هيئة التحرير
كشفت شهادة القبطان الروسي لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بعض المستور عن أسباب انفجار بيروت، موضحة أنه لا الباخرة روسية ولا الحمولة كانت مصادرة، بعد أن أخفى معظم المسؤولين اللبنانيين الكثير من الأسرار عقب اتهامات أنها بأوامر من «حزب الله».
وفي رصده لتقرير الصحيفة قال موقع «صوت بيروت إنترناشيونال» إن الصورة «وضحت بشكل جلي لمن يريد الحقيقة، وعلى اللبنانيين أن يعرفوا ماذا جرى. وماذا حصل قبل أعوام، وبالتالي خسروا عاصمتهم وأرزاقهم جراء اللعب بحياتهم من قبل المخابرات الإيرانية؟».
وقدم الموقع اللبناني تفاصيل مهمة من سبع نقاط لم تذكر من قبل، جاء في النقطة الأولى: «الباخرة التي يقال أنها روسية وتم مصادرة حمولتها في مرفأ بيروت قبل سنوات ليست باخرة روسية، بل هي باخرة يمتلكها (شاهبور عزي) وهو رجل أعمال إيراني روسي مقيم في جورجيا، ومعروف بدعمه للحرس الثوري الإيراني الإرهابي، وقد عُرف عن شركاته المشبوهة تمويلها لأنشطة غسيل الأموال وتجارة المخدرات».
بأوامر من قاسم سليماني
وأوضح الموقع أن «الباخرة غادرت ميناء باتوم batumi الجورجي المطل على البحر الأسود عام ٢٠١٣، محملة بأسلحة إيرانية ومواد متفجرة من ضمنها مادة نترات الأمونيوم، ضمن حاويات تم نقلها من تبريز الإيرانية إلى أذربيجان ثم إلى جورجيا، وبالتالي تزوير (مينفيست للباخرة) يقول إن وجهتها الأخيرة دولة موزمبيق الأفريقية».
وأكمل الموقع تقريره «أن الباخرة عبرت مضيق البوسفور التركي، ووصلت إلى سواحل لبنان، وتحديداً مرفأ بيروت، ليعمل عناصر (حزب الله) هناك بأمر من قاسم سليماني، وقتها على إدخال الباخرة الرصيف الخاص بالميناء الحيوي، وخلق سيناريو يتحدث عن مخالفة الباخرة وحمولتها للشروط، وبالتالي مصادرة الشحنة وعدم السماح لها بالذهاب إلى موزمبيق».
وأشار التقرير في النقطة الرابعة إلى أن «قضية وضع وجهة أخيرة للباخرة موزمبيق أمرٌ من السهل فعله من قبل إيران، كون موزمبيق دولة فاشلة مثل لبنان ومن السهل كتابة مثل هذه الأوراق ووضعها على الباخرة بقليل من المال، إذ أن إيران بالتعاون مع (حزب الله) كانت قد رسمت خط سير الباخرة لتصل وجهتها الحقيقية بيروت، سيما وأن المرفأ يقع تحت سيطرة الحزب بالكامل».
سيناريوهات القصف المتوقع
وأكد موقع «صوت بيروت إنترناشيونال» أنه تم «تفريغ الحمولة، ووضعها في العنبر ١٢، وتمت عملية توزيع حمولة أخرى على ظهر الباخرة وجهتها سوريا عبر الحدود البرية غير الشرعية التي يهيمن عليها (حزب الله)، وهنا تأخذ الرواية بعدها المنطقي حين نعلم بأن إيران كانت تخطط تصدير تلك المواد المتفجرة في وقت ما إلى قبرص وأمريكا اللاتينية ودول أوربية لتنفيذ أجندة إرهابية أخرى، واستخدامها في تصنيع أسلحة وقنابل أخرى».
وفي تفسيره للانفجار وسط العديد من الروايات، قال الموقع: «نعود إلى تفاصيل التفجير الخاص بمرفأ بيروت، لنعلم أنهما كانا تفجيرين وليس تفجيراً واحداً، وهذا ما أكده شهود عيان يسكنون بجانب البور، ونقلته وسائل إعلام محلية لبنانية، لكن لم يأخذ بعده الخبري، ولن يأخذ بأمر من (حزب الله) بعده في التحقيق».
وأضاف في تفسيره بالقول: «أي أن سيناريو القصف الخارجي أو التفجير لتلك المواد، سبقه انفجار لصواريخ وأسلحة خاصة بمستودع لحزب الله، وعليه قال الأهالي في بيروت: إنهم سمعوا أولاً إطلاق نار من المرفأ، وهذا ما عبرت عنه وسائل إعلام بالقول: مفرقعات، ثم تم نفي الأمر».
وختم الموقع مقاله بالتأكيد على أن «حزب الله وبأمر إيران خزن تلك المواد، وعلى مدار سنوات، ومنع لبنان رسمياً من الاقتراب منها، وكان يستعملها في إطار مرحلي لتطوير أسلحة بعينها، وجاء طرف آخر ربما يكون إسرائيل أو غيرها، وهاجم مستودع السلاح، وبالتالي تم تفجير نترات الأمونيوم وحصلت الكارثة التي لا سابق لها كما ذكرنا».
«حزب الله» ونترات الأمونيوم
قدمنا مادة الموقع اللبناني من دون أيّة تدخلات تحريرية رئيسة في هذا التقرير، لكن ما يجب الإشارة إليه أن تقارير صحفية سابقة أكدت أن «حزب الله» اللبناني، سبق له تخزين كميات كبيرة من مادة نترات الأمونيوم في دولتين أوروبيتين على الأقل خلال السنوات الماضية، قبل أن يتم اكتشافها ومصادرتها، وهذا ما يؤكد رواية الموقع والنقاط التي أثارها أكثر. إذ قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن «حزب الله» احتفظ بثلاثة أطنان مترية من نترات الأمونيوم المتفجرة، في مخزن بالعاصمة البريطانية لندن، إلى أن كشفتها الاستخبارات البريطانية بالتعاون مع شرطة لندن في عام 2015.
ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام بريطانية قولها، إن «الإرهابيين المدعومين من إيران احتفظوا بالمتفجرات في آلاف الأكياس في أربعة مواقع شمال غربي لندن»، لافتةً إلى أن دولة أجنبية، لم يتم تسميتها، هي من أخبرت جهاز الاستخبارات البريطاني بوجود المواد المتفجرة، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن الموساد الإسرائيلي هو من أعطى لندن المعلومات.
كما أشارت تقارير صحيفة إلى أن «حزب الله» خزن أيضا مئات الكيلوغرامات من نترات الأمونيوم في مناطق عدة جنوبي ألمانيا، وقد تمكنت أجهزة الأمن الألمانية من العثور عليها ومصادرتها في وقت سابق من هذا العام، بعد حملة دهم واسعة شملت عدداً من المساجد والأماكن السكنية التابعة لحزب الله في جميع أنحاء البلاد، في نيسان/ أبريل الماضي، وذلك بالتزامن مع قرار الحكومة الاتحادية بحظر أنشطة الحزب في ألمانيا.