أعادت عملية التفجير التي استهدفت السفارة الأمريكية في تونس، تساؤلات الكثيرين حول أسباب ودوافع من يقومون بهكذا عمليات.. والكيفية التي يستطيعون إقناع أنفسهم وأتباعهم بتفجير أجسادهم كقنابل غير مبالين بأي ضحايا قد يعترضون لحظة التفجير.
أسئلة تفرض نفسها على واقع فهم نفسية المنتحر وما الذي دفعه للإنتحار بطرق تعتبر إرهابية دموية لدى الكثيرين وتفتح باب الجدل على مصراعيه حول مبرراتها وأعذارها.. والأهم من ذلك كله سبب اعتماد التنظيمات الجهادية والإرهابية على هذه الفكرة.. لماذا وكيف تستطيع إقناع أفرادها بقيامهم بهكذا خطوة.. انتقالًا لبعد أهم يتعلق بقدرة وآلية تعامل الدول والمنظمات مع هكذا ظاهرة.
تبرير مواقف من نائب تونسي
أكد المحامي، رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف، أنه كان محاميًا لأحد الإرهابيين الذين فجرا نفسيهما أمس الجمعة بالقرب السفارة الأميركية في العاصمة التونسية، تصريحات مخلوف للقناة الوطنية ذكرت أنه توكل في المحاكم عن الإرهابي “خبيب لعقة” في إحدى القضايا المتعلقة بالإرهاب والإنضمام الى تنظيمات إرهابية.
وقال مخلوف: إن الانتحاري كان في سن صغير عندما تبنى الافكار المتشددة، وأن الدولة لم تقم بما يلزم لمنع انزلاقه نحو التطرف وأنها تعاملت معه أمنيا فقط. في محاولة لتبرير ما صنعه المنتحرون وكخطوة تخفي آثار التشدد الذي قاد الشخصين لتفجير نفسيهما وتهديدهما الأمن القومي التونسي وفق ما يراه البعض.
حيث حاول المحامي مخلوف، تبرير تشدد المنتخر بانه تعرض لمظلمة قضائية وانه سجن سنة مع المراقبة الإدارية “فقط” بسبب تدوينة فايسبوكية مدح فيها التنظيمات المتطرفة.
وقال مخلوف، إن الانتحاري كان في سن صغير عندما تبنى الافكار المتشددة وإن الدولة لم تقم بما يلزم لمنع انزلاقه نحو التطرف وأنها اتبعت معه منهجًا أمنيًا فقط، واستمر مخلوف في الدفاع عن الانتحاري بالقول انه ضحية وانه كان بالامكان إنقاذه وانتشاله من الفكر المتطرف وبالتالي منع الجريمة الإرهابية محملا اجهزة الدولة المسؤولية.
ائتلاف الكرامة والتونسيون والموقف الأخير
يعتبر ائتلاف الكرامة الحائز على 21 مقعدًا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في السادس من أكتوبر/ تشرين الاول قبل استقالة 3 اعضاء منه من الكتل السياسية المتهمة بالتطرف والموالية لحركة النهضة الإخوانية.
يصنف الائتلاف بأنه رديف للإسلام السياسي وحركة الإخوان في تونس “النهضة”، حيث دعمها في كثير من القرارات والسياسات، كما وشارك بفعالية في مشاورات تشكيل حكومة الحبيب الجملي قبل اسقاطها وبعدها عارض حكومة الياس الفخفاخ رغم نجاحها في الثقة البرلمانية.
من جهتهم، أشاع تونسيون عبارة ” محامي الإرهابيين ” على النائب مخلوف، الذي اختص في الدفاع عن المتشددين في القضايا الإرهابية، رغم أن الأخير دائمًا يرفض الوصف ويعتبرها محاولة للتأثير على القضاء.
هذا وتسبب سيف الدين مخلوف بجدل واسع السنة الماضية، بعد دفاعه عن المسؤولين في قضية اغتصاب أطفال في مدرسة شرعية بالرقاب من محافظة سيدي بوزيد، حيث لمح مخلوف بتهديدات لقاضي التحقيق المكلف بالقضية، لينكشف في النهاية تورط عدد من المسؤولين في جرائم أخلاقية اضافة إلى نشر التطرف والإرهاب بين القُصّر وصغار السن.
وقُتل عنصران إرهابيان وشرطي في تفجير انتحاري أمس الجمعة، قرب مقر السفارة الأميركية فيما أصيب عدد آخر من الأمنيين، هذا وأعلنت وزارة الداخلية التونسية أن شخصين وصفتهما بـ “الإرهابيين” نفذا هجوماً انتحارياً استهدف قوات الأمن القريبة من مقر السفارة الأميركية بالعاصمة تونس.
وقد قتلا خلال العملية، فيما جرح ستة آخرون كما وأفادت إذاعتان محليتان بوفاة عنصر أمني برتبة ملازم متأثرًا بجراحه في المستشفى بعد خضوعه لعملية جراحية عاجلة.