جرى إبلاغه عدم ممانعة باسيل وتياره تسمية أي مرشح يوافق عليه الحزب فهذا منصب يعني حزب الله أكثر من غيره!
وأعلن حزب الله في وقت سابق على لسان نائب أمينه العام، نعيم قاسم، أن أي محاولة لمحاصرة التكليف أو تأليف الحكومة، تهدف لإعادة لبنان إلى الفراغ، داعياً لتسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية.
موقف القصر
يرى قصر بعبدا أن أي مماطلة في تشكيل الحكومة قد تجعل تشكيلها مستحيلاً بعد فترة، لذلك يرى القصر الجمهوري وجوب الالتزام بالمنحة الإيجابي الذي وصلته مشاورات تشكيل الحكومة والتي كان يتوقع لها الختام خلال اليومين المقبلين!.
وفي ذات السياق المتفائل أعلن وزير المال في وزارة تصريف الأعمال الحالية، علي حسن خليل، أن تشكيل الحكومة بات قاب قوسين أو أدنى، حيث أكد وزير حزب الله أن ما يعنيهم هو مشروع الحكومة القادر على بناء الثقة وليس اسم أو شكل الحكومة.
ودعا الوزير لسرعة تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية معتبرا أن ما أنجز حتى الآن، تقدم كبير.
تمديد محتمل
شددت صحيفة اللواء، في معرض توضيحها الخلاف حول وزارة الخارجية بين التيار الوطني وحسان دياب، أن تلك الخلافات تفتح الباب على مصراعيه لتمديد المهلة المتوقعة لتشكيل الحكومة.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.