ذكر موقع “ذا هيل” The Hill الأميركي، في تقرير له أن ترامب ليس أول رئيس أمريكي تتلاعب به تركيا، بل فعلت ذلك في الرئيس الأسبق “باراك أوباما”، مشيراً إلى أن الأخير كان يقرب الرئيس التركي “أردوغان” منه، ويرقيه إلى وضعية الحليف والمستشار له.
وبحسب كاتب التقرير، المدعي الفيدرالي السابق “أندرو مكارثي” كبير باحثي “معهد ناشيونال ريفيو”، أنه في إطار سعي واشنطن الدؤوب لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، فإن التودد لأردوغان الذي يتخفى وراء وهم خادع بأن “النموذج التركي” دليل على أن الشريعة والليبرالية الغربية يمكن أن يمتزجا بسلاسة، يمثل مشكلة عانى منها الحزبان الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.
وأضاف “مكارثي”: “وبينما كان أردوغان يقوم بمساعدة وتحريض حماس وحزب الله، وكلما كان يقوم بأعمال عدائية ضعيفة الوقع ضد إسرائيل، كان الرئيس أوباما يقربه منه، بل كان يرقي الخليفة المرتقب علانية إلى وضعية الحليف والمستشار له”.
وأشار الكاتب، إلى أن الرئيس الأميركي السابق، أيد حلفاء “أردوغان” في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مما أدى لتبعات كارثية – كان يمكن التنبؤ بها بالكامل من جانب من يعقل.
مبدياً أسفه، بأن النخب الغربية، لم تكن كذلك، حيث من توسع وازدهار الإسلام المتفوق، في الأعوام الأخيرة.
واستطرد “مكارثي” قائلاً: “على عكس الأميريكيين، تلاعب رئيس وزراء تركيا بخصومه بدهاء، إذ قام بالتآمر لإحداث الوقيعة بين بعضهم البعض، حيث قام بمساعدة إيران على التحايل على العقوبات الأميركية.
كما عمل على مساعدة الجهاديين السنة على شن حرب ضد سورية، كما أخذ يتقرب من الكرملين، فيما تتمتع تركيا بوضعيتها كحليف وعضو بحلف الناتو، والذي يعرب عن نقمته عليه طوال الوقت.
المدعي الفيدرالي السابق، لفت إلى أن العلاقة الوطيدة بين أوباما وأردوغان، تعرصت للتوتر بسبب الأكراد في تركيا، حيث قاد حزب العمال الكردستاني PKK انتفاضة إرهابية، تسعى للحصول على الحكم الذاتي.
بينما أصبح الأكراد الوكيل الأكثر قدرة بالنسبة للأمريكيين، عبر الحدود في سورية، حيث أكد أوباما لأردوغان بأنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق، فيما يتعلق بالدعم الأميركي للأكراد، وأنه سيكون محدودًا، وأنه لن تكون هناك منطقة كردية دائمة على الحدود التركية.
وختم تقريره بالقول: “وكما أن الليل يتبع النهار، فسرعان ما كانت هناك منطقة كردية فعلية على الحدود التركية، وجنود أمريكيين على الأرض، ووجود أميركي متصاعد، عندما غادر أوباما منصبه، كان لا مفر من الحساب، مشيراً إلى أنه الآن حان دور ترمب ليجد أن الانغماس مع أردوغان يؤدي إلى مشكلة في الشرق الأوسط.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.