معلومات جديدة تكشفها مصادر مطلعة حول قضية اغتيال الناشط السياسي، “لقمان سليم”، مبينةً أن الناشط تعرض للتعذيب قبل قتله بخمس طلقات أربع منها في الرأس وواحدة في الظهر، ما طرح تساؤلاً حول مستقبل الأوضاع الأمنية في لبنان، وإمكانية عودة الاغتيالات السياسية إلى البلاد.
يشار إلى ان الناشط الشيعي، “سليم”، معروف بمعارضته الشرسة لميليشيات حزب الله وساحها، حيث اتهم الميليشيات باتباع أجندات خارجية من شأنها خدمة مصلحة إيران على حساب، متهماً إياه بممارسة سلطة القمع والرقابة على عقول مناصريه، ما جعله عرضة للتهديدات كما بينت عائلته عقب الإعلان عن اغتياله صباح الخميس.
حلقة من مسلسل اغتيالات مستمرة
تعليقاً على حادثة اغتيال “سليم” يعتبر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، “سعد الحريري” أن اغتيال الناشط هو جزء من لا ينفصل عن سياق اغتيالات من سبقه، لافتاً إلى أن الناشط القتيل قدم دمه وروحه عربوناً لخلاص لبنان، على حد وصفه.
كما يضيف “الحريري”: “لقمان سليم كان واضحاً أكثر من الجميع ربما في تحديد جهة الخطر على الوطن، فهو لم يهادن ولم يتراجع، فليرقد بسلام ونحن وكل السياديين سنواصل معركة الحرية، الشجب لم يعد كافياً، المطلوب كشف المجرمين لوقف آلة القتل الحاقدة”.
ردود الفعل على الساحة اللبنانية لم تقتصر على “الحريري”، حيث يصف رئيس الحكومة الأسبق، “نجيب ميقاتي”، عملية الاغتيال بأنها جريمة، داعياً الأجهزة الأمنية والقضائية إلى الإسراع في كشف ملابساتها.
يد حزب الله تظهر في المشهد
على الرغم من إصداره بياناً يدين فيه عملية الاغتيال، إلا أن حزب الله بقي في مشهد الاغتيال، حيث يعتبر النائب السابق في البرلمان اللبناني، “باسم السبع” أن اغتيال “لقمان سليم”، هو بمثابة رسالة مباشرة لكل الناشطين والكتاب والسياسيين من أبناء الطائفة الشيعية الذين يتحركون وينشطون ويعبرون عن أفكارهم خارج المدار السياسي لحزب الله.
يشار إلى أن “سليم” كان قد تعرض لحملات تخوينية من قبل أنصار حزب الله والتي وصلت إلى حد التهديد المباشر، عندما دخل مجهولون إلى حديقة منزله في عام 2020، وتركوا له رسالة تهديد بالقتل.
أما الاتهام الأبرز للحزب بالمسؤولية عن العملية، تعبر عنه عائلة الناشط القتيل، مؤكدة أن الجهة التي اغتالته معروفة، في إشارة إلى الحزب وحلفائه.
موجة اغتيالات ورصاصات تحذيرية
اغتيال الناشط، وكما يراه المحلل السياسي، “ميشال بوصعب” تمثل رصاصة تحذيرية لشخصيات سياسية معارضة للحزب، معتبراً أن الظروف الحالية تشبه إلى حد كبير الظروف التي سبقت موجة الاغتيالات، التي وقعت في لبنان بين عامي 2005 وحتى 2008، والتي كان أولها اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، “رفيق الحريري”، والتي تم إدانة عنصر تابع لحزب الله بالضلوع فيها.
كما يذكر “بوصعب” أن موجة الاغتيال تلك، طالعت عدداً كبيراً من أصحاب الرأي والصحافيين المعارضين للحزب بينهم، الصحافي “سمير قصير” والإعلامية “مي شدياق”، مشيراً إلى قضية النائب السابق، “ميشال سماحة”، الذي اعتقل متلبساً بنقل متفجرات بسيارته من سوريا إلى لبنان، وأقر بانها كانت تجهز لتنفيذ اغتيالات سياسية في لبنان.
يشار إلى ان لبنان شهد خلال الفترة من 2005 وحتى 2008، سلسلة طويلة من الاغتيالات طالت عدداً من الشخصيات المعارضة لحزب الله والنظام السوري، من بينها، الوزير السابق، “بيار الجميل” والنائب “جبران تويني” والعميد “وسام الحسن” والنائب السابق، “وليد عيدو” وغيرهم، بالإضافة إلى محاولات اغتيال لشخصيات أخرى بينها النائب والوزير السابق، “مروان حمادة”.
ترجيحات عودة الاغتيالات إلى لبنان، يرجعها المحلل السياسي، “أحمد عيتاني” إلى رغبة الجهة المنفذة بإحداث فوضى في لبنان تغطي على الأزمات الحاصلة سياسياً ومعيشياً واقتصاديا، موضحاً: “من ارتكب جريمة الاغتيال لا يهدف فقط إلى إسكات خصومه فحسب وإنما بإشغال الشارع اللبناني بما يحدث من خروقات أمنية وتهديد للسلم الوطني”.
الولايات المتحدة على خط الحادثة
ردود الفعل على عملية اغتيال الناشط، تعدت الحدود الوطنية اللبنانية، مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية إدانتها بأشد العبارات للحادثة، مع التشديد على ضرورة تقديم الجناة للعدالة وحاكمتهم بشكل عادل، معتبرةً أنه من الجبن للغاية وغير المقبول تماما أن يلجأ أي شخص أو أي كيان إلى العنف والتهديدات والتخويف كوسيلة لتخريب حكم القانون أو إسكات الخطاب السياسي والنشاط المدني، على حد وصفها.
يشار إلى أن الباحث قد أصدر في وقت سابقٍ من العام الماضي، بياناً حمل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى أمين عام حزب الله “حسن نصرالله”، وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب “نبيه بري”، خاصةً مع اقتحام مجهولين لمنزله وتهديده بالرصاص.